شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):
(فمنّا من یعرف أنّ فی1 الحقّ وقعت2 هذه المعرفة لنا3 بنا، و منّا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا أَعُوذُ بِاللّٰهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ اَلْجٰاهِلِینَ4 و5.
أی، فمنّا من یعرف أنّ فی مرآة ذات الحقّ و حضرة علمه وقعت هذه المعرفة لنا، أی: معرفة بعضنا بعضا بنا، أی: باعطاء أعیاننا ذلک العرفان بحکم المناسبة الواقعة بینها، و منّا من یجهل تلک الحضرة و التعارف الواقع بین الأعیان، بسبب الغواشی الناتجة من النشأة العنصریّة، و الأطوار التی تظهر فیها العین الانسانیّة إلى حین وصولها إلى هذه الصّورة الألفیّة، کما قال:6
و أظنّها نسیت عهودا بالحمى و منازلا بفراقها لم تقنع7و لمّا کان8 الأوّل حال أهل الکمال المحبوبین المعتنى بهم، الّذین لا یحجبهم جلال الحقّ عن جماله کالمحجوبین بالخلق عن الحقّ، و لا جماله عن جلاله کالمحجوبین بالحقّ عن الخلق، و هم المهیّمون الباقون فی الجمع المطلق، و الثانی9 حال المحجوبین المطرودین الّذین لا یبالى بهم، قال: أَعُوذُ بِاللّٰهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ اَلْجٰاهِلِینَ.
________________________________________
(1) . أی فی مرآة الوجود الحقّ (جامی).
(2) . اسم «أنّ» فعل وقعت، شده است و آن صحیح نیست.
(3) . على ما هو مقتضى مسلک بعض الحکماء المذکورین (ص).
(4) . البقرة (2):67.
(5) . و لا تظنّ أنّ الوجود العینی فی الظاهر عین الوجود الغیبی فی الباطن حقیقة، فتحسب أنّ الأعیان قد انتقلت من العلم إلى العین أو بقیت هناک، و الوجود الحقّ ینسحب علیها فیظهر بآثارها و رسومها أو هی مظاهر موجودة ظهر الحقّ فیها، بل الأعیان بواطن الظواهر ثابتة على معلومیّتها، و بطونها أبدا قد تظهر و تختفی فظهورها باسم «النور» وجودها العینی الظاهر و بقاؤها على الصورة العلمیّة الأزلیّة الأبدیّة وجودها الغیبی، فهی فی حالة واحدة ظاهرة و باطنة بوجود واحد حقّی (ق).
(6) . هذا من القصیدة النضیدة الفریدة للشیخ - قدّس سرّه - مطلعها:
هبطت إلیک من المحلّ الأرفع.........
(7) . أی لم تقنع بفراق المنازل فحسب بل نسیت المنازل فضلا عن الفراق منها.
(8) . أی حصول المعرفة.
(9) . عدم المعرفة.
جلد: 1، صفحه: 533
(و بالکشفین معا ما1 یحکم2 علینا إلاّ بنا).
أی، الکشف الأوّل یعطی أنّ الموجود هو الحقّ لا غیر، و هو الظاهر فی مرایا الأعیان و الخلق فی العدم، و الکشف الثانی یعطی أنّ الموجود هو الخلق الظاهر فی مرآة وجود الحقّ، و الحقّ فی غیبه، و الکشف الجامع بینهما معا و هو مقام الکمال المحمّدی صلّى اللّه علیه و آله و سلّم، و هو شهود الحقّ فی عین الخلق و الخلق فی عین الحقّ جمعا، من غیر احتجاب بأحدهما عن الآخر، یعطی أن ما یحکم الحقّ علینا بحکم من الأحکام، إلاّ بسبب اقتضاء أعیاننا ذلک الحکم.
(لا بل نحن نحکم علینا بنا، و لکن فیه).
أضرب عن قوله: (ما یحکم علینا) الحقّ (إلاّ بنا) تأکیدا لما ذکره، فقال:
(لا بل أعیاننا) تحکم علینا باستعداداتنا؛ فإنّ کلّ عین من الأعیان تطلب من الحقّ بلسان استعدادها، أن یوجدها و یحکم علیها بحسب قابلیتها، فهی الحاکمة على الحقّ أن یحکم علیها بمقتضاها (و لکن فیه) أی، فی علم الحقّ.
(و لذلک3، قال تعالى: فَلِلّٰهِ اَلْحُجَّةُ اَلْبٰالِغَةُ4 یعنی، على المحجوبین) الّذین لم یکشف لهم حقیقة الأمر على ما هو علیه.
(إذ قالوا5 للحقّ: لم فعلت بنا کذا و کذا؟ ممّا لا یوافق أغراضهم، فیکشف)6 أی، الحقّ (لهم عن ساق)7.
أی، من شدّة الأمر یوم القیامة، أو عن أصل الأمر و حقیقته، إذ ساق الشیء ما یقوم
________________________________________
(1) . نافیة.
(2) . الحقّ تعالى (جامی).
(3) . أی لما أنّ الحکم الذی علینا أنّما هو بنا (ص).
(4) . الأنعام (6):149.
(5) . یوم القیامة (جامی).
(6) . فی نسخة: «فیکشف الحقّ عن ساق» (ق).
(7) . أی عمّا یقوم به أمرهم على ساق النظام، أو عمّا یسوقهم إلى غیر ذلک على طریقة الاشتقاق الکبیر على ما هو المعوّل علیه عند المحقّقین (ص).
جلد: 1، صفحه: 534
به الشیء، و هو أصله المقوّم إیّاه.