عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فما1 خالف اللّه أحد قطّ فی جمیع ما یفعله من حیث أمر المشیئة)2.
لأنّ ما شاء اللّه کان و ما لم یشأ لم یکن.
(فوقعت المخالفة من حیث أمر الواسطة3 فافهم4) أی: فالمخالفة ما وقعت إلاّ فی أمر الواسطة.
(و على الحقیقة، فأمر المشیئة5 أنّما یتوجّه إلى ایجاد عین الفعل لا على من ظهر على یدیه، فیستحیل أن لا یکون، و لکن فی هذا المحلّ الخاصّ‌).
أی، لا یتعلّق أمر المشیئة على الحقیقة إلاّ بایجاد عین الفعل، لکن فی هذا المحلّ الخاصّ‌، لا على فاعله لیلزم أن یکون عدم الفعل منه مستحیلا، فالمحلّ شرط صدور الفعل، و تعلّق أمر المشیئة بالمشروط لا الشرط، و التعلّق به بأمر آخر و بمشیئة أخرى، کما وقع الخلاف بین العلماء أن الأمر بالشیء أمر بما لا یتمّ ذلک الشیء إلاّ به أوّلا کالوضوء للصلاة، فذهب بعضهم إلى أنّ الأمر به لیس بعینه أمرا بما لا یتمّ إلاّ به بل بأمر آخر.
أمّا لو نازع فیه منازع فکان فی موضعه، لأنّ المشیئة تعلّقت بالایجاد فی ذلک المحلّ فتعلّقت به أیضا، و لمّا کان التوجّه هاهنا متضمّنا معنى الحکم عدّاه ب‍ «على» فی قوله: 
(على من ظهر).
________________________________________
(1) . نافیة.
(2) . التی لا دخل للواسطة فیه و لا لغیرها ممّا یشوب به صرافة الوحدة (ص).
(3) . و هو الأمر التکلیفی فی الشرع المقرّر لا غیر (النابلسی).
(4) . حیث إنّ منشأ المخالفة إنّما هو إدخال الواسطة الحاکمة على ما یترتّب على إیجاد الفعل من العوارض الاعتباریّة، التی تعرض الفعل المذکور بالإضافة إلى فاعله المخصوص فی الزمان الخاص کالإباحة و الحرمة و غیرهما (ص).
(5) . إذا تعلّقت بأفعال العباد. (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1066
(فوقتا یسمّى1 به2 مخالفة لأمر اللّه3، و وقتا یسمّى موافقة و طاعة4 لأمر اللّه، و یتبعه5 لسان الحمد و الذّم على حسب ما یکون)6 و7.
أی، یسمّى الفعل الصادر بسبب تعلّق أمر المشیئة بعین ذلک الفعل عند کونه غیر موافق لأمر الشارع معصیة و مخالفة لأمر اللّه، و عند کونه موافقا موافقة و طاعة، و حینئذ یتبعه لسان الحمد فی الطاعة و الذّم فی المعصیة.
(و لمّا کان الأمر فی نفسه على ما قرّرناه8 و9، لذلک کان مآل الخلق إلى السعادة10على اختلاف أنواعها)11 و12.
أی، لمّا کانت الأفعال کلّها بمشیئة اللّه کما قرّرناه من أنّه لا یقع شیء إلاّ بالمشیئة الإلهیّة و لا یرتفع إلاّ بها، کان مآل الخلق فی الآخرة إلى السعادة على اختلاف أنواع الخلائق و سعادتهم.
________________________________________
(1) . عین الفعل به (جامی).
(2) . أی بأمر المشیئة (جامی).
(3) . إذا لم یکن موافقا للأمر التکلیفی (جامی).
(4) . إذا کان موافقا للأمر التکلیفی (جامی).
(5) . أی الفعل الذی یتعلّق به المشیئة (جامی).
(6) . موافقا او مخالفا للأمر التکلیفی، فإن کان موافقا یحمد، و إن کان مخالفا یذمّ (جامی).
(7) . أی على حسب الموافقة لأمر الواسطة و المخالفة و إن کان العبد فی کلیهما موافقا لأمر الإرادة مطیعا له (ق).
(8) . من أنّه لا یقع شیء إلاّ بالمشیئة الإلهیّة و لا یرتفع إلاّ بها. (جامی).
(9) . من أنّ الحمد و الذمّ و الموافقة و المخالفة منشأها إنّما هو المشخّصات الخارجیّة، و هی نسبة تلک العین إلى الزمان و المکان المخصوصین، و النسبة إنّما هی اعتبارات محضة لا حظّ لها من الوجود، فتکون عین الأفعال التی هی متوجّه أمر المشیئة فی نفسها مبرّأة عن هذا النسب، و إن کان فی الخارج لا یخلو عن نسبة من تلک النسب (ص).
(10) . سیأتی الکلام فی ذلک فی الفصّ الزکریّاوی، فکل من ذکرته الرحمة فقد سعد.
(11) . و اشتراکها فی رفع العذاب عنهم. (جامی).
(12) . فإنّ لکلّ نسبة خاصّیّة و أثرا یترتّب علیها، إمّا فی طرف الحمد و یسمّى بدرجات الجنّة، أو فی جهة الذمّ و یسمّى بدرکات الجحیم، و الکلّ سعادة لشمول الرحمة إیّاه.
جلد: 2، صفحه: 1067
(فعبّر عن هذا المقام1 بأنّ الرحمة وسعت کلّ شیء2، و أنّها3 سبقت الغضب الإلهیّ‌)4.
أی، عبّر الحقّ عن لسان هذا المقام «بأنّ الرحمة وسعت کلّ شیء»، فإنّ المشیئة الإلهیّة وسعت جمیع الأشیاء أعیانها و أحوالها؛ لأنّها بها وجدت فی العلم و بها ظهرت فی العین.
و قال أیضا: «إنّ رحمتى سبقت غضبی»5 فرحمته السابقة مشیئته الذاتیة العامّة، السابقة على کلّ شیء اسماء کانت او اعیانا.

________________________________________

(1) . أی مقام کون مآل الکلّ إلى السعادة. (جامی).
(2) . من متوجّهات أمر المشیئة (ص).
(3) . أی و عبّر عن هذا المقام أیضا بأنّها أی الرحمة. (جامی).
(4) . سبقا ذاتیّا یستلزم العلوّ و الاستیلاء (ص).
(5) . بحار الأنوار ج 18 ص 306، ح 13 و ج 14 ص 393، ح 12؛ مسند أحمد ج 2 ص 397، 258، 242؛ صحیح مسلم ج 8 ص 95.