شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(اعلم، وفّقک اللّه4، أنّ الأمر5 مبنیّ فی نفسه على الفردیّة6)
لمّا کانت الحکمة الفتوحیّة حاصلة من مفاتیح الغیب التی هی سبب الایجاد، قال:
(انّ الأمر) أی، أمر الایجاد مبنیّ فی نفسه على الفردیّة، أو الشأن الإلهیّ و ظهوره فی نفسه بصورة خلقه مبنیّ علیها، أو أمره بقوله: (کن) مبنیّ علیها، و المراد بالفرد هنا ما
________________________________________
(4) . لفهم الحقائق على ما هى علیه (جامی).
(5) . أی أمر الإیجاد (جامی).
(6) . قد علمت فی الحکمة الرسمیّة أنّ العدد إمّا زوج و إمّا فرد، و الزوج الأوّل و هو شفع اثنان فصاعدا، و أوّل الأفراد الثلاثة فصاعدا، و الواحد غیر داخل فی العدد... و إذا تعدّد الواحد فی المرتبة الثانیة صار شفعا زوجا أو فردا، و الأحدیّة أبدا لا تعطى النتیجة... ثمّ الشفع یشفع فی فتح باب الإیجاد؛ لکون الإیجاد موقوفا على فاعل هو الموجد و قابل هو المکوّن، فلو لا القابل الذی شفع و تریّة الواحد الأحد لما وجدت نتیجة أصلا، فلا نتیجة لواحد إلاّ من کونه واحدا وترا، و لا من کونه شفعا بل الفردیّة صحّت النتیجة (جندی).
جلد: 2، صفحه: 771
یقابل الزوج، لا الفرد الّذی هو اسم من أسماء الذات، بمعنى الواحد.
(و لها1 التثلیث2 و3 فهی4 من الثلاثة فصاعدا5، فالثلاثة6 أوّل الأفراد، و عن هذه7 الحضرة الإلهیّة8 و9 وجد العالم10)
أی و عن الحضرة الفردیّة وجد العالم، و هی باعتبار العالم الّذی هو الحقّ، و المعلوم الّذی هو العین، و العلم الّذی هو الرابطة بینهما، إذ لو نقص شیء منها لما أمکن وجود العالم.
و لمّا کان باعتبار آخر یستدعی وجود العالم الفردیّة من کلّ من الطرفین، طرف الفاعل و القابل، أثبت من طرف الفاعل الفردیّة، و کذلک من طرف القابل لتقابل کلّ منهما الآخر.
(فقال تعالى: إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَیْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ11 فهذه12 ذات ذات ارادة و قول، فلو لا هذه الذات و ارادتها و هی نسبة13 التوجّه بالتخصیص لتکوین أمر
________________________________________
(1) . أی للفردیّة (جامی).
(2) . و ذلک التثلیث هو الذی ظهر لقوم فی صورة الفاعل و القابل و الفعل، و لآخر فی العلّة و المعلول و العلیّة، و لآخر فی المحبّ و المحبوب و المحبّة، و لآخر فی الذات و الصفة و الاسم، و لآخر فی الإله و العبد و العبودیّة (ص).
(3) . و إنّما کان التثلیث هو الأصل فی الإیجاد؛ لأنّ الإیجاد مبنى على العلم، و لابدّ للعلم من عالم و معلوم، فثبت التثلیث الذی للفردیّة، فالثلاثة أوّل الأفراد (ق).
(4) . أی الفردیة مبتدئة من الثلاثة فصاعدا (جامی).
(5) . کالخمسة و السبعة و التسعة و غیرها (جامی).
(6) . أی فی نفسه مجرّدا عمّا یقوم به أول الأفراد (ص).
(7) . أی حضرة الفردیّة (جامی).
(8) . التى لها التثلیث (جامی).
(9) . لفظة الإلهیّة سهو من الناسخ کما لا یخفی على المتأمّل. «الأستاذ محمّد حسین الفاضل التونى - قده -».
(10) . بعد تعدّدها بالعلم؛ فإنّ حضرة الذات ما لم تتعدّد باعتبار العالمیّة لم تسمّ بالحضرة الإلهیّة.
(11) . النحل (16):40.
(12) . الحضرة الفردیّة التى لها التثلیث و منها وجد العالم (جامی).
(13) . أی نسبة هی التوجّه (جامی).
جلد: 2، صفحه: 772
ما1، ثمّ لو لا قوله عند هذا التوجّه2کُنْ لذلک الشیء، ما3 کان ذلک الشیء4).
أی، لو لا هذه الأشیاء الثلاثة التی هی الذات و الارادة و القول بکن، ما حصل ذلک الشیء.
(ثمّ ظهرت5 الفردیّة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء6) أی، الشیء الکائن (و بها) أی، و بتلک الفردیّة الحاصلة (من جهته7) أی، من جهة الشیء (صحّ تکوینه).
التکوین جعل الشیء مکوّنا، فمعناه: أنّ الحقّ إذا أمر بالشیء بقوله: کُنْ یجعل ذلک الشیء نفسه موجودا، یجوز أن یکون بمعنى التکوّن، أی: بها صحّ تکوّنه، و المعنى واحد فی الحقیقة.
(و اتصافه بالوجود8، و هى شیئیته9 و سماعه و امتثاله أمر مکوّنه10 بالایجاد، فقابل ثلاثة بثلاثة11، ذاته الثابتة12 فی حال عدمها13 فی موازنة) أی، فی مقابلة (ذات موجدها، و سماعه فی موازنة ارادة موجده، و قبوله بالامتثال لما أمره به
________________________________________
(1) . و اعلم أنّ هذین الأمرین فی التکوین بمنزلة المادّة التى بها الشیء بالقوّة و القول بمنزلة الصورة التی بها الشیء بالفعل، و إلیه أشار بقوله: ثمّ لو لا قوله عند هذا... (ص).
(2) . الإرادی (جامی).
(3) . نافیة.
(4) . و لذلک ترى القول فی الآیة المذکورة مکرّرة؛ ضرورة أنّ الصورة من الشىء التى هى الغایة للحرکة الإیجادیّة، لها تکرّر تقدّم ذاتى أوّلا على الکلّ و تأخّر رتبیّ ثانیا عنه (ص).
(5) . هذا إثبات من طرف القابل.
(6) . المتوجّه إلیه (جامی).
(7) . أی من جهة القابل (جندی).
(8) . یعنی وجود خارجی نه وجود علمى که مربوط به أعیان ثابته است، زیرا در فیض اقدس که وجود أعیان است موازنه ثلاثه با ثلاثه نمىآید. فلیفهم (الأستاذ الفاضل التونی (قده).
(9) . الثبوتیّة (جامی).
(10) . یعنى کما صحّ من قبل الموجد بتلک الفردیة المشار إلیها من قبل، فکذلک من قبل القابل بهذه الفردیّة الخصیصة به (ص).
(11) . و به یسمّى بالمقابل؛ إذ بمقاتله الثلاثة بالثلاثة تم أمر الکثرة المستتبعة للصورة الکونیّة (ص).
(12) . فی العلم (جامی).
(13) . بحسب العین (جامی).
جلد: 2، صفحه: 773
من التکوین1 و2 فی مقابلة قوله: کُنْ فکان هو) أی، فحصل ذلک الشیء بامتثال أمر موجده.
(فنسب التکوین3 إلیه فلو لا إنّه فی قوّته التکوین4 و5 من نفسه عند هذا القول، ما6 تکوّن).
أی، الحقّ نسب التکوین إلى الشیء الّذی یوجد فی قوله: إِنَّمٰا أَمْرُهُ إِذٰا أَرٰادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ7، أی فیکون هو بنفسه، فلو لا إنّه مستعدّ للتکوین له قابلیة لذلک من نفسه، ما تکوّن عند سماع هذا القول، و ذلک الاستعداد و القابلیة مرکوز کامن فیه، حاصل به بالفیض الأقدس، و إلیه أشار قوله تعالى: ثُمَّ اِسْتَوىٰ إِلَى اَلسَّمٰاءِ وَ هِیَ دُخٰانٌ فَقٰالَ لَهٰا وَ لِلْأَرْضِ اِئْتِیٰا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً قٰالَتٰا أَتَیْنٰا طٰائِعِینَ8 فإنّ الحقّ أمرهما بالاتیان إلى الوجود العینی، و الاتیان صدر منهما.
________________________________________
(1) . أی التکوّن (جامی).
(2) . و التکوین فی قوله: لما أمره بالتکوین، بمعنى المبالغة فی التکون لا بمعنى الصیرورة کالتقتیل للمبالغة فی القتل بدلیل قوله: ما تکون فلم یکن من جهة الموجد إلاّ الأمر بالتکوین، و أمّا التکوّن الذی هو إمتثال الأمر فلم یکن إلاّ من نفس ذلک الشىء؛ لأنّه کان فی قوّته أی کان فیه بالقوّة کامنا، و لهذا نسب إلیه فی قوله: «فیکون» (ق).
(3) . أی التکوّن (جامی).
(4) . أی نسب ظهوره بالصورة الکونیّة إلى الشىء، فهو الذی کوّن نفسه بالقابلیّة المذکورة (ص).
(5) . أی التکوّن بمعنى قبول الکون قبولا ناشئا من نفسه (جامی).
(6) . نافیة.
(7) . یس (36):82.
(8) . فصّلت (41):11