عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده، و تقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهیّ عنده فی قوله: «لأمحون اسمک من دیوان النبوّة» مخرج الوعد4 فصار).
أی: هذا الخطاب الإلهیّ‌.
(خبرا یدلّ على علو مرتبة باقیة5، و هی المرتبة الباقیة على الأنبیاء و الرّسل فی الدار الآخرة6، التی لیست بمحلّ للشرع یکون علیه).
أی: على ذلک الشرع.
(أحد من خلق اللّه7 فی جنّة و لا نار بعد الدخول فیهما8).
________________________________________
(4) . لا الوعید (جامی).
(5) . بعد محو النبوّة فی هذه الدار (جامی).
(6) . نبوّة التشریع بحقیقتها یقتضی الانقطاع، فإنّ التشریع تکلیف بأمر و نهى و محلّه الدنیا و الذین لم یستأهلوا فی الدنیا و ختمت أعمارهم، و بعد دار الدنیا لا دار، و لا الجنّة و النار، و استحقاق الدخول فیهما و إن کان بفضل اللّه و سخطه فإنّهما بحسب الأعمال الصالحة أو غیرها و هؤلاء لیس لهم عمل، فأبقى اللّه تعالى من حضرة الاسم «الحکیم» و حضرة الاسم «العدل» و أخّرها القدر من الشرائع لظهور الاستحقاق و نیل الثواب و العقاب بحسب الإجابة و الطاعة و المعصیة و المخالفة (جندى)
(7) . أی حال کون ذلک الشرع علیه أحد من خلق اللّه لیست دار الآخرة محلاّ لها (ص).
(8) . فقوله تعالى للعزیر عند سؤاله عن ذلک السرّ: «لئن لم تنته لأمحون اسمک من دیوان النبوّة» خبر فیه ضرب من التشویق إلى المسؤول عنه - لا نهی عن السؤال - عند الفطن، و هذا من الکنایات المستعملة و الملحقات بالبطن الأوّل، فإنّ المصنّف قلّما یستشهد بآیة و یستکشف عنها المعانی غیر ما فی ذلک البطن و ملحقاته و الإطلاق عن الشرع و رفع أحکامه (ص).
جلد: 2، صفحه: 902
تلک المرتبة الباقیة على الأنبیاء و الرسل أنّما هی الولایة لا غیر، فإنّ النبوّة التشریعیّة و الرسالة منقطعة فی دار الدنیا، و عند خرابها یرتفع التکلیف، فلا یبقى لهم إلاّ الولایة.
(و انّما قیّدناه بالدخول فی الدارین - الجنّة و النار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات1 و2 و الأطفال الصّغار3 و المجانین4، فیحشر هؤلاء5 فی صعید واحد لاقامة العدل، و الموآخذة بالجریمة6 و7، و الثواب العملی فی8 أصحاب الجنّة9، فإذا حشروا فی صعید واحد10 بمعزل عن الناس، بعث فیهم نبی من أفضلهم، و تمثل لهم11 و12 و13نار یأتی بها هذا النبی المبعوث فی ذلک الیوم14، فیقول لهم: أنا رسول اللّه إلیکم، فیقع عندهم15 التصدیق به و یقع التکذیب عند بعضهم16، و یقول لهم: اقتحموا17 هذه النار 
________________________________________
(1) . الذین لم یبعث فیهم نبیّ مشرّع و اندرست شرائع من قبلهم (جامی).
(2) . الذین زمان ظهورهم ما بین نبیّین ما أدرکوا حکم أحد منهما (ص).
(3) . الذین ماتوا قبل أوان التکلیف (جامی).
(4) . الذین لم یکن لهم صلاح التکلیف (جامی).
(5) . المذکورون (جامی).
(6) . فی أصحاب الجحیم (ص).
(7) . أی و لأجل (جامی).
(8) . أی فی حقّ أصحاب الجنّة (جامی).
(9) . و إنّما لم یصرّح بأصحاب الجحیم؛ لما علیه کلمته من أنّ الجحیم و مقتضیاتها أمر موهوم «و ما لوعید الحقّ عین تعاین» فلیس له ظهور مثل ظهور نعیم الجنّة (ص).
(10) . لغلبة حکم البرزخ على أرواحهم فهم فی موضع مرتفع عن أهله بمعزل عن الناس.
(11) . بل نور فی صورة نار (جامی).
(12) . التی تمثّلت لهم هی صور تکلیف النبیّ المبعوث فی ذلک الیوم (ق).
(13) . أی بصور العقل الذی هو مبدأ التکلیف و التمییز بصور مثالیّة ناریّة یأتی بها هذا النبیّ المبعوث فی ذلک الیوم.
(14) . و ذلک لأنّ النار لها نوریّة یهتدی بها الناس و إحراق یستتبع تفریق المختلفات و جمع المتماثلات و فی العقل التمییز بین المراتب على إدراکه (ص).
(15) . أی عند بعضهم (جامی).
(16) . على ما هو مقتضى أمر النسبة من ظهور حکم التقابل (ص).
(17) . أی ادخلوا (جامی).
جلد: 2، صفحه: 903
بأنفسکم1 و2، فمن أطاعنی3 نجى4 و دخل الجنّة، و من عصانی و خالف أمری هلک و کان من أهل النار، فمن امتثل أمره منهم و رمى بنفسه فیها سعد و نال الثواب العملی و وجد تلک النار بردا و سلاما، و من عصاه5 استحقّ العقوبة فدخل النار و نزل فیها بعمله المخالف6، لیقوم العدل من اللّه فی عباده).
أی، إنّما قیّدنا بالدخول فی الجنّة و النار؛ لأنّ یوم الفصل قبل الدخول فی المقامین، یکلّف بعض الناس فیه کأصحاب الفترات، و هم أهل زمان ما بعث فیهم نبی مشرّع لهم، و اندرس شریعة من کان قبلهم، و کالأطفال الذین توفّوا قبل البلوغ الذی هو أوان التکلیف و شرطه و کالمجانین، لعروض مزاج ینافی وجود التکلیف معه فی الدنیا.
و إنّما کلّفوا لاقتضاء الحکم العدل ذلک، فإنّ الثواب و العقاب یترتّب کلّ منهما على أسباب توصل إلیه، و النار التی یأتی نبیّهم بها هی النور الإلهیّ الذی تناسبه النفوس النورانیّة أزلا، فکانت نوریتهم مختفیة فیهم لعوارض النشأة الدنیویّة، فإذا زالت ظهرت النوریّة، فمالت إلى جنسها، فدخلوا فیها فنجوا.
و النفوس التی کانت ظلمانیّة تنفّروا منها، فعصوا أمر نبیّهم فحقّ علیهم القول، و قوله: (اقتحموا هذه النار بأنفسکم) أی: ادخلوا أنفسکم فی هذه النار، فالباء للتعدیة. 

________________________________________

(1) . من غیر أن یدخلکم غیرکم جبرا (جامی).
(2) . أی ادخلوا فی درکات مهالکها؛ إذ الاقتحام هو الدخول فی المهالک (ص).
(3) . فیما أمر به من الاقتحام (جامی).
(4) . من النار (جامی).
(5) . لم یقتحم النار (جامی).
(6) . لما أمر به النبیّ (جامی).