شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و من تمیّز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود12، فالاطلاق
________________________________________
(12) . فکان محدودا، و لو بکونه لیس عین هذا المحدود؛ لاشتراکه لجمیع ما عداه فی معنى الشیئیّة (ق).
جلد: 2، صفحه: 743
عن التقیید تقیید1 و2، و المطلق3 مقیّد بالاطلاق لمن فهم، و إن جعلنا الکاف للصفة فقد حدّدناه4 و5).
أی، على التقدیرین یلزم التحدید.
أمّا على الأوّل: فلأنّ الممتاز عن المحدود6 لا یکون إلاّ محدودا؛ بکونه ممتازا عنه کما أنّ الاطلاق المقابل للتقیید أیضا تقیید بعدم التقیید، و المطلق مقیّد بالاطلاق.
و أمّا على الثانی: فلأنّ نفی مثل المثل إثبات للمثل، و هو محدود، فما یماثله أیضا محدود.
(و إن أخذنا لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ على نفی المثل7 و8 و9، تحقّقنا10 بالمفهوم11 و12و بالإخبار الصحیح أنّه عین الأشیاء13، و الأشیاء محدودة و إن اختلفت حدودها).
أی، و إن حملنا على نفی المثلیّة مطلقا، سواء کان زائدا أو غیر زائد مع عدم القصد
________________________________________
(12) . انتفاء مثل مثله لا یمکن إلاّ بانتفاء مثله؛ لأنّه لو کان له مثل لکان هو سبحانه مثلا لمثله فلا تصحّ حینئذ انتفاء مثله (حاشیة نقد النصوص).
(13) . المفهوم على ما ذکر لیس مثله شیء؛ لأنّه لا شیء إلاّ و هو به موجود، أی بوجوده فبهذا المفهوم و بالخبر الصحیح تحقّق أنّه عین الأشیاء المحدودة بالحدود المختلفة (ق).
(1) . لأنه مقابل له، ممتاز عنه، و کلّ مقابل و ممتاز فهو مقیّد (ص).
(2) . أی بالإطلاق (جامی).
(3) . المقابل للمقیّد (جامی).
(4) . لأنّ فی نفی المثل إثباتا للمثل و هو تحدید (جامی).
(5) . أی و إن جعلنا الکاف بمعنى المثل، فإن أخذنا على ما هو الظاهر من هذا الترکیب - و هو حظّ العامّة منه - من إثبات المثل و نفی أن یکون شیء مثله فقد حدّدناه (ص).
(6) . یعنی اشیاء مثل دارند أو مثل ندارد، پس از این حیثیّت محدود شد. (الأستاد الفاضل التونى) (قدس سره).
(7) . على ما هو استعمال البلغاء و خواصّ الخطباء على نفی المثل، فإنّهم إذا أرادوا تنزیه المحمود أو الممدوح عن وصف ینفون ذلک الوصف و یبعّدونه عن مثله... فلذلک قال: تحقّقا بالمفهوم (ص).
(8) . لأنّ مثل الشیء یطلق و یراد به من هو على صفته من غیر قصد إلى نظیر له (ق).
(9) . سواء کانت الکاف زائدة - و هو ظاهر - أو غیر زائدة على سبیل الکنایة، کما فی قولنا: مثلک لا یبخل (جامی).
(10) . أی علمنا حقیقة (جامی).
(11) . أی بما هو مفهوم الخاصّة من البلغاء عن هذا الترکیب (ص).
جلد: 2، صفحه: 744
بوجود المثل، بل المقصود المبالغة فی التنزیه، کما یقال: «مثلک لا یغضب»، أی من یکون متّصفا بالحلم کما أنت متّصف به لا یغضب. و الغرض نفی الغضب منه یلزم التحدید أیضا؛ لأنّ ما یمتاز عن الشیء محدود بامتیازه عنه، فسلب المثلیّة عنه تحدّده، و هو المراد بقوله: (تحقّقنا بالمفهوم)، أی علمنا حقیقته بالمفهوم من الآیة أنّه محدود و کذلک علمنا تحدیده بالخبر الصحیح، و هو «کنت سمعه و بصره1» الحدیث؛ لأنّه صار عین الأشیاء، و الأشیاء محدودة بحدود مختلفة، و «إن» فی قوله: (و إن اختلفت حدودها) للمبالغة.
(فهو2 محدود بحدّ کلّ محدود، فما یحدّ شیء إلاّ و هو3 حدّ للحقّ).
لمّا کان الحدّ عبارة عن التعیین، و الحدّ الاصطلاحی4 أنّما یسمّى بالحدّ لأنّه أیضا تعیّن الشیء و تمیّزه عن غیره، نقل5 الکلام إلى الحدّ الاصطلاحی الموجب لتعیّن الأشیاء فی العقل، و إنّما جعله محدودا بحدّ کلّ محدود؛ لأنّه عین لکلّ محدود، فحدّه حدّ الحقّ، و قوله: (و هو) عائد إلى الحدّ الّذی یدلّ علیه قوله: (فما یحدّ).
(فهو الساری فی مسمّى المخلوقات و المبدعات).
أی، فالحقّ هو الساری فی الحقائق المسبوقة بالزمان و هی المخلوقات، و غیر المسبوقات به و هی المبدعات.
(و لو لم یکن الأمر کذلک ما صحّ الوجود6 و7).
________________________________________
(1) . بحار الأنوار، ج 75، ص 155، ح 25.
و کانّ العارف الرومى أشار إلیه بقوله:
رو که بىیسمع و بىیبصر تویى سر تویى چه جاى صاحب سر تویى مثنوى معنوى، ج 1، ص 118.
(2) . أی الحقّ سبحانه (جامی).
(3) . أی ما یحدّ به ذلک الشیء (جامی).
(4) . أی المنطقی.
(5) . أی الشیخ.
(6) . لأنّ الممکن لیس له بذاته وجود فلا وجود له إلاّ به (ق).
(7) . لشیء؛ ضرورة نفی الوجود عمّا یماثل الحقّ و یقابله (ص).
جلد: 2، صفحه: 745
أی، و لو لم یکن سریان الحقّ فی الموجودات ما صحّ وجود موجود أبدا؛ لأنّه بالحقّ موجود لا بنفسه، بل هو الحقّ الظاهر بتلک الصّورة.
(فهو عین الوجود1 و2 و3)، أی فالحقّ عین الجود المحض لا غیره.
(فهو على کلّ شیء حفیظ4 بذاته5، و لا یؤده حفظ شیء6).
أی، إذا کان الحقّ عین الوجود، الوجود محیط بالأشیاء بذاته، علیم بها7 حافظ من انعدامها، فالحقّ على کلّ شیء حفیظ، بمعنى أنّه علیم بها و محیط بحقائقها، و بمعنى أنّه یحفظها من الانعدام أیضا، فلا یثقله حفظ شیء و لا یتعبه؛ لأنّ عین الشیء لا یثقل نفسه.
(فحفظه8 للأشیاء کلّها حفظه لصورته).
لمّا کانت الصّور الوجودیّة صور الحقّ بحسب أسمائه9، کان حفظ الحقّ لها عین حفظه لصورة نفسه.
(أن یکون الشیء على غیر صورته10 و11 و12)، أی و یحفظ أن یجد شیء على غیر
________________________________________
(1) . الظاهر أنّ مراده، أنّ الحقّ عین وجود کلّ موجود حتّى یصحّ التفریع، فتأمّل.
(2) . إذ لیس الوجود إلاّ ما تحقّق الحقائق بسریانه فیها (جامی).
(3) . الظاهر الذی به یوجد الکلّ (ص).
(4) . یحفظه عن الانعدام (جامی).
(5) . أی حفظه للأشیاء مقتضى ذاته (جامی).
(6) . إذ مقتضى ذات الشىء لا یثقله (جامی).
(7) . أی المراد بالحفظ، حفظ صور الأشیاء فی ذاته، و حفظ الصور هو العلم.
(8) . أی الحقّ.
(9) . أی لا تکون صورة الذات المحضة بل صورة الذات بحسب أسمائها.
(10) . فإنّه لو لم یحفظه ذلک لکان الشیء على غیر صورته مقابلا له و مماثلا، و ذلک محال عقلا و ذوقا؛ فانّ الأشیاء ظاهر الحقّ و صورته و هو بالذات حافظ له أن یکون غیر صورته (ص).
(11) . لأنّه لو لم یحفظ صورته من أن یکون شیء غیره لکان له مثل فی الشیئیّة و الوجود و لزم الشرک؛ و لهذا قال: «و لا یصح إلاّ هذا» (ق).
(12) . یمکن أن یقال: إنّه کان بدل لفظ الغیر، لفظ العین، و التغیّر من النسّاخ، أی حفظه لصورته تکون على هذا الطریق بأن یکون الشىء عین صورته، أی یکون الشیء عین الربط به، کما أنّ الصورة عین الربط بذی الصورة و إن لم یکن الشیء محض الربط به لم یحفظ به بالذات.
جلد: 2، صفحه: 746
صورة الحقّ، و لمّا کان هذا الأمر محالا قال:
(و لا یصحّ إلاّ هذا، فهو الشاهد من الشاهد1، و المشهود من المشهود).
أی، فالحقّ هو الشاهد الحقیقیّ من کلّ الشاهد، و هو المشهود الحقیقیّ من کلّ المشهود، إذ لا غیر فی الوجود.
________________________________________
(1) . فلا مدرک و لا مدرک فی المعنى و الصورة إلاّ هو (ص).