عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و لذلک9 قلنا: إنّ الحقّ المخلوق فی الاعتقادات أوّل شیء مرحوم10 و11 بعد رحمتها بنفسها12 فی تعلّقها بایجاد المرحومین).
أی، و لأجل أنّ الحقّ المخلوق بحسب الاعتقادات أوّل شیء مرحوم بعد تعلّق الرحمة الذاتیّة بنفسها بالایجاد، قلنا من قبل: إنّ أوّل ما وسعت الرحمة الذاتیّة شیئیّة تلک العین الموجدة للرحمة الصفاتیّة، و هی عین الاسم «الرحمن».
________________________________________
(9) . أی لکون الرحمة رأت الحقّ المخلوق فى الاعتقادات عینا ثابتة فرحمته بنفسها قلنا: إنّ الحقّ (جامی).
(10) . أی مشمول للرحمة (جامی).
(11) . باعتبار أنّه الغایة، و هی الأولى فی مرحومیّته، و إن کان بعد أسباب بحسب الوجود، فهو الأوّل و الآخر، و إلیه أشار بقوله: «بعد رحمتها (ص).
(12) . أوّلیّة کائنة فی تعلّقها (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1154
و لمّا کان «الرحمن» هو الذی یتجلّى بحسب اعتقاد المعتقدین، و یصیر حقّا مخلوقا، فیدخل فی جملة ما تتعلّق الرحمة بایجاده من الأعیان المرحومة، جعل مقول القول بحسب المعنى.
(و لها أثر1 آخر2 بالسؤال3، فیسأل المحجوبون الحقّ أن یرحمهم فی اعتقادهم4، و أهل الکشف یسألون رحمة اللّه5 أن تقوم بهم، فیسألونها باسم اللّه فیقولون: «یا اللّه، ارحمنا» و لا یرحمهم6 إلاّ بقیام الرحمة بهم)7.
الأثر الآخر هو أثر الرحمة الرحیمیّة المعطیة لکلّ عین ما یوصل إلى کمالها، إمّا بسؤال لسان الاستعداد، أو بسؤال لسان الحال، أو القال کما مرّ8 من قبل، فیسأل المحجوبون أن یرحمهم الحقّ الذی هو معتقدهم، و یغفر لذنوبهم، و یتجاوز عنهم رغبة فی الجنّة و هربا من النار، و أهل الکشف یسألون أن یتّصفوا بالرحمة، فیقومون بها9من الحضرة الإلهیّة المطلقة، لا من الإلهیّة المقیدة10، فیقولون: «یا اللّه ارحمنا» بلسان استعداداتهم، و لا یرحمهم إلاّ بأن یجعل قیام الرحمة بهم، فیکونوا راحمین لأنفسهم و لغیرهم من المستعدّین بایصالهم إلى الکمال.
________________________________________
(1) . و لمّا فرغ من بیان الأثر الأوّل للرحمة من حیث النظر إلى متعلّقها فقال: «و لها» (جامی).
(2) . لا بالذات و بالنظر إلى المحتد بل بالسؤال (جامی).
(3) . أی بالنظر إلى سؤال المرحومین و إلى اختلاف أحوالهم فی هذا السؤال حالا و مقالا (جامی).
(4) . و «الحقّ‌» فی لسان الاصطلاح من الأسماء العامّة التی یشتمل مراتب الوجود - إلهیّة و کیّانیّة - فإنّ الشیخ (ره) قال فی مصطلحاته: «الحقّ ما أوجب على العبد من جانب اللّه، و ما أوجب الحقّ على نفسه» فیصدق على الصورة المخلوقة التی هی مسؤول المحجوبین (ص).
(5) . مطلقا لامن اسم خاص (ص).
(6) . لا بأنفسهم، و لا بشیء من الأسماء الجزئیّة (ص).
(7) . ثمّ إنّ المتبادر من عبارته حیث قال: «أن تقوم بهم» أنّ الرحمة قائمة بالعین، و العین مقوّمة لها، و الحکم أنّما هو للرحمة، فصرّح بذلک قائلا: «و لا یرحمهم» (ص).
(8) . فی الفصّ الشیثی.
(9) . خ ل: «فتقوم الرحمة بهم».
(10) . خ ل: «المعتقدة».
جلد: 2، صفحه: 1155
هذا بالنسبة إلى بعض المکاشفین، لا بالنسبة إلى المحقّقین فإنّهم یختارون مقام العبودیّة على الربوبیّة، و یجوز أن یکون بالنسبة إلى جمیع المکاشفین، و یکون المراد الاتصاف بها لا الظهور بها، فإنّ الکمّل لا یطلبون الظهور بالصفة الرحمانیّة.
(فلها الحکم1، لأنّ الحکم انّما هو فی الحقیقة للمعنى القائم بالمحلّ‌2، فهو3الراحم على الحقیقة).
أی، فللرحمة الحکم فی کلّ مرحوم، لأنّ المعنى القائم بالمحلّ هو الحاکم فی الحقیقة على نفس المحلّ‌، و على من دونه، ألا ترى أنّ السلطنة تحکم على نفس السلطان بأمور لو انعزل لا تکون له تلک الأحکام، فذلک المعنى هو الحاکم لا نفس السلطان.
و لکون المعنى قائما بالمحلّ یظنّ أنّه هو الحاکم و کذلک جمیع المعانی، و تظهر حقیقة4هذا الکلام فی أصحاب المناصب کالسلطان و القاضی و الوزیر و غیرهم.
(فلا یرحم اللّه عباده المعتنى بهم إلاّ بالرحمة)5 و6 و7.
أی، بقیام الرحمة بهم لیکونوا راحمین.

________________________________________

(1) . هذا نحو قوله فی الفصّ الیعقوبی من أنّ الطبیب خادم الطبیعة.
(2) . یعنی المحلّ القائم به الرحمة (ق).
(3) . أی المعنى القائم بالمحلّ هو الراحم (ص).
(4) . خ ل: «حقّیة».
(5) . بل لا یرحمهم إلاّ الرحمة (جامی).
(6) . لیکونوا موصوفین بصفته (ق).
(7) . أی بالرحمة القائمة بالأعیان أنفسها، و من جملة صورها الوجود أو العلم، و المراد بهذه الرحمة هو العلم، فلذلک خصّ العباد المعتنین بهم (ص).