شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فاعلم، أوّلا أنّ الرحمة أنّما هی1 فی الایجاد عامّة2، فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام، ثمّ إنّ الرحمة3 لها الأثر بوجهین، أثر بالذات4).
و هو أثر الرحمة الرحمانیّة العامّة المتعلّقة بایجاد کلّ الأعیان مطلقا، و إلیه أشار بقوله:
(و هو5 ایجادها6 کلّ عین موجودة7، و لا تنظر)8 الرحمة (إلى غرض، و لا إلى عدم غرض9، و لا إلى ملائم و لا إلى غیر ملائم10، فإنّها ناظرة فى عین کلّ موجود قبل وجوده)11.
قبل على صیغة الماضی، أی: ینظر الرحمة فی کلّ عین حال کونها قابلة للوجود.
(بل تنظره فی عین ثبوته).
فاعل «تنظره» ضمیر «الرحمة» و ضمیر المفعول عائد إلى «کلّ عین»، لذلک ذکّره تغلیبا للفظ الکلّ، أو باعتبار الشیء، أی: بل ناظرة فیها - أی فى عین کلّ موجود منها - حال ثبوتها فی العدم.
________________________________________
(1) . بالتحقّق فی ضمن الإیجاد عامّة (جامی).
(2) . معدّة للمرحوم (جامی).
(3) . عند انبساطها المسمّى بالإیجاد (ص).
(4) . فی نفس الأشیاء و ذواتها (ص).
(5) . أی أثرها بالذات (جامی).
(6) . أی إیجاد الرحمة.
(7) . أی مراد وجودها (جامی).
(8) . الرحمة عند تأثیرها بهذا الأثر إلى ما یزید على نفس الأعیان و الذوات، فلا تنظر حینئذ ضرورة إلى غرض و لا إلى عدم غرض (ص).
(9) . بالنسبة إلى الراحم (جامی).
(10) . بالنسبة إلى المرحوم (جامی).
(11) . فی العین، فی أیّ مرتبة کان، بل تنظره فی عین ثبوته فی العلم، و هو أعلى مراتب وجوده (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1153
(و لهذا1 رأت2 الحقّ المخلوق3 فی الاعتقادات4 عینا ثابتة فی العیون الثابتة5، فرحمته6 بنفسها بالایجاد7 و8).
الحقّ المخلوق هو تجلّی الحقّ سبحانه على حسب اعتقاد المعتقدین فیه، و إنّما یسمّى مخلوقا لأنّه مجعول متکثّر، و کلّ مجعول مخلوق و یسمّى حقّا، لأنّه حقّ فی اعتقاد المعتقدین. و تجلّی الحقّ فی نفس الأمر.
و معناه و لکون الرحمة تنظر فی الأعیان حال ثبوتها فی العدم فترحم علیها، شاهدت أعیان الموجودات، و رأت عین الحقّ المخلوق ثابتة فی اعتقاد کلّ عین فی جملة العیون الثابتة، «فرحمته بنفسها» أی فرحمت الرحمة الحقّ المخلوق بنفس الرحمة الذاتیّة فأوجدته.
_______________________________________
(1) . أی لنظرها کلّ عین فی عین ثبوته (جامی).
(2) . أی الرحمة.
(3) . أی الإله المجعول (جامی).
(4) . یعنی الصور المجعولة لکلّ واحد فی خیاله على أنّه الحقّ إمّا مأخوذة من الاستدلال أو التقلید (جامی).
(5) . أی فیما بینها قبل وجوده فی الاعتقادات (جامی).
(6) . أی الرحمة (جامی).
(7) . فی الاعتقادات (جامی).
(8) . أی إیجاد الأعیان؛ فإنّ الأعیان بوجودها یظهر الحقّ المخلوق، فهو المرحوم هاهنا کما أنّه الراحم (ص).