عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فالوهم هو السلطان الأعظم فی هذه الصورة الکاملة الانسانیة، و به8 جاءت الشرایع المنزلة9، فشبّهت و نزّهت، شبّهت).
________________________________________
(8) . أی بالوهم و ما یحکم به جاءت الشرائع (جامی).
(9) . من عند اللّه (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1175
أی، بلسان الوهم، إذ الوهم لا یعطی إلاّ إدراک المعانی الجزئیّة فی الصور الحسیّة، فهو یتصوّر موجودا ما فی الخارج مشخّصا، مفارقا عن غیره منزّها عن کونه جسما، أو جسمانیّا، أو زمانیّا، أو مکانیّا، و ذلک عین التشبیه.
(و نزّهت فی التشبیه بالعقل)3.
أی، نزّهت الشرائع فی مقام التشبیه بلسان العقل، إذ العقل یجرّد المعانی الکلّیة عن الغواشی الحسیّة التی یثبتها الوهم.
(فارتبط الکلّ‌4 بالکلّ‌) أی: التشبیه و التنزیه (فلا یمکن5 أن یخلو تنزیه عن تشبیه، و لا تشبیه عن تنزیه).
و ذلک لأنّ کلّ ما نزّهته عنه من النقائص فهو ثابت له عند ظهوره فی المراتب الکونیّة و هو التشبیه، و کلّ ما شبّهته و أثبت له من الکمالات فهو منفیّ عنه فی مرتبة أحدیّته و هو التنزیه.
(قال اللّه6 تعالى: لَیْسَ کَمِثْلِهِ‌7 شَیْ‌ءٌ‌8 فنزّه و شبّه9).
أمّا تنزیهه فظاهر لأنّه نفى المماثلة على تقدیر زیادة الکاف، و على عدم زیادته أیضا یلزم المطلوب لأنّ نفی المماثلة عن المثل یوجب نفی المماثلة عن نفسه بالطریق الأولى.
و أمّا تشبیهه فإنّه أثبت له مثلا و نفى عنه المماثلة، و اثبات المثل تشبیه، و لیس ذلک المثل إلاّ الانسان المخلوق على صورته المتّصف بکمالاته، الا الوجوب الذاتی الفارق بینهما، کما مرّ فی الفصّ الآدمی1.
أی: الشرائع (فی التنزیه) أی: مقام التنزیه (بالوهم)1 و2.
________________________________________
(1) . إذ من شأن الوهم أن یعیّن المعانی الکلّیة المنزّهة عن المواد المشخّصة و یشخّصها، ثمّ یجرى علیها أحکام الجزئیّات و الأشخاص، کما أنّ من شأن العقل أن ینتزع من الأشخاص المادیّة موادّهم، و حذف عنهم موجبات التشخّص بإجراء أحکام الکلّیات المنزّهة عن الموادّ علیها؛ و لذلک قال: «و نزّهت فی التشبیه بالعقل» (ص).
(2) . و حکمه، إذ الوهم لبس المعانی المنزّهة عن الصور نوعا من الصورة (جامی).
(3) . و حکمه، إذ العقل یجرّد المعانی المنزّهة فی حدّ ذواتها عن الصور التی ألبسها الوهم لها (جامی).
(4) . أی کلّ من العقل و الوهم (جامی).
(5) . و فی النسخة المقابلة للأصل «فلم یتمکّن» (جامی).
(6) . أمّا الأوّل فکما قال اللّه تعالى (جامی).
(7) . المراد من المثل فی کریمة لیس کمثله شیء هو الإنسان الکامل المتصف بکمالاته سبحانه.
(8) . الشورى (42):11.
(9) . راجع الفصّ النوحی.
جلد: 2، صفحه: 1176
و أمّا تشبیهه فإنّه أثبت له مثلا و نفى عنه المماثلة، و اثبات المثل تشبیه، و لیس ذلک المثل إلاّ الانسان المخلوق على صورته المتّصف بکمالاته، الا الوجوب الذاتی الفارق بینهما، کما مرّ فی الفصّ الآدمی1.
قال (رض) فی کتاب (الأسرار): «و الصلاة على أوّل مبدع کان، و لا موجود ظهر هنالک و لا نجم، فسمّاه مثلا و قد أوجده فردا لا ینقسم فی قوله: لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ‌، و هو العالم الفرد العلیم».
(وَ هُوَ اَلسَّمِیعُ اَلْبَصِیرُ فشبّه).
لأنّه أثبت له ما هو ثابت لغیره و نزّهه أیضا فی هذا القول؛ لأنّ تقدیم الضمیر یوجب حصر السمع و البصر فیه، فنزّه عن المشارکة مع الغیر فیهما.
(و هی2 أعظم آیة تنزیه نزلت، و مع ذلک لم تخل عن تشبیه بالکاف3، فهو أعلم العلماء بنفسه، و ما عبّر عن نفسه إلاّ بما ذکرناه، ثمّ قال: سُبْحٰانَ رَبِّکَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمّٰا یَصِفُونَ‌4).
أی، عمّا یصفونه بحسب مبالغ عقولهم.5
(و ما یصفونه إلاّ بما تعطیه عقولهم، فنزّه نفسه عن تنزیههم إذ حدّدوه بذلک التنزیه).
لأنّ التمیّز عن کلّ شیء محدود بتمایزه عنها6.
(و ذلک لقصور العقول7 عن إدراک مثل هذا).
أی، و ذلک التحدید یحصل من قصور العقول عن ادراک الحقائق الإلهیّة و شؤونها على ما هی علیها، و ما استفادت العقول المنوّرة هذه المعانی أیضا إلاّ باعلام اللّه و الاطّلاع على أسرار آیاته، لا بأنفسهم.
________________________________________
(1) . حیث قال فی الفصّ الآدمى: «فما وصفناه بوصف إلاّ کنّا نحن ذلک الوصف إلاّ الوجوب الذاتی الخاصّ‌».
(2) . أی قوله تعالى: لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ (جامی).
(3) . أی بسبب إدخال الکاف على المثل، فإنّه یدلّ بحسب الظاهر على إثبات المثل (جامی).
(4) . الصافات (37):180.
(5) . من الصفات التنزیهیّة (جامی).
(6) . خ ل: «لأنّ المتمیّز عن کلّ الأشیاء محدود متمایز عنها».
(7) . من حیث أنظارها الفکریّة (جامی).