عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و اعلم3، أنّه4 لا تسمّى مفاتح5 إلاّ فی حال الفتح6، و حال الفتح هو حال تعلّق التکوین7 بالأشیاء).
أی، الأعیان لا تسمّى بالمفاتیح إلاّ فی حال الفتح، و هو عند تعلّق الارادة بتکوین الأشیاء، و لمّا کان ذلک التعلّق غیر منفکة عن تعلّق القدرة بها، و آن تعلّق الارادة بالتکوین هو بعینه آن تعلّق القدرة بالمقدورات، قال:
(أو قل إن شئت: حال تعلّق القدرة بالمقدور)8 و9.
و إنّما قال: (و لا ذوق لغیر اللّه فی ذلک10) لأنّ کلّ ما وقع علیه اسم الغیریّة محصور مقیّد، و کلّ ما هو مقیّد موصوف بالعجز و القصور لا بالقدرة.
فلیس لأحد من العباد قدرة على الایجاد، کما قال: «لئن اجتمعت الانس و الجنّ على أن یخلقوا ذبابا لم یقدروا علیه»11.
(فلا یقع فیها تجلّ و لا کشف، إذ لا قدرة و لا فعل إلاّ للّه خاصّة12، إذ له الوجود المطلق 
________________________________________
(3) . ثمّ إنّ تعدّد الأسماء لمّا کان بحسب اختلاف الاعتبارات، فأنّما تطلق الأسماء حین تعتبر تلک الاعتبارات التی هی کالمبادئ، و إلیه أشار قائلا: «و اعلم» (ص).
(4) . أی الشأن، إنّ الأشیاء حال ثبوتها فی العدم (جامی).
(5) . بالحقیقة (جامی).
(6) . حال الفتح، هو حال ظهور ما فی الخزانة الغیبیّة التی هی العین المذکورة، و لا یکون الظهور إلاّ حالة تکوّن الأعیان، و هی بعینها حال تعلّق القدرة بالمقدور (ق).
(7) . أی تعلّق الإرادة بتکوین الأشیاء.
(8) . فإنّه لا اختلاف بینهما إلاّ بحسب العبارة (جامی).
(9) . و هذا مبدأ اسم القادر کما أنّ العبارة الأولى مبدأ اسم الفاتح (ص).
(10) . التکوین و تعلّق القدرة (جامی).
(11) . لعلّه عبارة حدیث و إلاّ فالآیة فی القرآن هکذا: یٰا أَیُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ یَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ‌ الحجّ (22):73.
(12) . لأنّ ما عداه مقیّد، و کل مقیّد قابل، فلا فعل له و لا تأثیر (ق).
جلد: 2، صفحه: 887
الّذی لا یتقیّد1).
أی، فإذا لم یکن لغیر اللّه ذوق فی القدرة على الایجاد لا یتجلّى الحقّ للعباد من حیث القدرة، و لا ینکشف لهم هذا الحال؛ إذ القدرة على الایجاد للّه لا للغیر، فضمیر «فیها» عائد إلى القدرة.
و اتصاف الکمّل بالقدرة على الایجاد او الاعدام فی بعض الأعیان، و بالنسبة إلى بعض الأعیان کما هو مقرّر عند الطائفة، أنّما هو من حیث عدم المغایرة بینه و بین الحقّ‌، بفناء جهة العبودیّة فی جهة الربوبیّة، أو من جهة الخلافة لا الأصالة، کما قال اللّه تعالى عن لسان نبیّه عیسى علیه السّلام: وَ أُبْرِئُ اَلْأَکْمَهَ وَ اَلْأَبْرَصَ وَ أُحْیِ اَلْمَوْتىٰ بِإِذْنِ اَللّٰهِ‌2 فلا یرد.
(فلمّا رأینا عتب الحقّ له علیه السّلام فی سؤاله فی القدر، علمنا أنّه طلب هذا الاطّلاع)3.
أی، الاطّلاع على کیفیّة تعلّق القدرة بالمقدور على سبیل الذوق.
(فطلب أن تکون له قدرة تتعلّق بالمقدور4، و ما یقتضی ذلک5 إلاّ من له الوجود المطلق).
کالحقّ تعالى و من فنى وجوده و إنّیته فی الحقّ من العباد.
(فطلب ما لا یمکن وجوده فی الخلق6 ذوقا7، فإنّ الکیفیّات8 و9 لا تدرک 
________________________________________
(1) . و لا شکّ أنّ مبدأ التأثیر و الفعل هو الإطلاق، کما أنّ مبدأ التأثّر و الانفعال هو التقیّد (جامی).
(2) . آل عمران (3):49.
(3) . أی شهوده و تعلّق القدرة بالمقدور ذوقا (ص).
(4) . لیشهد هذا التعلّق ذوقا؛ لأنّ ذوق تعلّق القدرة ما یکون إلاّ للقادر بالذات (جامی).
(5) . أی تلک القدرة و الذوق (ص).
(6) . فی کلام الشیخ إشارة إلى أن طلب ذلک من طریق الکشف و التجلّی غیر ممنوع و لا مدفوع لمن یشاء اللّه أن یطلعه على بعض ذلک بالتقیید، و امّا الاطّلاع المطلق فلا یکون للخلق من حیث هو خلق أبدا، و لکن لمن فنى عن اسمه و رسمه و لم یبق له من إنّیّته و تعیّنه شیء، فإذا استهلک فیه فقد یطلّع على الحقّ بالحقّ من حیث هو حقّ و ذلک أنّما یکون لصاحب الاستعداد الکامل الأکمل کما قال علیه السّلام: «أوتیت البارحة مفاتیح خزائن الأرض و السماء» (ق).
(7) . من حیث هو خلق (ص).
(8) . فیهم (ص).
(9) . الوجدانیّة (جامی).
جلد: 2، صفحه: 888
إلاّ بالأذواق)1.
کما لا یمکن للعنین إدراک لذة الوقاع على سبیل السماع، و جمیع الوجدانیات بهذه المرتبة، فمن لیس له قوّة الوجدان لا یمکن له حصول العرفان.
 

________________________________________

(1) . و أمّا العلوم و المعارف فإنّما یعلمها الخلق ذوقا بالحقّ‌، لا من حیث إنّه خلق (ص).