شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و هو1 الأمر الّذی کشفه2 العارفون هنا)3 أی، فی الدنیا (فیرون4 أنّ الحقّ ما فعل بهم ما ادّعوه) أی، حال الحجاب (أنّه فعله5، و أنّ ذلک6 منهم7، فإنّه ما علمهم إلاّ على ما هم علیه).
أی، من أعیانهم لا غیر، فما فعل بهم ما فعل إلاّ أنفسهم، کما قال تعالى:
وَ مٰا ظَلَمَهُمُ اَللّٰهُ وَ لٰکِنْ کٰانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ8، و لهذا السرّ قال إبراهیم علیه السّلام:
بَلْ فَعَلَهُ کَبِیرُهُمْ حین قالوا له: أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هٰذٰا بِآلِهَتِنٰا یٰا إِبْرٰاهِیمُ9 فقوله علیه السّلام حقّ فی نفس الأمر؛ لأنّ الأصنام بلسان حالهم استدعوا من باطنه علیه السّلام اهلاکهم، لعلمهم بمقام عبودیّتهم و ضلال عابدیهم.
و إنّما نسب إلى نفسه الکذب، کما جاء فی الحدیث؛ لأنّ الفعل ما صدر من ذلک الصنم ظاهرا، بل ظهر من نفسه، و الأنبیاء مأمورون بالظواهر، کما قال علیه السّلام: «نحن نحکم بالظاهر، و اللّه یتولّى السرائر»10.
(فتدحض حجّتهم) أی، تبطل حجّة المحجوبین.
(و تبقى الحجّة البالغة للّه تعالى) أی، تبقى الحجّة البالغة للّه تعالى علیهم.
(فإن قلت: فما فائدة قوله: فَلَوْ شٰاءَ لَهَدٰاکُمْ أَجْمَعِینَ11.
________________________________________
(1) . أی الساق.
(2) . أی علموه ظاهرا مکشوفا (جامی).
(3) . أی فی آخر موطن سلوکهم و نهایة قامة قیامتهم، و بهذا الاعتبار عبّر عنه ب «الساق» (ص).
(4) . أی المحجوبون (جامی).
(5) . أی فعله بهم ممّا لا یوافق أغراضهم (جامی).
(6) . أی یرون أنّ ذلک - أی ما ادّعوه - أنّه فعله بهم منتشئ منهم (جامی).
(7) . أی من أعیانهم الثابتة و استعداداتهم الغیبیّة الأزلیّة و قابلیّاتها الوجودیّة الأبدیّة (جامی).
(8) . النحل (16):33.
(9) . الأنبیاء (21):63-62.
(10) . جامع الأسرار و منبع الأنوار، ص 104.
(11) . الأنعام (6):149.
جلد: 1، صفحه: 535
قلنا: لو حرف امتناع1 لامتناع2، فما شاء إلاّ هو الأمر علیه،
________________________________________
(1) . أی امتناع التالی (ص).
(2) . المقدّم، فیکون امتناع هدایة الکلّ لامتناع المشیئة؛ فإنّ المشیئة أنّما تتعلّق بما علیه أمر القوابل (ص).