شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و من لم یذق هذا الأمر و لا کان له فیه قدم1).
أی، و من لم یحصل له هذا الأمر بالذوق لیکون راحما بالفعل مالکا لهذه الصفة متمکّنا فیها، و لا له قدم بوجه من الوجوه فی هذا المقام.
(ما اجترأ أن یقول: إنّه عین الرحمة أو عین الصفة، فقال) أی: الأشعری2 (ما هو عین الصفة و لا غیرها، فصفات الحقّ عنده لا هی هو و لا هی غیره3، لأنّه. لا یقدر على نفیها، و لا یقدر على أن یجعلها عینه4، فعدل إلى هذه العبارة و هی عبارة حسنة، و غیرها) أی: و غیر هذه العبارة (أحقّ بالأمر منها) أی أحقّ بما فی نفس الأمر منها (و أرفع للاشکال) و هو5 أن تکون الذات ناقصة بالذات، مستکملة لنفسها بالصفات.
(و هو6 القول بنفی أعیان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف).
«هو» عائد إلى قوله: (و غیرها)، أی: القول بنفی أعیان الصفات الزائدة على الذات القائمة بها أولى و ألیق بما فی نفس الأمر، و أرفع للاشکال من أن یجعل له صفات زائدة على ذاته تعالى قائمة بها، و هی لا عینها و لا غیرها، و القول بالنفی مذهب أکثر الحکماء و المعتزلة.
(و إنّما هی نسب و اضافات بین الموصوف بها و بین أعیانها المعقولة).
أی، و إنّما الصفات نسب و اضافات تلحق بالذات الإلهیّة، حاصلة بین الذات الموصوفة بها و بین الأعیان المعقولة لها، إذ لکلّ صفة حقیقة تمتاز بها عن غیرها، فتلک الحقائق أعیانها.
________________________________________
(1) . فی المسالک العلمیّة (ص).
(2) . اى من لم یذق هذا الامر و هو الاشعرى - ظ -.
(3) . فإنّ الغیرین هما اللذان یمکن انفکاک أحدهما عن الآخر بمکان أو زمان أو بوجود و عدم، کذا قالوا.
(4) . کما ذهب إلیه الحکماء و المعتزلة (جامی).
(5) . أی الإشکال.
(6) . أی ما یغایر تلک العبارة و أحقّ بالأمر و أرفع للإشکال (جامی).