عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

فصّ‌1 حکمة فتوحیّة2 فی کلمة صالحیّة3


لمّا کان «الفتوح» عبارة عن حصول شیء ممّا لم یتوقّع ذلک منه، نسب حکمته إلى کلمة صالح علیه السّلام لخروج الناقة التی هی معجزته من الجبل، و هو ممّا لم یتوقّع خروجها منه.
 ________________________________________

(1) . و إذ قد تبیّن فی الفصّ الهودى أمر الطریق و ما هو علیه من الاستقامة و الاستواء و اتّفاق السالکین کلّها فیه على منهج الصواب و مسلک السداد، ناسب أن یستردف ذلک بما یکشف عمّا به یتحقّق السلوک على ذلک الصراط المستقیم، و منه تصدر الحرکة فی منهجه القویم، و عمّا به تتخالف المذاهب و تتباین الطرق و الشوارع، فقال: فصّ حکمة فتوحیّة فی کلمة صالحیّة (ص).
و وجه إختصاص هذه الکلمة بحکمتها هو أنّ صالح علیه السّلام قد انفتق عن جبل الجبلّة ناقة القوة و إبل القابلیة، و له انفتح عند إنبائه و انبساطه على عرض أرض الإظهار أبواب مظاهر الأوصاف الکمالیّة، یعنی الحیوان الذی به یظهر الحیاة و الإرادة و القدرة و السمع و البصر، و علیه تقطع اللطیفة الإنسانیّة سباسب قفار الأمزجة الکثیفة الانحرافیّة، إلى أن یبلغ سواد اعتدالها النوعی و ریاض أوصافها الوجودیّة و أفعالها الکمالیّة الکلامیّة الکاشفة عن کنه الکلّ‌، فله صلوح الکشف عن الحکمة الفتوحیّة الحصولیّة الصلوحیّة (ص).
(2) . قد خصّ اللّه تعالى صالحا بفتح باب الغیب عن آیته بفتق الجبل عن الناقة، و هى کخلق آدم من التراب و فتحه على قومه بإیمان من آمن به بسبب هذه المعجزة و احترامهم لها على وفق ما أمر، و بإهلاک من کفر هذه النعمة منهم و عقروا الناقة، فهذه ثلاثة فتوحات (ق)
(3) . أمّا نسبة هذه الحکمة الفاتحیّة إلى الکلمة الصالحیّة، لکون أمور صالح علیه السّلام فی دعوة قومه و إقامة معجزاته على نبوّته عن الفتوح الغیبى، کالناقة التی انفتح عنها الجبل و کان مغیبا عنهم، کذلک ما سقتهم من اللبن المغیب و کانت تشرب الماء یوما و تغیب عنهم، ثم یأتى بعد ذلک عوض الماء لبنا سائغا للشاربین، و کذلک وجدان العذاب بعد الصیحة علیهم عن فتح غیبىّ و اعدهم ثلاثة أیّام (جندی).
جلد: 2، صفحه: 768
و أیضا لمّا کان «الفتوح» مأخوذا من «الفتح» إذ هو جمعه کالعقول للعقل و القلوب للقلب، و صالح مظهر الاسم «الفتّاح» لذلک انفتح له الجبل، فخرج منه الناقة و هو من جملة مفاتیح الغیب.
قرن الحکمة الفتوحیّة إلى کلمته، و بیّن فیها الایجاد و کونه مبنیّا على الفردیّة، و فی بعض النسخ: (حکمة فاتحیّة) و هى یؤید ما ذکرناه.