عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فإن شئت6 قلت: إنّ اللّه تجلّى7 مثل هذا الأمر8، و إن شئت9 قلت: إن العالم فی النظر إلیه10 و فیه11 مثل الحقّ فی التجلّی)12 و13.
________________________________________
(6) . جعلته مثالا للتجلّی الوحدانی الإلهی (جامی).
(7) . بصور متنوعة (جامی).
(8) . أی مثل القابل و على شکله (ص).
(9) . جعله مثالا للعالم (جامی).
(10) . المنتهى إلیه (جامی).
(11) . أی و النافذ فیه بملاحظة تفاصیل أحواله المستورة فیه (جامی).
(12) . أی تجلّیه بحسب القوابل (جامی).
(13) . و فی طیّ عبارته هذه نکته جلیلة حکمیة، و هی أنّه إذا کان مؤدّى العبارتین واحدا، فیکون المثل موجودا قطعا، و لیس مثل مثله شیء و إلاّ، فلا یکون القابل من الفیض الأقدس، و لا یکون لتسویة العبارتین وجه کما لا یخفى على الفطن.
و إیراد لفظ «المثل» هاهنا لإیماء هذا المعنى و تبیین قوله تعالى: لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ‌ فإنّ المثل محقّق الوجود و لیس لمثله وجود، فإنّ التجلّی الوجودی المذکور یتمثّل، فیتنوّع فی عین الناظر (ص).
جلد: 2، صفحه: 1093
أی، بعد إن علمت أنّ الشیء الواحد یتنوّع و یظهر أنواعا مختلفة، فإن شئت قلت: 
المتجلّی هو اللّه فی مرایا الأعیان بالصور المختلفة، کما صارت النار بردا و سلاما على إبراهیم، و کانت نارا على أعین الناظرین.
و إن شئت قلت: إنّ أعیان العالم هی المتجلّیة فی مرآة وجود الحقّ بصور مختلفة عند النظر إلیه، فالعالم مثل الحقّ فی الظهور و التجلّی بالصور.
(فیتنوّع1 فی عین الناظر2 و3 و4 بحسب مزاج الناظر أو یتنوّع مزاج الناظر لتنوّع التجلّی، و کلّ هذا سائغ فی الحقائق).5 و6
أی، یتنوّع التجلّی فی عیون الناظرین بحسب أمزجتهم الروحانیّة و استعداداتهم، فتظهر بصورها لکن تتنوّع الاستعدادات و الأمزجة أیضا على حسب التجلّی، و ذلک بحکم الغلبة.
فإن کان حکم المتجلّى له غالبا على حکم التجلّی، یظهر المتجلّى و یتنوّع بحسب ذلک الحکم، فتغلب أحکام الکثرة على الوحدة.
و إن کان حکم التجلّی غالبا على حکم المتجلّى له، یهبه الاستعداد و یجعله مناسبا لأحکامه، فتغلب أحکام الوحدة على الکثرة.
________________________________________
و لیس لمثله وجود، فإنّ التجلّی الوجودی المذکور یتمثّل، فیتنوّع فی عین الناظر (ص).
(1) . أی العالم (جامی).
(2) . یعنی - رض - مزاج الروحانی الذی للناظر بحسب الکشف و الشهود لا مزاجه الجسمانی و إن کان له مدخل من وجه مّا، لا من جمیع الوجوه. (جندی).
(3) . تارة یتنوّع التجلّی الواحد باختلاف حال الناظر و تارة یتنوّع الناظر لتنوّع التجلّی على ما ذکر؛ إذ المظهر الذی غلب علیه أحکام الکثرة یتنوّع التجلّی الإلهی الواحد فیه بحسب أحواله، فینصبغ التجلّی بحکم المظهر، و أمّا إذا کان الغالب على المظهر حکم الوحدة و هو قلب العبد الکامل المنسلخ عن أحکام الکثرة، فإنّه یتنوّع بحسب تنوّع التجلّی فإنّ هذا القلب مع تقلّب الحقّ فی تجلّیاته و الحقّ یقلّب قلبه فإنّه مقلّب القلوب، و کلا الأمرین سائغ، هذا فی الکامل و ذاک فی غیره (ق).
(4) . و استعداده لظهور علیه (جامی).
(5) . أی و کلّ واحد من هذا المذکور من التمثیلات الثلاثة سائغ فی معرفة الحقائق و بیانها (جامی).
(6) . فإنّه إذا أثبت الفیض و القبول لا بدّ من الثنویّة الاعتباریّة لا غیر، و هو الذی یسوّغ تسویة العبارتین (ص).
جلد: 2، صفحه: 1094
و قد مرّ فی الفصّ الشیثی من أنّ‌: للّه تجلّیین؛ تجلی غیب، و تجلّی شهادة، فبالتجلّی الغیبی یهب للقلب الاستعداد فیتسع، فیتجلّى بالشهودى على حسب ذلک الاستعداد.
(فلو أنّ المیت1 و المقتول، أیّ میت کان أو أیّ مقتول کان).
أی، سواء کان مقتولا بالظلم أو بالحقّ‌، أو میتا سعیدا أو شقیا.
(إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه، لم یقض اللّه بموت أحد، و لا یشرع قتله).
لأنّ العدم شرّ محض، و الإعدام بالکلّیة یوجب فناء الربوبیّة؛ لأنّها بالمربوب تتحقّق و لا یمکن ذلک، فعند خروجه من محلّ سلطنة الاسم «الظاهر» و ربوبیّته دخل فی ولایة سلطان «الباطن» و عبودیّته، فما خرج عن کونه عبدا.
(فالکلّ فی قبضته، فلا فقدان فی حقّه).
إذ الوجود محیط به لا یمکن أن یخرج شیء منه، و ضمیر «فی حقّه» للحقّ‌، أی: 
فلا فوت بالنسبة إلیه.
(فشرع القتل،2 و حکم3 بالموت، لعلمه بأنّ عبده لا یفوته4 و5، فهو راجع إلیه6 على أنّ‌7 فی قوله: وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ اَلْأَمْرُ کُلُّهُ‌8 أی: فیه یقع 
________________________________________
(1) . ثمّ إنّ هذا الکلام وقع - هاهنا - لتمهید بیان مرجعیّة الکلّ إلیه؛ فلذلک أفصح عمّا هو المطلوب بقوله: «و لو أنّ المیّت» (ص).
(2) . على ألسنة أنبیائه (جامی).
(3) . فی سابق قضائه (جامی).
(4) . یعنی لو لا أنّ العبد بعد موته کان باقیا على عبودیّته و مربوبیّته لربّه لم یحکم بموته و قتله، فإنّ ربوبیّته موقوفة على مربوبیّة هذا العبد، فلا یفوته و لا یقبل الانفکاک عنه أصلا (ق).
(5) . یشیر - رض - إلى أنّ العبد المربوبّ لا یفوت ربّه و لا یقبل الانفکاک عنه أصلا؛ فإنّ ربوبیّة الرب بمربوبیّة المربوب وجودا و علما، فإنّ بطن العبد عن ربوبیّة الربّ الظاهر بالموت أو القتل، فقد تولاّه حین توفّاه الربّ القابض الباطن، فإذا أخذ حفظه فی نشأة و موطن و مقام کالدنیا، نقله إلى نشأة أخرى و موطن و حالة أخرى و تجلّ أعلى و أجلى و أولى بالنسبة إلیه من الأولى، فهو یقبضه إلیه عن ظهور و تجلّ و یبسطه فی نور و تجلّ آخر فی شأن أعلى و فضاء أضوى و یوردوه موردا أعذب و أحلى. (جندی).
(6) . بزواله عن الظاهر و انتقاله إلى الباطن، و هذا - أی رجوعه - إلیه هو الظاهر ذوقا و کشفا (جامی).
(7) . هذا الرجوع منطو (جامی).
(8) . أی أمر الوجود (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1095
التصرّف1 و هو المتصرّف)2.
لمّا کان رجوع الشیء إلى الشیء متصوّرا بمعنیین، أحدهما کقولنا: «رجع الأمیر إلى سلطانه»3 و هذا لا یوجب أن یکون الراجع عین المرجوع إلیه، و الآخر کقولنا: «رجع أجزاء البدن إلى اصولها» فسّر قوله: وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ اَلْأَمْرُ بأنّه: هو المتصرّف و المتصرّف فیه.
فاسم «أنّ‌» محذوف، أی: على أنّ فی هذا القول إشارة إلى أنّ المتصرّف و المتصرّف فیه واحد.
(فما خرج عنه شیء لم یکن عینه).
أی، فما ظهر منه شیء لم یکن ذلک الشیء عین الحقّ‌.
(بل هویّته) أی: هویّة الحقّ (هو عین ذلک الشیء)4 و5.
إنّما ذکّر الضمیر الراجع إلى الهویّة تغلیبا للمعنى (و هو الذی یعطیه الکشف فی قوله: وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ اَلْأَمْرُ کُلُّهُ‌).
أی، الکشف الحقیقیّ لا یعطی إلاّ ما ذکرنا من أنّ هویّة الحقّ عین هویّة الاشیاء، و بهذا المعنى قال تعالى: وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ اَلْأَمْرُ کُلُّهُ‌، لا بالمعنى الآخر الذی یفهم منه أهل الظاهر، و هو الهادی.
________________________________________
(1) . فهو المتصرّف فیه، یعنی القابل (جامی).
(2) . یعنی الفاعل، و أمر الوجود منحصر فی القابل و الفاعل (جامی).
(3) . فی غیر واحدة من النسخ: «رجع الأمر إلى السلطان».
(4) . فهو عین ذلک الشیء بتجلّیه فی صورته عینا و علما و وجودا، فهویّته عین ذلک الشیء؛ إذ الذی یعطیه الکشف هو أنّ الذات الأحدیّة تجلّى فی صور الأعیان، و هی عین علمه بذاته، لیست أمورا زائده على الوجود؛ لأنّها صور معلوماته و شؤونه الذاتیة منه، ظهرت بوجوده مع ثبوتها فی علمه، و إلیه عادت بقبضه إلیه کما قال تعالى: ثُمَّ قَبَضْنٰاهُ إِلَیْنٰا قَبْضاً یَسِیراً أی لم یلبثه أن نبسطه (ق).
(5) . کما قلنا:
نحن فیه هو فأعرفنا به و هو فینا نحن فافهم ما أقول. (جندی).