عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فذکّرهم اللّه قبل حضورهم8 و9، حتّى إذا حضروا10 تکون الخمیرة11 و12 قد تحکّمت فی العجین13، فصیّرته مثلها)14.
________________________________________
(8) . العینی بارتفاع حجبهم (جامی).
(9) . یعنى (رض) الحقّ المتجلّی فی الفرقان یوم الجمع و الفصل. (جندی).
(10) . أی أشرفوا على الصورة (جامی).
(11) . أی الحضور الذکری (جامی).
(12) . الخمیرة المنضجة لاستعداداتهم المستکملة لهم، أعنی تذکیر عیسى علیه السّلام إیّاهم عند اللّه، فإنّ الوجود الکلامی مرتبة من الوجود یستتبع الشهود و یستلزمه على ما لا یخفى (ص).
(13) . یعنى (رض) من حیث أحدیّة جمع العین. (جندی).
(14) . أی مثلها فى الحضور و الشهود، و الذی یدلّ على أنّ حجابهم هو عین کمونهم فى الغیب الذاتى قوله: فَإِنَّهُمْ عِبٰادُکَ (ص).
جلد: 2، صفحه: 984
أی، ذکّرهم اللّه بقوله: وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ‌ و بالضمیر الذی فی «لهم» على أنّهم فی ستر من أستار اللّه فی هذه الحیاة الدنیا، قبل حضورهم بین یدی الحقّ یوم القیامة الکبرى و انبعاث الخلائق من القبور التی ستروا بها و فیها، و هی الأبدان و البحث التی هی القبور المعنویّة، و هذه القبور الصوریّة صورها حتّى إذا حضروا الحقّ و فنوا فیه و قامت قیامتهم و شاهدوا بعین الحقّ ما کانوا علیه قبل ذلک.
«تکون الخمیرة»، أی: خمیرة ما جعل فی طینة أعیانهم من استعداد الکمال، و القابلیة للوصول إلى الفناء فی حضرة ذی الجلال، قد تحکّمت فی عجین أعیانهم1و طینة استعداداتهم فصیّرته مثل نفسها، أی أوصلتهم إلى الکمال المراد منهم، و هو مقام الفناء المذکور و الستر المطلوب، المنبّه علیه بقوله: (وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ‌ فانّهم عبادک فأفرد2 الخطاب3 للتوحید الذی کانوا علیه4 و5 و6 و7، و لا ذلّة أعظم من ذلّة العبید).
أعاد قوله: فَإِنَّهُمْ عِبٰادُکَ‌ لیذکّر ما فیه من الأسرار و من جملتها الافراد بالکاف، فإنّه یدلّ على التوحید الذی کانوا علیه، و إن لم یکن لهم شعور به، فإنّ العابد لکلّ معبود کان ما کان لا یعبد إلاّ لکونه إلها أو شفیعا عند اللّه، کما قال: (مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِیُقَرِّبُونٰا إِلَى اَللّٰهِ زُلْفىٰ‌8، و فی الحقیقة لا یعبد إلاّ الحقّ الذی یظهر بتلک الصور، کما قال: وَ قَضىٰ رَبُّکَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِیّٰاهُ‌9 و اطلاق العباد یدلّ على ذلّة من یعبد، و لا ذلّة 
________________________________________
قوله: فَإِنَّهُمْ عِبٰادُکَ (ص).
(1) . خ ل: «أبدانهم».
(2) . ثمّ شرع فی بیان نکاته و قال: «فافرد» (جامی).
(3) . بالکاف (جامی).
(4) . بحسب أصل الفطرة (جامی).
(5) . فی الحقیقة و إن کانوا لا یعلمون ذلک فإنّهم کانوا مشرکین فی زعمهم و معتقدهم (ق).
(6) . من حیث العین فی الحقیقة و إن کانوا مشرکین فی زعمهم و معتقدهم و غیرهم من أهل الاعتقاد و التقلید. (جندی).
(7) . فی تلک الغیبة، و أشار بانقهارهم و إذلالهم فی ذلک الغیب عند تسمیته إیّاهم بالعباد (ص).
(8) . الزمر (39):3.
(9) . الإسراء (17):23.
جلد: 2، صفحه: 985
أعظم من ذلّة العبید.
(لأنّهم لا تصرّف لهم فی أنفسهم1، فهم بحکم ما یریده بهم سیّدهم2 و لا شریک له فیهم، فإنّه قال: عِبٰادُکَ‌ فأفرد3، و المراد بالعذاب إذلالهم، و لا أذلّ منهم لکونهم عبادا، فذواتهم تقتضی أنّهم أذلاء4، فلا تذلّهم فإنّک5 لا تذلّهم بأدون ممّا هم فیه من کونهم عبیدا، وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ‌ أی: تسترهم عن ایقاع العقاب الذی یستحقّونه بمخالفتهم6، أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک7 و یمنعهم منه).
استعمل «الغفر» بمعنى «الغافر» و هو الساتر، کما یستعمل «العدل» بمعنى «العادل»، یقال: «رجل عدل» أی: عادل.
(فَإِنَّکَ أَنْتَ اَلْعَزِیزُ أی: المنیع الحمى8).
تمنع ما تحمیه عن أن یتسلّط سلطان القهر علیه، فالمنیع بمعنى المانع، و الحمى هو الممنوع9، أو بمعنى الممنوع10، أی: ممنوع حماک عن أن یکون للغیر وجود فیه، و حماه أحدیّة ذاته التی جمیع الأشیاء فانیة فیها متلاشیة عندها، او عین العبد المحمی عن أن یتصرّف فیه غیره.

________________________________________

(1) . لغلبة قهرمان الأحکام الذاتیّة فی الغیب علیهم (ص).
(2) . من التصرّفات (جامی).
(3) . کاف الخطاب الذی أضاف العباد إلیه، و ذلک یدلّ على عدم الشرکة فیهم (جامی).
(4) . بما جبلوا علیه من المغیبة و کمونهم فیها (ص).
(5) . على تقدیر الإذلال (جامی).
(6) . لما یراد منهم من الإیمان بالمشهود الحاضر و امتثال الأوامر فی عالم الأفعال (ص).
(7) . الإیقاع (جامی).
(8) . بإضافة المنیع إلى الحمى، إضافة لفظیّة.
(9) . قرق.
(10) . أی المنیع بمعنى الممنوع.