شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فنحن) أی: أعیان العالم مع جمیع الصور الروحانیّة و الجسمانیّة (صورته الظاهرة، و هویّته تعالى روح هذه الصورة المدبّرة لها4، فما کان التدبیر5 إلاّ فیه)6 أی: فی الحقّ (کما لم یکن) أی: التدبیر (إلاّ منه،7 فهو «الأوّل»8 و9 بالمعنى و «الآخر» بالصورة، و هو «الظاهر» بتغییر الأحکام10 و الأحوال و «الباطن» بالتدبیر)11.
________________________________________
(4) . و لا شکّ أنّ الروح باطن الصورة (ص).
(5) . فما کان التدبیر الذی هو حکم الروح إلاّ فیه، کما لم یکن ظهور الأوصاف و الأحکام الخارجیّة إلا منه (ص).
(6) . أی فی الحقّ باعتبار ظهوره بصورة العالم (جامی).
(7) . باعتبار غیب هویّته (جامی).
(8) . بالمعنى المنطوی تحت الصورة یعنی غیب هویّته (جامی).
(9) . راجع الفصّ السلیمانى فی الأسماء الحسنى: الأوّل و الآخر و الظاهر و الباطن.
(10) . فی عدّة نسخ: «بتغیّر الأحکام».
(11) . فعلم أنّ سائر هذه الأحکام التی للعالم أنّما هی فی الحقّ من حیث «الباطن» و منه من حیث «الظاهر» (ص).
جلد: 2، صفحه: 1116
أی، الحقّ هو «الظاهر» بهذه الصورة المتغیّرة و أحکامها و أحوالها و «الباطن» بحسب التدبیر و التصرّف، کما قال تعالى: یُدَبِّرُ اَلْأَمْرَ مِنَ اَلسَّمٰاءِ إِلَى اَلْأَرْضِ1.
وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ2 و3 فهو على کلّ شىء شهید)4 و5 و6 أی: حاضر مشاهد (لیعلم عن شهود لا عن فکر)7.
و العلیم محیط بمعلومه مشاهد له شهودا عیانیّا، فعلمه شهودی لا مستفاد عن القوّة الفکریّة، هذا إذا قرئ «لیعلم» مبنیّا للفاعل، أمّا إذا قرئ مبنیّا للمفعول، فمعناه: فهو على کلّ شیء شهید، أی: حاضر «لیعلم» أی: لیعلمه کلّ شیء عن شهود لا عن فکر؛ إذ الفکر لا یکون إلاّ للغائب، و الأخیر أنسب.
(فکذلک علم الأذواق8 لا عن فکر، و هو العلم الصحیح و ما عداه9 فحدس و تخمین، لیس بعلم أصلا)10 ظاهر.
________________________________________
(1) . السجدة (32):5.
(2) . البقرة (2):29.
(3) . فی الباطن (ص).
(4) . من حیث أوّلیة و بطونه (جامی).
(5) . سبأ (34):47.
(6) . فی الظاهر، فإنّ العلم الصحیح هو أن یکون مبدؤه الذوق القلبی، أو الشهود الحسیّ، کما أشیر إلیه فی قوله تعالى: لِمَنْ کٰانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى اَلسَّمْعَ وَ هُوَ شَهِیدٌ (ق (50):37) و لذلک قال: «لیعلم عن شهود» (ص).
(7) . کما کنت قبل الشهود (جامی).
(8) . یکون عن ذوق و شهود (جامی).
(9) . أی ما عدا ما کان عن شهود ذوق فحدس و تخمین، فإنّ الحدسیّات و المتواترات و التجربیّات و إن عدّت من الیقیّنات عند أهل النظر، و لکن لمّا کان فیها تطرّق الشبه من قوّتی: الوهم و الخیال ما عدّها من العلم، و کذلک البرهانیّات إذا استحصلت بمجّرد الفکر العاری عن الذوق جملة؛ و لذلک أطلق علیه التخمین، الذی فیه بقیّة تردّد الظنّ و تشویشه؛ و لذلک قال: «لیس بعلم أصلا» (ص).
(10) . لإمکان تطرّق الشبه من قوّتی: الوهم و الخیال (جامی).