عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و أمّا الأشاعرة فما علموا أنّ العالم کلّه مجموع أعراض2 و3 و4، فهو یتبدّل فی 
________________________________________
(2) . یتقوّم بها ذلک الکلّ (جامی).
(3) . أی العالم کلّ‌، و مجموع ما یتقوّم به ذلک الکلّ هی الأعراض المتبدّلة (ص).
(4) . أمّا بیان کون العالم مجموع أعراض؛ فإنّ العالم لا یخلو من أن یکون جوهرا أو عرضا أو مجموع جواهر أو أعراض، أو لا یکون واحدا منها، ثمّ نقول لا جائز أن لا یکون شیئا منها و إلاّ فهو لا شیء و لا وجود له و انحصر الأمر فی هذا التقسیم؛ لانحصار الأمر بین الوجود و العدم.
ثمّ نقول: لا جائز أن یکون جوهرا لا عرض فیه؛ لعدم وجود جوهر بلا عرض و عدم تحقّق هیولى بلا صورة، و لأنّا نقول أیضا: إن کان الجوهر ما یقوم بذاته لا یکون موجودا فی موضوع بل موجودا لا فى موضوع، فالعالم إذن لیس بجوهر، لأنّه لا قیام و لا وجود له من ذاته، بل قیامه بوجود مستفاد من الحقّ‌، فلیس العالم و لا شیء من العالم بجوهر قائم بذاته... فبطل أن یکون العالم جوهرا بلا أعراض.
و لا جائز أیضا أن یکون مجموع أعراض و جواهر فإنّ القائم بنفسه و حقیقته لا فی موضوع آخر هو الوجود الحقّ المطلق، فإنّه المتحقّق بنفسه لنفسه حقیقة لا بغیره و لا فی غیره، و هو یتعالى أن یکون جوهر العالم أو یقوم به عرض أو جزء من مجموع.
و إذا صحّ أنّه لیس بجوهر أو جواهر بلا أعراض و لا قائما بذاته فی ذاته و لا مجموعا من جواهر و أعراض، لزم أن یکون مجموع أعراض... و أیضا فإنّ العالم ممکن الوجود على کلّ حال أو واجب لا بذاته بل بالواجب بالذات و امتنع امتناع وجود بالإجماع، فلزم أن یکون إمّا ممکنا أو واجبا، لا جائز أن یکون واجبا بذاته فإنّه الحقّ‌، فلو کان واجبا کان واجبا بالواجب بذاته، فقیامه إذن بالواجب بالذات لا بنفسه، و إن کان ممکنا فلا وجود له إلاّ بالمرجّح و لا تحقّق له إلاّ بالوجود المستفاد من الموجد المرجّح، فهو إذن بدون ذلک غیر موجود بل معدوم فی عینه، إذ لم یکن فهو لعینه عدمی یطلب العدم الأصلی لعینه، و لکنّ الموجد المرجّح یوالی و یواصل بنور الوجود إفاضته علیه و یوجده مع الآنات، فتتجدّد الصور و الأعراض مع الآنات على حقیقة العالم عندنا، و هو الوجود الحقّ الفائض المتعیّن بهذه الأعراض و الصور و الأشکال من الوجود المطلق الحقّ‌، و لا یفیض من الحقّ إلاّ الحقّ فیتحقّق به ما لا تحقّق له فی عینه، فیوجد هذه الأعراض و الصور (جندی).
جلد: 2، صفحه: 836
کلّ زمان، إذ العرض لا یبقى زمانین).
أی، و خطأ الأشاعرة أنّهم ما علموا أنّ العالم کلّه عبارة عن أعراض مجتمعة، ظاهرة فی الذات الأحدیّة، متبدّلة فی کلّ آن فلو حکموا على أنّ أعیان الموجودات أیضا تتبدّل کأعراضها، فلا تبقى زمانین على حالة واحدة، لفازوا أیضا بالتحقیق، لکنّهم غفلوا عن وحدة الجوهر و کونه عین الحقّ‌، القائم بنفسه المقوّم لغیره، و أثبتوا جواهر غیر الذات الأحدیّة الظاهرة بالصورة الجوهریة، فحجبوا و حرموا عن حقیقة التوحید.
(و یظهر ذلک1 فی الحدود للأشیاء، فإنّهم إذا حدّوا الشیء تتبیّن فی حدّهم تلک الأعراض).
و فی نسخة: (کونه الأعراض) أی: کون ذلک الشیء عین الأعراض، و یتبیّن أیضا: 
و (أنّ هذه الأعراض المذکورة فی حدّه عین هذا الجوهر و حقیقته2 القائم بنفسه، و من حیث هو عرض لا یقوم بنفسه).
«القائم بنفسه» مجرور على أنّه صفة الجوهر، أی: و یظهر أنّ العالم کلّه أعراض فی حدودهم للأشیاء، فإنّهم إذا حدّوا الانسان: بالحیوان الناطق، و الحیوان: بالجسم الحسّاس المتحرّک بالارادة، و الجسم: بأنّه جوهر قابل للأبعاد الثلاثة، یتبیّن أن الجوهر هو الّذی مع کلّ واحد من الأعراض، یصیر موجودا معیّنا مسمّى بالجوهر قائما بنفسه، 
________________________________________
و أیضا فإنّ العالم ممکن الوجود على کلّ حال أو واجب لا بذاته بل بالواجب بالذات و امتنع امتناع وجود بالإجماع، فلزم أن یکون إمّا ممکنا أو واجبا، لا جائز أن یکون واجبا بذاته فإنّه الحقّ‌، فلو کان واجبا کان واجبا بالواجب بذاته، فقیامه إذن بالواجب بالذات لا بنفسه، و إن کان ممکنا فلا وجود له إلاّ بالمرجّح و لا تحقّق له إلاّ بالوجود المستفاد من الموجد المرجّح، فهو إذن بدون ذلک غیر موجود بل معدوم فی عینه، إذ لم یکن فهو لعینه عدمی یطلب العدم الأصلی لعینه، و لکنّ الموجد المرجّح یوالی و یواصل بنور الوجود إفاضته علیه و یوجده مع الآنات، فتتجدّد الصور و الأعراض مع الآنات على حقیقة العالم عندنا، و هو الوجود الحقّ الفائض المتعیّن بهذه الأعراض و الصور و الأشکال من الوجود المطلق الحقّ‌، و لا یفیض من الحقّ إلاّ الحقّ فیتحقّق به ما لا تحقّق له فی عینه، فیوجد هذه الأعراض و الصور (جندی).
(1) . أی کون العالم مجموع أعراض (جامی).
(2) . بالجرّ على أنّه صفة للجوهر؛ و ذلک لأنّ المذکور فی حدود الأشیاء ذاتیّاتها و مقوّماتها، و ذاتیّات الشیء و مقوّماته عینه فی الوجود (جامی).
جلد: 2، صفحه: 837
و ذلک لأنّ مفهوم الناطق ذو نطق، و النطق عرض، و ذو أیضا عرض لأنّه نسبة رابطة.
و الحیوان «جسم حسّاس»، و الحسّاس ذو حسّ‌، و الحسّ عرض لأنّه الادراک.
و المتحرّک بالارادة أیضا کذلک، فإنّ الحرکة عرض و الارادة عرض و کذلک الجسم، فإنّ المتحیّز هو ما له التحیّز، التحیّز عرض، و القابل للأبعاد الثلاثة التی هی الأعراض عبارة عمّا له القبول و القبول عرض، و هکذا إلى أن ینتهی إلى الجوهر، و الجوهر: 
موجود لا فی موضوع، و الموجود هو ذو وجود.
أی: کون ذو نسبة و هو عرض و الکون أیضا کذلک، فبقی الوجود الحقیقیّ الّذی یدلّ علیه «ذو» و هو عین الحقّ‌، کما مرّ بیانه فی المقدّمات.
فتبیّن أن مجموع العالم من حیث إنّه عالم أعراض کلّها1 قائمة بالذات الإلهیّة، و إنّما قال: (و انّ هذه الأعراض... عین هذا الجوهر) لأنّها کلّها صفاته التی فیه بالقوّة، فهی عینه بحسب الوجود، و غیره بحسب العقل.
(فقد جاء من مجموع ما لا یقوم بنفسه) و هی الأعراض (من یقوم بنفسه)2 و هو الجوهر (کالتحیّز3 فی حدّ الجوهر القائم بنفسه الذاتی4).
مثال للعرض الّذی یلحق الجوهر فیجعله جسما.
أی: کالتحیز الذی هو عرض ذاتی مأخوذ فی حدّ الجوهر القائم بنفسه و هو الجسم، و المراد ب‍ «الذاتی» جزء الماهیّة، فإنّ المتحیّز و القابل للأبعاد فصلان للجسم.
(و قبوله5 للأعراض حدّ6 له ذاتی).
________________________________________
(1) . العالم جوهر واحد هو مجموع أعراض توحّدت فتجوهرت جوهرا واحدا تترائى فیه صور لا تتناهى أبدا، فهذه الصور من حیث إنّها تترائى و تظاهر و تمثّل لا تحقّق لها بنفسها، بل بجوهرها و فیه، فهی أعراض جمعت إلى جوهر واحد أو صارت جوهرا واحدا أو هو جوهر واحد لا حقیقة فی الحقیقة إلاّ له (جندى).
(2) . أی بحسب الظاهر و الحسّ‌.
(3) . أی و العرض المذکور فی الحدود کالتحیّز (جامی).
(4) . الذاتی صفة للتحیّز، و المراد به جزء الماهیّة؛ فإنّ الجسم یحدّ بأنّه متمیّز قابل للأبعاد الثلاثة، فالتحیّز له ذاتی (جامی).
(5) . أی قبول الجوهر القائم بنفسه الذی أرید به الجسم فالأعراض، أی الأبعاد الثلاثة (جامی).
(6) . أی جزء حدّ له (جامی).
جلد: 2، صفحه: 838
أی، و قبول الجسم للأعراض الثلاثة أیضا حدّ للجسم ذاتی، و المراد بالحدّ: التعریف1، فإنّک إذا عرّفت الجسم بأنّه «القابل للأبعاد الثلاثة» یکون صحیحا.
و یجوز أن یکون المراد بالحدّ جزء الحدّ، فإنّ کلاّ من الأجزاء الذاتیّة یحدد المحدود و یعیّنه2.
(و لا شکّ أنّ القبول عرض، إذ لا یکون إلاّ فی قابل، لأنّه لا یقوم بنفسه3، و هو4) أی: القابل (ذاتی للجوهر) الذی هو الجسم (و5 التحیّز عرض، و لا یکون إلاّ فی متحیّز فلا یقوم بنفسه، و لیس التحیّز و القبول بأمر زائد على عین الجوهر المحدود6) أی: 
بحسب الوجود.
(لأن الحدود الذاتیّة)7 و8.
أی، الأجزاء الذاتیّة، و إنّما سمّاها حدودا، لأنّ الحدود تعریفات، و بالأجزاء تحصل التعریفات.
(هی عین المحدود هویّته).
بحسب الخارج، و إنّما جعل التحیّز و القبول حدودا ذاتیة، لأنّ المتحیّز و القابل ذاتیان للجسم، و التحیّز ذاتی للمتحیّز و القبول للقابل، و جزء الجزء جزء.
________________________________________
(1) . لا الحدّ المنطقی.
(2) . فإطلاق الحدّ علیه صحیح.
(3) . بل بالقابل (جامی).
(4) . أی القبول (جامی).
(5) . أی و کذلک (جامی).
(6) . یعنی الجسم (جامی).
(7) . الحکماء ینکرون کون أمثال هذه الأمور فصولا، بل هی لوازم لها یعبّر عنها لعدم القدرة على التعبیر عن حقائقها، بحیث تمتاز عن غیرها بغیر هذه اللوازم أو بما هو أخفى منها (جامی).
(8) . قالوا الفصول الحقیقیة هو کون الشیء کذا، فحینئذ ترجع الفصول الحقیقیّة إلى الوجود، و مراد الشیخ أیضا کذلک.