عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فانظر ما أعجب أمر اللّه7 من حیث هویّته، و من حیث نسبته إلى العالم فی حقائق الأسماء الحسنى8).
________________________________________
(7) . و شأنه (جامی).
(8) . یشیر الشیخ - رض - إلى أنّ هذه الأسماء المختلفة الواقعة على هذه العین الواحدة أنّما هی بالاعتبارات، فإذا اعتبرت أحدیّة الذات قلت: حقیقة واحدة لیس غیرها أصلا و رأسا. - و إن اعتبر تحقّقها الذاتی فی عینها قلت: حقّ‌.
و إن اعتبرت إطلاقها الذاتی قلت ذات مطلقة عن کلّ اعتبار.
و إن اعتبر تعیّنها فی مراتب الظهور قلت: شهادة.
و إن اعتبرت لا تعیّنه قلت: غیب حقیقی.
و إن اعتبرت الظهور فی الکثرة قلت: خلق کلّه.
و إن اعتبرت أحدیّة العین فی التعیّن و اللاتعیّن قلت: حقّ کلّه لا غیر.
و إن اعتبرت [انّ‌] ظاهره مجلى لباطنه أبدا قلت: هو المتجلّی و المتجلّى له، و لا عجب أعجب من حقیقة بذاتها تقتضی هذه الاعتبارات کلّها و هی صادقة فیها (جندى).
جلد: 2، صفحه: 811
أی، فانظر ما أعجب أمر اللّه أنّه من حیث هویّته واحدة و من حیث نسبته إلى العالم و حقائق الأسماء الحسنى التی تطلب العالم متکثرة.
فمن ثمّ و ما ثمّه و عین ثمّ‌1 هو ثمّة) «من» و «ما» للاستفهام، استفهم ب‍ «من» لأولی العقل و ب‍ «ما» لغیر أولى العقل، لأنّهما واقعان فی الوجود، أی: إذا کان العین واحدة فانظر ما ثمّ؟... و من ثمّ؟... 
و لیس فی الوجود غیره تعالى و عین ظهرت فی صورة هی التی ظهرت فی صورة أخرى، و تذکیر «هو» العائد إلى العین باعتبار الحقّ أو الشیء و الوجود.
(فمن قد عمّه2 خصّه و من قد خصّه عمّه3) ضمیر «عمّه» و «خصّه» عائد إلى العین الواحدة، و المراد به الوجود لذلک ذکّره، أی: الذی قد عمّم الوجود و بسطه على الأعیان هو الّذی خصّه أیضا بجعله وجودا معیّنا، و من خصّص الوجود و جعله ماهیّة معیّنة هو الذی عمّمه بالنسبة إلى أفراد تلک الماهیّة، أو من قال: بأنّ الوجود عامّ فقد خصّه؛ لأنّ العموم أیضا قید مخصص، و من قال: بأنّ الوجود معنى خاصّ فقد عمّمه أیضا، لشموله على کلّ ما فی الوجود.
(فما عین سوى عین فنور عینه ظلمة) أی، إذا کان عین العامّ عین الخاصّ و بالعکس، فلیس عین سوى عین، بل عین کلّ 
________________________________________
- و إن اعتبر تحقّقها الذاتی فی عینها قلت: حقّ‌.
و إن اعتبرت إطلاقها الذاتی قلت ذات مطلقة عن کلّ اعتبار.
و إن اعتبر تعیّنها فی مراتب الظهور قلت: شهادة.
و إن اعتبرت لا تعیّنه قلت: غیب حقیقی.
و إن اعتبرت الظهور فی الکثرة قلت: خلق کلّه.
و إن اعتبرت أحدیّة العین فی التعیّن و اللاتعیّن قلت: حقّ کلّه لا غیر.
و إن اعتبرت [انّ‌] ظاهره مجلى لباطنه أبدا قلت: هو المتجلّی و المتجلّى له، و لا عجب أعجب من حقیقة بذاتها تقتضی هذه الاعتبارات کلّها و هی صادقة فیها (جندى).
(1) . أی و عین موجود فی الواقع هو نفس الواقع؛ إذ الواقع عینه لیس غیره (ق).
(2) . و أطلقه عن القیود المشخّصة و الفصول المنوّعة، خصّه بالإطلاق، و نزّهه بالتنزیه الرسمی (ص).
(3) . و أطلقه عن الإطلاق المقابل لتقیید، و نزّهه بالتنزیه الحقیقی (ص).
جلد: 2، صفحه: 812
واحد عین العین التی للآخر، فعین النور هو عین الظلمة و بالعکس، لاتحاد حقیقة الکلّ‌، و هی عین الوجود1.
اعلم، أنّ النور یطلق و یراد به الضیاء المحسوس، و قد یطلق و یراد به الوجود، فإنّه الظاهر لنفسه و المظهر لغیره، و الظلمة أیضا تطلق على ما یقابل المعنیین، و هو ظلّ الأرض أو غیره منها و العدم.
فقوله: (فنور عینه ظلمة) باعتبار المعنى الأوّل لهما، فإنّهما وجودیان لکونهما محسوسین، فقولهم «الظلمة عدم النور» رسم لها إذا أرید بها المعنى الأوّل باعتبار أنّ الظلّ یستلزمه2، و إذا ارید بها3 المعنى الثانی فحدّ لها.
(فمن یغفل عن هذا4یجد فی قلبه غمّة5) بضم الغین و هو الکرب، و یستعمل فی الظلمة مجازا، و المراد هنا الحجاب و منه الغمام أیضا؛ لأنّه یستر الشمس، أی: و من یغفل عن مقام الوحدة یبقى فی حجاب الکثرة و ظلمتها، لأنّ الوحدة منبع النور و الکثرة منبع الظلمة.
(و لا یعرف ما قلنا سوى عبد له همّة6) أی، لا یعرف هذا المعنى إلاّ من له همّة قویّة، لا یقنع بظواهر العلوم، و لا یقف عند مبلغ علماء الرسوم7 من العلم، بل یقدر على خرق الحجب الناتجة من کثرة الصور، لیصل إلى ما لا یصل إلیه الفکر.
________________________________________
(1) . قال مولانا الجامی فی حاشیة نقد النصوص: «قال الشیخ - رض - إیّاکم و الجمع و التفرقة، فإنّ الأوّل یورث الزندقة و الإلحاد، و الثانی تعطیل الفاعل المطلق، و علیکم بهما، فإنّ جامعهما موحّد حقیقیّ‌، و هو المسمّى ب‍ «جمع الجمع» و «جامع الجمیع» و أنّه المرتبة العلیا و الغایة القصوی» (ص 142).
(2) . أی یستلزم عدم النور.
(3) . أی بالظلمة.
(4) . أی هذا الذی ذکرناه فی معنى الإطلاق (جامی).
(5) . لأنّه یجهل الأمر على ما هو علیه و الجاهل مغموم أبدا (جامی).
(6) . یأنف بها أن یقلّد أحدا فى عقیدته حتّى یظهر الأمر له فی مدرجة استعداده الفطری و سکینته الذاتیّة، فلا سفینة فی هذه اللجج إلاّ السکینة (ص).
(7) . لعلّه أشارة إلى مذاهب الأشاعرة من قولهم: بعینیّة الوجود للماهیّة.