شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فتحقّق یا ولیّی، هذه الحکمة الملکیّة من الکلمة اللوطیّة، فإنّها لباب المعرفة).
إنّما جعل هذه الحکمة لباب المعرفة؛ لأنّها مشتملة على بیان الضعف الأصلی الّذی هو للخلق ذاتیّ، و على بیان أنّ کمال المعرفة تمنع صاحبها عن التصرّف فی العالم، و أهل العالم یزعمون خلافه، على بیان أسرار القدر لا یعلمها إلاّ أکابر الأولیاء، و لذلک قال نظم:
(فقد بان لک السرّ و قد اتضح الأمر) أی، ظهر لک سرّ القدر، و اتضح أمر الوجود على ما هو علیه، أو الأمر الذی اشتبه على علماء الظاهر کلّهم، حیث ذهب بعضهم إلى الجبر المحض بنسبة الفعل إلى الحقّ فقط، و بعضهم إلى القدر الصرف بنسبة الفعل إلى العبد فقط، فاتضاحه أنّ الفعل یحصل منهما، کما مرّ و سیجئ بیانه فی الفصّ التالی لهذا الفصّ.
(و قد ادرج فی الشفع1 و2 و3الذی قیل: هو الوتر)
________________________________________
(1) . أی فی صورتی: الفاعل و القابل اللذین لهما الشفعیّة الوجود الواجد الذی قیل: هو الوتر فی حدّ ذاته الأحدیّة (جامی).
(2) . القولی؛ فإنّ فی الوجود الکلامی قد شفّع وجود المتکلّم، و به صار وجودین، الذی قیل هو الوتر، فإنّ الکلام منطو على الکلّ على ما لا یخفى (ص).
(3) . الواحد الحقّ الذی هو الوجود مدرج فی الشفع الذی هو القابل، و إنّما کان شفعا لظهوره فی ثانی مرتبة الوتر، و إنّما کان وترا لعدم الشافع الثانی، فالوتر بتحقّق الثانی شفع و بلا هو وتر (جندی).
جلد: 2، صفحه: 863
أی، الواحد الحقیقیّ الّذی یوصف بالوتر ادرج فی الشفع، و هو أعیان العالم؛ لأنّها وقعت فی المرتبة الثانیة، و بهذا الادراج حصلت الأعیان، إذ الواحد هو الذی بتکراره یحصل منه الشفع، و بزیادة الواحد علیه یحصل الفرد.
فقوله: (الذی قیل: هو الوتر) مفعول أقیم مقام الفاعل للفعل المبنى للمفعول، و هو «ادرج».
و لا ینبغی أن یتوهّم: أنّه صفة لشفع، فإنّه قسیم للوتر؛ إذ الوتر هو الفرد، و من توهّم فقد غلط.
و لا بدّ أن یعلم، أنّ الوتر و الفرد قد یطلق و یراد به ما یقابل الشفع1، و بهذا الاعتبار اطلاقه على الحقّ یکون حسب مقام جمعه الإلهیّ، کما قال: (انّ مسمّى اللّه أحدی بالذات کلّ بالأسماء).
و قد یطلق و یراد به الواحد الذی لیس من العدد، و هو أصله، و بهذا الاعتبار یکون اطلاقه على الحقّ حسب مقام «جمع الجمع» الذی هو الهویّة المطلقة المسمّاة بالأحدیّة، و اللّه أعلم.
________________________________________
(1) . و یکون نوعا من العدد.