شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و کذلک العلم باللّه ما له غایة فی العارف یقف عندها).
أی، العلم باللّه أیضا لیس له غایة فی قلوب العارفین لیقف العارف عندها.
(بل هو1 و2 العارف فی کلّ زمان3 یطلب4 و5 الزیادة من العلم به6 و7، ربّ زدنی علما، ربّ زدنی علما، ربّ زدنی علما8، فالأمر9 لا یتناهى من الطرفین10).
أی، الذی هو العارف یطلب الزیادة من العلم فی کلّ زمان من الأزمنة، کما قال لنبیّه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم: وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً11 فالأمر الإلهیّ لا یتناهى من طرف الحقّ بالتجلّی، و من طرف العبد بالعلم باللّه.
(هذا إذا قلت: حقّ و خلق) أی: إذا نظرت إلى مقام الجمع و التفصیل و میّزت بینهما.
________________________________________
(1) . أی الشأن أنّ العارف (جامی).
(2) . أی بل الحقّ هو العارف (ص).
(3) . أی یترقّى فی کلّ زمان و یظهر فى تجدّدات أدواره و تنوّعات أطواره (ص).
(4) . أی بلسان الاستعداد (جامی).
(5) . أی یطلب العارف الزیادة فیه أبدا و یقول بلسان الحال أو المقال: رب زدنی علما (ق).
(6) . أی بالحقّ فإنّه فی کلّ مرتبة یحصل له من العلم ما یستعدّ به لمرتبة أخرى فوقها بقوله فی زمان مّا: ربّ زدنی علما (جامی).
(7) . فتارة بلسان وجه العارف داعیا: ربّ زدنی علما، و تارة بلسان وجه الحقّ و هویّته قائلا: ربّ زدنى علما، و تارة بلسان الوجه الجمعیّ سائلا: ربّ زدنی علما.
و یمکن أن یجعل هذا التکرار إلى مراتب الیقین من العلم و العین و الحقّ، فإنّ لکلّ مرتبة من علم الیقین و عین الیقین و حقّ الیقین مدارج فی الکمال غیر محصورة، فیقتضی الحال طلب الزیادة، لکنّ الوجه الأوّل الیق ربطا فی هذا السیاق، و هو قوله: فالأمر لا یتناهى من الطرفین (ص).
(8) . هکذا إلى غیر النهایة بحسب حصول الاستعدادات.
(9) . أی أمر العلم (جامی).
(10) . أی طرفی الحقّ و العبد فلا الطلب ینتهی من جانب العبد و لا التجلّی من جانب الحقّ (جامی).
(11) . طه (20):114.
جلد: 2، صفحه: 810
(و إذا نظرت فی قوله تعالى1: «کنت رجله التی یسعى بها، و یده التی یبطش بها، و لسانه الّذی یتکلّم به» إلى غیر ذلک من القوى و محالها التى هى الاعضاء لم تفرّق) أی:
بین المرتبتین (فقلت: الأمر حقّ کلّه أو خلق کلّه، فهو2 خلق بنسبة، و هو حقّ بنسبة).
الأمر بمعنى المأمور، أی: الموجود کلّه حقّ بحسب ظهوره فی مرایا الأعیان الثابتة و هی على حالها فی عدمها، أو خلق کلّه باعتبار ظهور الأعیان فی مرآة الوجود الحقّ و هو على غیبه الذاتی، أو قلت: «خلق بنسبة» و هی من حیث تعیّن الوجود و تقیّده، أو «حقّ بنسبة» و هی باعتبار الوجود3 بدون التعیّن الموجب للخلقیّة.
(و العین واحدة).
أی، یعتبر هذه الاعتبارات کلّها، و الحال أنّ الذات التی علیها تطرء هذه الاعتبارات واحدة، لا تعدّد فیها و لا تکثّر.
(فعین صورة ما4 تجلّى عین صورة ما قبل ذلک التجلّی، فهو5 المتجلّی و المتجلّى له).
فعین الصورة المتجلّیة على القلب بعینها عین الصورة القلبیّة فی الحقیقة6 و إن اختلفت بالقابلیّة و المقبولیّة، فالحقّ هو المتجلّی و المتجلّى له.
________________________________________
(1) . على لسان نبیّه (جامی).
(2) . و إذا کان الأمر ذا وجهین: فهو خلق بنسبة و هو حقّ بنسبة (ص).
(3) . أی باعتبار حقیقة الوجود و هو صرفها، أو باعتبار مطلق الوجود و طبیعته الذی هو حقّ بمعنى الثابت المحقّق الذی یکون التحقیق عین ذاته، و هذا أحد إطلاقات الحقّ.
(4) . بالتجلّی الشهادی أو الشهودی (جامی).
(5) . أی الحقّ هو المتجلّی (جامی).
(6) . أی بحسب الذات و الحقیقة؛ لأنّ کلیهما وجود الحقّ، نفس الوجود بأحد إطلاقاته.