شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(ثمّ کان لأیّوب علیه السّلام ذلک الماء11 شرابا، لازالة ألم العطش الذی هو من النصب
________________________________________
(11) . المدلول علیه بقوله تعالى: هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1117
و العذاب الذی مسّه به الشیطان،1 أی: البعد عن الحقائق أن یدرکها على ما هی علیه)2.
«النصب» بفتحتین و ضمتین و ضمة و سکون و هی لغات فیه، و المعنى من الضرّ فی البدن، و العذاب الذی مسّه به الشیطان هو عذاب الحجاب من الجناب الإلهیّ، و البعد و الحرمان من النعیم الأبدی، لذلک فسّر الشیطان بالبعد عن الحقائق و ادراکها؛ لأنّه فیعال من «شطن» و الشطن،3 هو البعد عن الحقائق و إن کان معذّبا بالعذاب الجسمانی، لکن لمّا کان العذاب الروحانی أشدّ ایلاما قلنا: هو عذاب الحجاب اذ قال ایوب علیه السّلام مسنّی بنصب و عذاب، فلمّا شرب ماء الحیاة و حیّی به ظاهره و باطنه، و تنوّر قلبه بادراک الحقائق زال منه ألم الفراق و نار الشوق و الاشتیاق.
(فیکون4 بادراکها5 فی محلّ القرب6) لأنّ المدرک قریب من مدرکه.
(فکلّ مشهود قریب من العین و لو کان بعیدا بالمسافة. فإنّ البصر7 متّصل به من حیث شهوده، و لو لا ذلک الاتصال لم یشهده).
إشارة إلى مذهب من یقول: بخروج الشعاع من البصر)8.
(أو یتصل المشهود بالبصر).
________________________________________
(1) . الشیطان من شطن إذا بعد. و قیل: من شاط، إذا نفر، فهو فیعال أو فعلان بمعنى المبالغة، أی البعید فی الغایة (ق).
(2) . لکونه صورة الانحراف العینی، أی جبلت عینه على الانحراف و المیل من العالم العقلی إلى العالم السفلی؛ و لذا کان من الجنّ (ق).
(3) . و الصواب أن یقال: و الشطون هو البعد. راجع المعاجم.
(4) . عطف على «یدرکها» أی یدرکها فیکون (جامی).
(5) . أی إدراک الحقائق.
(6) . منها؛ لأنّ کلّ مدرک قریب من المدرک (جامی).
(7) . أی نوره و شعاعه (جامی).
(8) . راجع فی ذلک النکتة 809 من کتابنا هزار و یک نکته أو شرحنا على الفصّ 44 من فصوص الفارابی ص 253، ط 1.
جلد: 2، صفحه: 1118
إشارة إلى مذهب من یقول: بالانطباع.
(کیف کان فهو قرب بین البصر و المبصر).
أی، سواء کان الأوّل حقّا أو الثانی، کیف ما کان لا بدّ من القرب بین البصر و المبصر.
(و لهذا کنّى أیّوب فی المسّ1 فأضافه2 إلى الشیطان3 مع قرب المسّ)4.
أی، و لأجل هذا القرب أتى أیّوب علیه السّلام بکنایة المتکلّم و ضمیره فی فعل المسّ، أی:
جعل المسّ قریبا من نفسه مع أنّه نسبه إلى الشیطان بقوله: أَنِّی مَسَّنِیَ اَلشَّیْطٰانُ بِنُصْبٍ وَ عَذٰابٍ5 و هو البعد.
(فقال) أیّوب علیه السّلام بلسان الاشارة فی هذا القول (البعید منّی قریب6 لحکمه7فیّ).
أی، البعید قریب منّی لمعنى رکزه اللّه فی عینّی، و هو الحجاب الذی حصل من التعیّن فإنّ الشیطان لا یدخل على أحد، و لا یتصرّف فیه إلاّ لمعنى له فیه.
فهذا الکلام شکایة إلى اللّه من نفسه و تعیّنه الموجب للثنویّة و البعد من الرحمن و القرب من الشیطان، و یمکن أن یحمل على معنى آخر و هو أنّ البعید الذی هو الشیطان قریب منّی لحکمه فىّ، أی: لمعنى حاصل فی باطنی، و هو أنّ الشیطان أیضا مظهر من المظاهر الحقّانیة، و المظهر قریب من الظاهر فیه، فالبعید الذی هو الشیطان فی نظری قریب من الحقّ الذی هو ظاهر فی صورتی.
و لمّا قال: (البعید منّی قریب) کأنّ القائل یقول: کیف یکون البعید قریبا منه؟ فقال:
________________________________________
(1) . الذی هو من الإضافات (ص).
(2) . أی إضافة إسناد إلى الشیطان الذی هو البعد (جامی).
(3) . الذی هو البعد، إضافة إسناد (ص).
(4) . أی مع أنّ المسّ هو القرب فأسند القرب إلى البعد (جامی).
(5) . ص (38):41.
(6) . فإنّ قرب البعید منه أنّما یکون لبعده؛ و لهذا قال: «و قد علمت» (ق).
(7) . أى البعد (ص).