شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):
(و اعلم، أنّ الشفقة على عباد اللّه أحقّ بالرعایة من الغیرة فی اللّه)2 و3 و4 و5.
أی، من القتل بالغیرة فی اللّه.
(أراد داود بنیان البیت المقدس فبناه مرارا، فکلّما فرغ منه تهدّم، فشکا ذلک إلى اللّه فأوحى اللّه إلیه «أنّ بیتی هذا6 لا یقوم على یدی من سفک الدماء»7، فقال داود:
«یا ربّ، ألم یکن ذلک) أی: ذلک القتل (فی سبیلک» قال: «بلى، و لکنّهم ألیسوا عبادی؟»، فقال: «یا ربّ، فاجعل بنیانه على یدی من هو منّی»، فأوحى اللّه إلیه: «أنّ ابنک سلیمان یبنیه»،
________________________________________
(2) . أی الانتقام.
(3) . أی بإجراء الحدود المفضیة إلى هداکهم (جامی).
(4) . فإنّ الأوّل مبدؤه و أصله الرحمة، و الثانی منشؤه القهر و الغضب، فإنّ سائر أوصاف العبد و أفعاله فرع أوصاف الحقّ و ظلالها، و قد عرفت أنّ الرحمة هی السابقة حکما و إحاطة، فهی أحقّ بالرعایة لقربها إلى الذات، فکذلک ما یتفرّع علیها من أوصاف العبد.
و ممّا یؤیّد ذلک أنّ داود لمّا أتمّ له أمر الخلافة و الرسالة استقرّ على عرش إیالته و أراد داود بنیان بیت المقدس (ص).
(5) . و لا یؤاخذ على عدم الغیرة، فإنّ الغیرة لا أصل لها فی الحقائق النبویّة؛ لأنّها من الغیریّة و لا غیر هناک (ق).
(6) . أی بیت المقدس (ص).
(7) . و ذلک لأنّ سفک الدماء مبدؤه من الغیرة، التی إنّما تنشأ و تشقّق من «الغیر» و هو ینافی التقدّس (ص).