عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و لا مطعم3 و4 و5 إلاّ اللّه، و قد قال فی حقّ طائفة6: وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقٰامُوا اَلتَّوْرٰاةَ وَ اَلْإِنْجِیلَ‌7 و8، ثمّ نکرّ و عممّ فقال: وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‌ فدخل فی قوله: 

وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‌9 کلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم10لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ‌ و هو المطعم من الفوقیّة11 التی نسبت إلیه وَ مِنْ‌12 تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ‌13 و هو المطعم من التحتیّة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلّى اللّه علیه و آله و سلم14.

________________________________________

(3) . بالغذاء الروحانی و الجسمانی (جامی).

(4) . أی لا مفیض لما یتغذّى به الشخص فی أطواره - روحانیّا ذلک أو نفسانیّا أو جسمانیّا - إلاّ اللّه (ص).

(5) . هذا بیان لإحاطته و حفظه للعبد من جمیع الجهات، فإنّ الإحاطة و الحفظ من الصفات الرحمانیّة، و من الحفظ الإطعام، فإنّه من الإمداد الرحمانیّة التی لو انقطعت لهلک العبد (ق).

(6) . و هم قوم موسى و عیسى علیهما السّلام (جامی).

(7) . بإنفاذ أحکامهما، و هما الکتابان المنزلان على الرسولین: أحدهما الغالب علیه التنزیه، و الآخر التشبیه. و لمّا کان فیض الحقّ لا یختصّ بأن یکون من الرسول أو کتابه فإنّ لکلّ أحد مدرجة خاصّة إلى فیضه العام؛ لذلک قال: «نکّر و عمّم» (ص).

(8) . بالانقیاد لأحکامهما (جامی).

(9) . على غیره من الناس (ص).

(10) . أی من الجهة الفوقیّة (جامی).

(11) . عقلا و عقدا من العلوّا لتنزیهی (ص).

(12) . من الأحوال و المواجید الکسبیّة الحاصلة لهم بسلوکه الطریق بالأرجل (جامی).

(13) . المائدة (5):66.

(14) . المعرب عن الأشیاء و المظهر إیّاها على ما هی علیه فی نفسها، و ذلک فی قوله صلّى اللّه علیه و آله و سلم: «لهبط على اللّه» و هو طرف التشبیه الحقیقی الختمّی، الذی فیه نهایة التنزیه... و یمکن أن ینزل هذین الطرفین للفیض الوارد من الحقّ إلی طریقی الکسب و الوهب، فإنّ الوهب من جهة فوق الامتنان، و علوّ رحمته تعالى و الکسب من طرف تحت السئوال و مساعی أرجل جدّ العبد و تعبه (ص).

جلد: 2، صفحه: 1107

لمّا قال: إنّ نسبة الفوقیّة و التحتیّة إلیه سبحانه سواء، أراد أن یبیّن أنّه تعالى یربّی عباده منهما.

فقوله: (لا مطعم إلاّ الله) مأخوذ من قوله تعالى: وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لاٰ یُطْعَمُ‌1، و إنّما جاء2 به لانّه تعالى قال فی حقّ قوم موسى و عیسى علیه السّلام: وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقٰامُوا اَلتَّوْرٰاةَ وَ اَلْإِنْجِیلَ‌ أی: أحکامهما وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‌ من الکتب الإلهیّة على لسان أیّ رسول کان، أو على قلوب عباده بطریق الإلهام، لَأَکَلُوا أی: الرزق المعنوی من العلوم و المعارف و الحکم مِنْ فَوْقِهِمْ‌ أی: من ربّهم الذی یطعمهم و یربیهم من الجهة الفوقیّة وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ‌ أی: لأکلوا رزق الوجدانیات، و لذاقوا ذوق التجلّیات، و نالوا الحالات الذوقیّة و الواردات الإلهیّة التی تحصل بالسلوک بالأرجل، و الحقّ هو المطعم و المربی من الجهة التحتیّة أیضا، کما نسبها رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلم بقوله: «لو دلیتم بحبل لهبط على اللّه».

________________________________________

(1) . الأنعام (6):14.

(2) . أی بقوله: «لا مطعم إلاّ اللّه».