عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فمن أنت‌؟).
أی، إذا علمت أنّ الحقّ هو عین السالک و عین الطریق الّذی یسلک السالک فیه، فقد علمت من أنت حقّ أو خلق، ثمّ حرّص2 السالک لیعلم أنّ حقیقته حقّ و طریقته حقّ‌، و لا یشاهد غیره فی الوجود، فیلحق بأرباب الکشف و الشهود بقوله:
(فاعرف حقیقتک3 و طریقتک، فقد بان لک الأمر على لسان الترجمان إن فهمت).
أی، ما ذکرته لک، و جواب الشرط متقدّم و هو قوله: (فقد بان لک الأمر) و المراد بالترجمان نفسه؛ لأنّه یترجم عمّا أراه اللّه من حقیقة الأمر، أو هود علیه السّلام حیث قال: 
مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِیَتِهٰا4 أو نبیّنا صلّى اللّه علیه و آله و سلّم حیث قال عن اللّه: «کنت سمعه و بصره5» الحدیث، مع أنّ جمیع الأنبیاء و الأولیاء ترجمان الحقّ‌.
(فهو لسان حقّ‌)6 و7 أی، لسان الترجمان لسان الحقّ (فلا یفهمه إلاّ من فهّمه حقّ‌)8 بتشدید الهاء من التفهیم، أی: لا یفهم الأمر على ما هو علیه، و لا یطّلع على المراد إلاّ من یفهمه الحقّ‌، بإلقاء نوره على قلبه.
________________________________________
(1) . لأنّها مراتب ظهوره و هو الظاهر فیها.
(2) . أی الشیخ.
(3) . أی حقیقتک الموجودة.
(4) . هود (11):56.
(5) . بحار الأنوار، ج 75، ص 155، ح 25؛ صحیح البخاری باب التواضع، ج 8، ص 131 و کأنّه أشار إلیه العارف الرومی بقوله:
رو که بى‌یسمع و بى‌یبصر تویى سر تویى چه جاى صاحب سر تویى. مثنوى معنوى، ج 1، ص 118.
(6) . لأنّ الترجمان ما له تصرف فی ذلک أصلا (ص).
(7) . فإنّ مّن قال بالحقّ فالحقّ کان لسان الحقّ (ق).
(8) . على لفظ المصدر، حقّ‌، کسمعه و بصره (جامی).
جلد: 2، صفحه: 730
و یجوز أن تکون الهاء ساکنة، أی: لا یفهم معنى لسان الترجمان الإلهیّ إلاّ من فهمه حقّ‌، أی: صار الحقّ عین فهمه کما یصیر عین سمعه و بصره و قواه و جوارحه، فیفهم بالحقّ کلام الحقّ‌.
(فإنّ للحقّ نسبا کثیرة1 و وجوها مختلفة2) یتجلّى بها على أعیان الموجودات بحسب استعداداتها.
(ألا ترى3 عادا قوم هود4 کیف قالوا5: هٰذٰا عٰارِضٌ‌6 مُمْطِرُنٰا7 فظنّوا خیرا باللّه)8.
أی، ألا ترى أنّ قوم هود کیف قالوا لمّا تجلّى علیهم الحقّ فی صورة السحاب: إنّ هٰذٰا عٰارِضٌ‌ أی، سحاب مُمْطِرُنٰا و ینفعنا «فظنّوا» أنّ الحقّ تجلّى لهم بصورة اللّطف و الرحمة.
(و هو عند ظنّ عبده به9، فاضرب لهم الحقّ عن هذا القول10، فأخبرهم بما هو أتمّ و أعلى فی القرب11).
أی، أضرب بقوله: بَلْ هُوَ مَا اِسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ‌ أی، هو مطلوبکم الّذی یوصلکم إلى 
________________________________________
(2) . اختلاف وجوه تلک النسب الظلیّة بحسب قرب بعض الأطراف من الظلّ إلیه و بعده عنه، و أنت تعرف أنّ أقرب أطرافه إلیه، أنّما هو طرف الرجل (ص).
(3) . استشهد الشیخ - ره - على کثرة نسبه و إختلاف وجوهه بقوله: «ألا ترى...» (جامی).
(4) . عطف تفسیر.
(5) . لمّا أظلّتهم سحب هذه العوارض الکائنة المدرکة بجوارحهم (ص).
(6) . عارض ابرى که پهن است در افق، آنچه در قرآن مطر است در خیر است و آنچه أمطر در شرّ (الأستاذ محمد حسین الفاضل التونى قدّس سرّه).
(7) . الأحقاف (46):24.
(8) . و هو إفاضة ما یستحصل منه أغذیتهم و أقواتهم (ص).
(9) . إشارة إلى الحدیث القدسى: «أنا عند ظنّ عبدی بی فلا یظن بى إلاّ خیرا». بحار الأنوار، ج 93، ص 305، ح 1.
(10) . بقوله: «بل هو ما استعجلتم به» (جامی).
(11) . و الخیریّة.
جلد: 2، صفحه: 731
کمالکم، و یعطیکم الخلاص من انّیاتکم، و یخرجکم من عالم التضاد و الظلمة إلى عالم الوفاق و الرحمة، و إنّما کان هذا المعنى أتم و أعلى.
(فإنّه إذا أمطرهم فذلک1 حظّ الأرض2 و3 سقی الحبّة4 و5) المزروعة فیها (فما6 یصلون إلى نتیجة ذلک المطر) و فی بعض النسخ (ذلک الظنّ إلاّ عن بعد)7.
لأنّ المطر إذا سقى الحبّة المزروعة، لابدّ أن یمضی علیها زمان طویل و مدّة کثیرة8حتّى تحصل نتیجته و یحصل منها الغذاء الجسمانی، و هو من حظوظ أنفسهم المبعّدة لهم من الحقّ‌، و هذا الاهلاک یوصلهم فی الحال إلى ربّهم، و یقرّبهم منه.
(فقال لهم9: بَلْ هُوَ مَا اِسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِیحٌ فِیهٰا عَذٰابٌ أَلِیمٌ‌10.
و إنّما کان استعجالهم فی وصولهم إلى کمالهم و قربهم من غایة مرتبتهم، و لمّا کان هذا المطلوب لا یمکن حصوله إلاّ بفنائهم فی الحقّ‌، أهلکهم اللّه عن أنفسهم، و أفناهم عن هیاکلهم، و هی أبدانهم الجسمانیّة الحاجبة لهم عن إدراک الحقائق.
(فجعل) أی، الحقّ (الریح إشارة إلى ما فیها من الراحة لهم11 فانّ بهذه الریح أراحهم عن هذه الهیاکل المظلمة، و المسالک الوعرة12) أی، الطرق الصعبة (المهلکة، و السدف13 المدلهمّة).
________________________________________
(1) . أوّلا (ص).
(2) . یعنى استعداداتهم و آلاتها من الجوارح الظاهرة (ص).
(3) . أی و ثانیا (ص).
(4) . من العلوم الأولیّة التی بها تنوط رقیقة الحبّ (ص).
(5) . الملقاة فیها (جامی).
(6) . نافیة.
(7) . من ترکیب الأولیّات و ثوانى الامتزاجات ثمّ التفطّنات (ص).
(8) . بخلاف الإراحة عن الهیاکل البدنیّة (ق).
(9) . مضربا عمّا قالوا (جامی).
(10) . الأحقاف (46):24.
(11) . آخرا بحسب روحانیّتهم (جامی).
(12) . و هى المشاعر و مقتضیاتها المتخالفة الخشنة، ذات أغوار و أنجاد، ملائمة و منافرة (ص).
(13) . السدف - بضمّ السین و فتح الدال -: جمع سدفة، أی الحجاب (شرح بانى).
جلد: 2، صفحه: 732
«السدف» جمع سدفه و هی الحجاب، و المدلهمّة اللّیلة المظلمة.