عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فمرجع الرسول و النبیّ المشّرع إلى الولایة و العلم1).
أی، إذا علمت أنّ الرسول و النبیّ لا یشرّع لأمّته الأحکام، و لا ینبئ عن الحقائق إلاّ من حیث إنّه ولیّ و عالم باللّه، فمرجعهما إلى الولایة و العلم باللّه، فلیس المراد بالعلم العلم الکسبی، بل الیقینی الذی هو من الشهود الذاتی و ما ینتجه.
(ألا ترى أنّ اللّه2 قد أمره3 بطلب الزیادة من العلم لا من غیره4 و5، فقال له آمرا: 
قُلْ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً6).
ألا ترى أن اللّه تعالى أمره بطلب زیادة العلم بقوله: وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً و ما أمر بطلب زیادة النبوّة و الرسالة؛ لأنّ تعلّقهما بالنشأة الدنیاویّة، و الولایة متعلّقة بالنشأة الأخراویّة، فأمره بالطلب لأنّه کلّما یتوجّه إلى اللّه یحصل له الترقّی فی مراتب الولایة، و یطّلع بحسب کلّ مرتبة على علوم یختصّ بها، فالأمر بطلب العلم أمر بالترقّی فی مراتب الولایّة؛ إذ الأمر بتحصیل اللاّزم للشیء أمر بتحصیل ملزومه.
(و ذلک أنّک تعلم أنّ الشرع تکلیف7 بأعمال مخصوصة، أو نهی عن أعمال مخصوصة، و محلّها8 هذه الدار9 فهی10 منقطعة، و الولایة لیست کذلک11، إذ لو 
________________________________________
(1) . الذی هو صورتها و مظهرها (ص).
(2) . حیث أراد تکمیل جهة رسالة نبیّنا صلّى اللّه علیه و آله و سلم.
(3) . أی الرسول النبیّ المشرّع صلّى اللّه علیه و آله و سلم.
(4) . ممّا یتعلّق بأمر الرسالة و التشریع (ص).
(5) . فلو لم یکن العلم ممّا ترجع إلیه النبوّة و تزداد بزیادته لما أمره سبحانه بطلب زیادته حیث أراد تکمیل جهة رسالته (جامی).
(6) . طه (20):114.
(7) . من اللّه سبحانه لعباده (جامی).
(8) . أی محلّ تلک الأعمال المخصوصة (جامی).
(9) . المنقطعة (جامی).
(10) . أی محلّ تلک الأعمال المخصوصة (جامی).
(11) . أی منقطعة (جامی).
جلد: 2، صفحه: 897
انقطعت لانقطعت من حیث هی1، کما2 انقطعت الرسالة من حیث هی، و إذا انقطعت الولایة من حیث هی لم یبق لها اسم3، و «الولیّ‌» اسم باق للّه).
کما قال: إنّ اللّه هُوَ اَلْوَلِیُّ اَلْحَمِیدُ4، و قال عن لسان یوسف علیه السّلام: أَنْتَ وَلِیِّی فِی اَلدُّنْیٰا وَ اَلْآخِرَةِ‌5.
(فهو لعبیده تخلّقا6 و تحقّقا و تعلّقا).
أی، فالاسم «الولیّ‌» للعباد7 یطلق بحسب تخلّقهم بالأخلاق الإلهیّة، و هو إشارة إلى الفناء فی الأفعال و الصفات، و تحقّقهم بالذات الإلهیّة المسمّاة بالولیّ‌، و هو إشارة إلى الفناء فی الذات، لأنّ ذواتهم أنّما تتحقّق بهذا الاسم إذا فنیت فی الحقّ‌، و تعلّق أعیانهم الثابتة أزلا بالاتصاف بصفة الولایة، و طلبهم إیّاها من اللّه باستعداداتهم، أو تعلّقهم بالبقاء بعد الفناء.
________________________________________
(1) . أی بدون اعتبار إلى محلّ خاصّ و شخص معیّن (ص).
(2) . أی کما أنّه حیث انقطعت الرسالة انقطعت من حیث هی (جامی).
(3) . و التالی باطل (جامی).
(4) . الشورى (42):28.
(5) . یوسف (12):101.
(6) . و ذلک فی قیامهم بها و تقویمهم إیّاها على ما یلیق بالعبید فی إظهارها، و تحقّقا و ذلک فی معرفتها و التیقّن بحقیقتها بالنسبة إلى اللّه و بالنسبة إلیهم، و تعلّقا و ذلک فى انتسابهم من حیث الافتقار و العبودیّة إلى الذات من حیث الولایة کما فی سائر الأسماء الإلهیّة، فإنّ العبد له ثلاث مراتب بالنسبة إلیها کما قال الشیخ فی بعض الرسائل: «للعبد بأسماء اللّه تعالى تعلّق و تحقّق و تخلّق: فالتعلّق افتقارک إلیها مطلقا من حیث ما هی دالّة على الذات، و التحقّق معرفة معانیها بالنسبة إلیه سبحانه و بالنسبة إلیک، و التخلّق أن تقوم فیها على ما یلیق بک، کما انتسب إلیه ما یلیق به، فجمیع أسمائه تعالى یمکن تحقّقها و التخلّق بها إلاّ الاسم «اللّه» عند من یجریه مجرى العلمیّة فیقول: إنّه للتعلّق خاصّة». إلى هنا کلامه بعبارته الشریفة.
و إنّما أوردت ذلک لیعلم أنّ هذا تدرّج من الأعلى إلى الأدنى على خلاف ما توهّمه البعض، فالتخلّق عند قیام العبید بمقتضیات الأسماء أعلى من التّحقق و إن کان التحقّق فی الحقائق العلمیّة و المواطن الشهودیّة أعلى منه، و أمّا التعلّق فهو الأدنى مطلقا (ص).
(7) . من العباد، فخبر المبتدأ محذوف و هو معناه.
جلد: 2، صفحه: 898
فالولیّ اسم لمن فنى عن صفاته و أخلاقه و تخلّق بأخلاق اللّه، و لمن فنیت ذاته فیه و تستّرت فی العین الأحدیّة و تحقّقت بها، و لمن رجع إلى البقاء و توجّه ثانیا و تعلّق بعالم الخلق و الفناء.