عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فما1 مشوا2 بنفوسهم، و إنّما مشوا3 بحکم الجبر4 و5 و6 إلى أن وصلوا إلى عین القرب7).
أی، فما مشى الهالکون بنفوسهم إلى جهنم، و إنّما مشوا بحکم الجبر من القائد و السائق، اللّذین حکما على نفوسهم بحسب طلب أعیانهم منهما ذلک، فالجبر فی الحقیقة عائد إلى الأعیان و استعداداتها، لأنّ الحقّ أنّما یتجلّى علیها بحسب استعداداتها، و لهذا السرّ ما أسند الجبر إلى الربّ‌، بل إلیهم.
(وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ‌8 مِنْکُمْ وَ لٰکِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ‌9) استشهاد على القرب (و إنّما هو10یبصر؛ فانّه مکشوف الغطاء11، فبصره حدید12).
________________________________________
(1) . نافیة.
(2) . إلى موطن جهنّم (جامی).
(3) . فی ذلک البعد الموهوم (ص).
(4) . یعنى آنچه مقتضاى أعیان و استعدادات اعیان است نه جبر اشعرى (الأستاد الفاضل التونى ره).
(5) . یعنى - رض - أنّهم فی سعیهم الذی سعوا غیر مختارین بالاختیار المعروف عرفا؛ فانّهم إنّما سعوا بموجب استعداداتهم الذاتیّة، و بموجبها تعلّقت المشیئة الإلهیّة بما یشبه الجبر، فساقهم من أدبارهم بالدبور و أخذهم بنواصیهم جبرا حتّى یوصلهم إلى ما استحقّوا بحسب مقتضیات ذواتهم لا باختیارهم المجعول فیهم (جندی).
(6) . و القسر فإنّ ربّهم الذی هو آخذ بنواصیهم اجبرهم على ذلک المشی (جامی).
(7) . بزوال توهّم البعد. و لمّا أثبت القرب للمجرمین المبعدین استشهد علیه بقوله تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ الواقعة (56):85 (جامی).
(8) . أی إلى المتوفّى (جامی).
(9) . الواقعة (56):85.
(10) . أی المتوفّى (جامی).
(11) . لوصوله إلى قرب لا یسعه الغطاء (ص).
(12) . غیر کلیل، فیبصر من هو أقرب الأشیاء إلیه (جامی).
جلد: 2، صفحه: 725
«هو» عائد إلى من حصل له القرب، أی: و إنّما صاحب هذا القرب یبصر قرب الحقّ منه؛ لأنّه انکشف عنه الغطاء فصار بصره حدیدا، کما قال فی حقّ نبیّنا صلّى اللّه علیه و آله و سلّم: 
فَکَشَفْنٰا عَنْکَ غِطٰاءَکَ فَبَصَرُکَ اَلْیَوْمَ حَدِیدٌ1 و ما قال رحمه اللّه لا ینافی قوله تعالى: 
وَ مَنْ کٰانَ فِی هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِی اَلْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَ أَضَلُّ سَبِیلاً2 لأنّ العمى3 أنّما هو بالنسبة إلى اللّه المطلق ربّ الانسان الکامل، و کشف الغطاء و کونهم حدید البصر حینئذ بالنسبة إلى أربابهم الخاصّة التی تربّهم فیها.
(فما خصّ‌4 میتا من میت، أی: ما خصّ سعیدا فی القرب5 من شقی6).
أی، ما خصّ قوله تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ‌ میتا من میت، بل شمل الکلّ‌، و إنّما قال: (میتا من میت) لأنّ ضمیر «إلیه» عائد إلى المیت، فما خصّ السعداء بالقرب، کما قال فی موضع آخر:
(وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِیدِ7 و ما خصّ إنسانا من إنسان8).
هذا یدلّ على أنّ المراد بالمجرمین أیضا لیس قوما مخصوصا من السالکین، أو أهل جهنم، بل یشملهما.
(فالقرب الإلهیّ من العبد9 لاخفاء به فی الإخبار الإلهیّ‌، فلا قرب أقرب من أن تکون هویّته عین أعضاء العبد و قواه، و لیس العبد سوى هذه الأعضاء و القوى، فهو) 
________________________________________
(1) . ق (50):22.
(2) . الإسراء (17):72.
(3) . فذاک فی البصیرة و هذا فی البصر، فإنّها لا تعمى الأبصار و لکن تعمى القلوب التى فی الصدور (ق).
(4) . فی نسبة القرب إلیه تعالى (جامی).
(5) . ممیّزا إیّاه من شقى (جامی).
(6) . عند إثبات القرب للعبد (ص).
(7) . بل یشمل ذلک القرب الکلّ کما قال سبحانه فی موضع آخر من غیر تخصیص، و هو قوله تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ (جامی).
(8) . ق (50):16.
(9) . سواء کان سعیدا أو شقیّا (جامی).