عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و إذا کان الحقّ یتنوّع تجلّیه فی الصور10، فبالضرورة یتسع القلب و یضیق بحسب 
________________________________________
(10) . المختلفة بالسعة و الضیق (جامی).
جلد: 2، صفحه: 804
الصورة التی یقع فیها التجلّی الإلهیّ‌1، فإنّه لا یفضل من القلب شیء عن صورة ما2یقع فیها التجلّى، فإنّ القلب من العارف أو الانسان الکامل بمنزلة محلّ فصّ الخاتم من الخاتم لا یفضل، بل یکون على قدره و شکله من الاستدارة إن کان الفصّ مستدیرا، أو من التربیع و التسدیس و التثمین3 و غیر ذلک من الأشکال، إن کان الفصّ مربّعا، أو مسدّسا، أو مثمّنا، أو ما کان من الأشکال فإنّ محلّه من الخاتم یکون مثله، لا غیر).
أی، إذا ظهر الحقّ فی صور شؤونه المتنوّعة، و تجلّى تجلّیا ذاتیّا بما فی الغیب المطلق، یتنوّع بحسب استعداد القلب، فیتسع و یضیق بحسب الصورة التی وقع التجلّی فیها، لأنّها تهب للقلب استعدادا یناسبها، و تجعله بحیث لا یفضل عنها، و هذا القلب المتجلّى له لا یکون إلاّ للعارف الکامل، لأنّ قلبه مرآة الذات الإلهیّة و شؤونها جمیعا، لخلوه عن الأحکام الجزئیة المقیّدة له، فینصبغ انصباغا تقتضیه الصورة المتجلّیة له؛ لأنّها حاکمة علیه.
و قلب غیره مرآة الذات من حیثیة معیّنة و شأن مقیّد، و لیس فارغا من الأحکام الجزئیّة الأسمائیّة؛ فینصبغ التجلّی بصبغته و لا یبقى على طهارته الأصلیّة و اطلاقه.
و تلخیصه: أنّ للمرآة حکما فی ظهور الصور بحسبها، و للصورة حکم فی المرآة الّتی تظهر الصورة فیها، و لکلّ منهما أحکام بحسب الظاهر و الباطن.
و لمّا ذکر أنّ القلب لا یفضل عن الصورة المتجلّیة، شبّه القلب بمحلّ الفصّ و الصورة المتجلّیة بالفصّ‌، و هو إذا کان مستدیرا یجعل المحلّ مستدیرا، و إذا کان مربّعا او مسدّسا أو مثمّنا فمحلّه أیضا کذلک.
و إنّما شبّه المعقول المحض بالمحسوس الصرف؛ لأنّ کلاّ منهما نسخة من الآخر، إذ الظاهر صورة الباطن، و الباطن معنى الظاهر، و فی التشبیه بالمستدیر و المربع و المسدس 
________________________________________
(1) . فإن کان فی تلک الصورة نوع سعة یتسع القلب بحسبها و قدرها، و إن کان نوع ضیق یضیق القلب بحسب و قدره (جامی).
(2) . موصولة.
(3) . و فی تخصیص هذه الصورة فی المثال المذکور بالبیان نکتة، و هی أن تکون الاستدارة إشارة إلى التنزیه الصرف؛ لما فیها من الأوصاف العدمیّة، لعدم تمایز الأطراف، و عدم التشکّل بالزوایا، و الباقی إشارة إلى طرف التشبیه.
جلد: 2، صفحه: 805
لطیفة اخرى، و هی أنّ المعنى المتجلّی قد یکون معنى بسیطا لا تعدّد فیه و لا تکثّر، فصورته أیضا تکون مستدیرة، و قد یکون مرکّبا و له جهات متعدّدة بحسب الظهور و الخفاء و القرب و البعد، فصورته أیضا تکون مشتملة على جهات متعدّدة متفاوتة فی القرب و البعد إلى المرکز، فإنّ زوایا المربّع و المسدّس و أمثالهما أبعد من الوسط عن غیرها من الأضلاع.