عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(اعلم، أن من خصائص الأرواح أنّها لا تطأ5 شیئا إلاّ حیى ذلک الشیء6و سرت الحیاة7 و8 فیه، و لهذا9 قبض السامری قبضة من أثر الرسول الّذی هو جبرئیل و هو الروح10، و کان السامری عالما بهذا الأمر، فلمّا 
________________________________________
(5) . أی لا تقع على أرض من أراضی القوابل و تطأها إلاّ حیی ذلک الشیء بقوّة قبوله (ص).
(6) . الموطؤ علیه و سرت منها الحیاة (جامی).
(7) . بحسب تلک القوّة التی لها نباتیّة أو حیوانیّة على اختلاف طبقاتها (ص).
(8) . قد علمت فیما تقدّم أنّ الروح نفس رحمانی، فالحیاة ذاتیّة له، و إذا أثر أو باشر بصورته المثالیّة جسما من الأجسام، ظهر سرّ الحیاة فیه بحسب صورة ذلک الجسم، و الجسم لیس له الحیاة التی تفید الحرکة و الحسّ الخاصّة بالحیوان، و إنّما هی من خاصیّة الروح.
ثمّ إنّ الروح إن کان کلیّا یکون تأثیره بحسبه و بحسب قوّته و جبرئیل هو الروح الکلّی المسلّط على عالم العناصر کلّها، و سلطانها و مقامها سدرة المنتهى، و لیس کما یزعم الفلاسفة أنّه العقل الفعّال، یعنون روح فلک القمر، فإنّ روحانیة فلک القمر هو إسماعیل، و لیس بإسماعیل النبیّ‌، بل هو ملک مسلّط على عالم الکون و الفساد، و هو من اتباع جبرئیل و لیس لإسماعیل حکم فیما فوق القمر و لا لجبرئیل فیما فوق السدرة.
(9) . أی و لهذا السریان و العلم به (جامی).
(10) . فإنّک قد عرفت فی المقدّمة أنّ للعقل الأوّل أسماء بحسب طریان الاعتبارات المتخالفة و ظهور سلطانها علیه، فإنّه باعتبار التدوین و التسطیر یسمّى ب‍ «القلم» و باعتبار التصرّف و التصریف یسمّى ب‍ «الروح» و باعتبار ضبطه و إحصائه الأسماء و الرقائق الوجودیّة یسمى ب‍ «العقل»، هذه أسماؤه فی مرتبته، ثمّ إذا تتنزّل فى عوالم الحجب فباعتبار وساطته و رسالته فى إنزال أصول الصور الکلامیّة على الإنسان الکامل یسمّى ب‍ «جبرئیل» کما أنّ العقل الأخیر المسمّى ب‍ «العقل الفعّال» باعتبار وساطته فی إحداث الصور الحرفیّة و إسمائها یسمّى ب‍ «إسماعیل» و ما قیل: «إنّ جبرئیل عند العرفاء هو ما یختصّ أمر سلطنته بالفلک السابع و ما دونه» فهو غیر ما علم من تصفّح کلام الشیخ، فإنّه قد صرّح فی کتاب عقلة المستوفز: «إنّ فلک البروج - الذی هو الفلک الأطس عنده - فیه خلق عالم المثل الإنسانیّة و الحجب الجسمانیة و فی هذا الفلک مقام جبرئیل، و إلیه ینتهی علم علماء الرصد و لا یجاوزه أصلا» (ص).
جلد: 2، صفحه: 916
عرف1 أنّه جبرئیل، عرف أنّ الحیاة قد سرت فیما وطئ علیه2 فقبض قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ اَلرَّسُولِ‌3 بالضاد أو بالصاد، أی بملء یده أو أطراف أصابعه فنبذها فی العجل فخار العجل، إذ صوت البقر أنّما هو خوار، و لو أقامه صورة اخرى لنسب إلیه اسم الصوت الّذی لتلک الصورة، کالرّغاء للابل، و الثواج للکباش، و الیعار4 للشاة، و الصوت للانسان5 و6 أو النطق7 و8 أو الکلام9).
اعلم، أنّ الأرواح مظاهر اسم الرّب فإنّ الحقّ بها یربّ مظاهره، و الحیاة بحسب الوجود أوّل صفة یلزمها10 و هی أصل جمیع الصفات الوجودیّة، لذلک جعل الاسم «الحیّ‌» إمام الائمة السبعة، فإنّ العلم و القدرة و الارادة غیرها من الصفات لا یتصوّر وجودها إلاّ بعد الحیاة.
و لکلّ شیء روح یخصّه فائض علیه من ربّه، فله حیاة خاصّة تناسبه تظهر فیه هی و ما یتبعها من لوازمها کالعلم و الارادة و القدرة و غیرها، بحسب مزاج ذلک الشیء، 
________________________________________
یسمّى ب‍ «جبرئیل» کما أنّ العقل الأخیر المسمّى ب‍ «العقل الفعّال» باعتبار وساطته فی إحداث الصور الحرفیّة و إسمائها یسمّى ب‍ «إسماعیل» و ما قیل: «إنّ جبرئیل عند العرفاء هو ما یختصّ أمر سلطنته بالفلک السابع و ما دونه» فهو غیر ما علم من تصفّح کلام الشیخ، فإنّه قد صرّح فی کتاب عقلة المستوفز: «إنّ فلک البروج - الذی هو الفلک الأطس عنده - فیه خلق عالم المثل الإنسانیّة و الحجب الجسمانیة و فی هذا الفلک مقام جبرئیل، و إلیه ینتهی علم علماء الرصد و لا یجاوزه أصلا» (ص).
(1) . بنور بصیرته المکتسبة فی صحبة موسى علیه السّلام (جامی).
(2) . فلمّا ظهر جبرئیل فی الصورة المثالیّة على المرکب الذی هو أیضا صورة متمثّلة من الروح الحیوانی أثّر فی التراب الذی وطأ علیه فسرت فیه قوّة الحیاة المتعدّیة و کان السامریّ عالما بذلک (ق).
(3) . طه (20):96.
(4) . خ ل: و الثغاء للشاة.
(5) . ممّن کان له صورة هذا النوع (ص).
(6) . و لغیره أیضا (جامی).
(7) . خاصّة (جامی).
(8) . ممّن له الإدراک و النظر فی الأمور العقلیّة (ص).
(9) . لمن له الکمال الإنسانی (ص).
(10) . أی الحقّ‌.
جلد: 2، صفحه: 917
فإنّ مزاجه إن کان قریبا من الاعتدال کالانسان یظهر فیه جمیع خواصّه أو أکثرها، و إن کان بعیدا منه یختفی نفس الحیاة فیه و جمیع لوازمه، کما فی الجماد و المعدن.
و جبرئیل علیه السّلام هو المتصرّف فی السماوات السبع العناصر و ما یترکّب منها، إذ هو روحانیتها و مقامه السدرة1 کما قال تعالى: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ‌2.
فإذا تجسّد بصورة مثالیّة أو جسمیّة، و وطأ أرضا من الأراضی یهب إلى ذلک المقام حیاة زائدة على حیاة ما لم یطأ بخصوصیته منه، و جمیع الأرواح العالیة بهذه المثابة، فلمّا عرف السامری هذا المعنى، و عرف جبرئیل حین تجسّده بنور باطنه و قوّة استعداده فقبض قبضة من أثره، فنبذها على صورة العجل المتجسد من حلی القوم فحیى فخار، و لو کان صورة أخرى لکان صوتها بحسب تلک الصورة3.

 ____________________________________

(1) . و هو صورة نفس الفلک السابع (ق).
(2) . النجم (53):13-14.
(3) . لمّا کانت الحیاة للروح ذاتیة؛ لأنّ الروح من نفس الرحمان لم یؤثّر فی جسم أو لم یباشر بصورته المثالیّة إلاّ و ظهر فیه خاصیّة الحیاة و أثر من آثارها بحسب صورة الجسم، فإن کان ذا مزاج معتدل قابل للحیاة ظهرت فیه الحسّ و الحرکة و جمیع خواصّ الحیاة بحسب المزاج المخصوص، و إن لم یکن ظهر فیه أثر من الحیاة بحسب صورته کالخوار لصورة البقر (ق).