شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و لکن قد أمرنا6 و7 و8 بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور9، فإنّ المتجلّی فی
________________________________________
(6) . استدراک من قوله: «و إن کانا» و الواو فی «و إن کانا» وصلیّة، أی و إن کان المنتقد و المعتقد من جملة مظاهر الحقّ و مجالیه، و لکن قد أمرنا بالستر.
(7) . و أن لا یظهر للناس إلاّ ما هو على قدر عقولهم و إنّما أمرنا بالستر لیظهر (جامی).
(8) . و أن لا یظهر للناس إلاّ ما هو على قدر عقولهم و طبق عقائدهم (ص).
(9) . یعنی الأمر بالستر، أنّما ورد لقوة سلطان الوهم على هذه النشأة، فلا بد من الستر لیظهر تفاضل الاستعدادات. و اعلم أنّ الوهم قوّة تحکم فی المتخیّلات و تدرک المعانی الجزئیّة فی المحسوسات، و أحکامها فی المعانی الجزئیّة التی تدرکها من المحسوسات و المتخیّلات أکثرها صحیحة. و قد یحکم أیضا فی المعقولات و المعانی الکلّیة بأحکام کلّها فاسدة إلاّ ما شاء اللّه، و التمییز بین صحیحها و فاسدها لا یتیسّر إلاّ لمن أخلصه اللّه و نوّر قلبه بنور الهدایة الحقانیّة و وفّقه لإدراک الحقّ و الصواب، و أیّد عقله بتأیید روح القدس (ق).
جلد: 2، صفحه: 1180
صورة1 بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب2 إلیه3 و4 ما تعطیه5 و6 حقیقتها7و لوازمها8، و لا بد9 من ذلک)10.
أی، أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعدادات الأعیان فی المظاهر، فإنّ التجلّی لا یقع على عین من الأعیان إلاّ بحسب استعداد تلک العین فیعلم الفاضل من المفضول و تتمیز المراتب.
«فینسب إلیه» أی: إلى الحقّ المتجلّی ما تعطیه حقیقة العین التی هی المتجلى لها و لوازمها، أی حقیقة أعراضها الذاتیة من اللوازم الحاصلة فیها عند التجلّی، کما مرّ مرارا من أنّ المرایا لها أحکام لا تظهر إلاّ عند التجلّی من الصغر و الکبر و الاستطالة و الاستدارة و أمثالها.
(مثل من یرى الحقّ فی النوم و لا ینکر هذا11).
أی، رؤیة الحقّ فی النوم کما لا ینکر رؤیته فی الآخرة.
(و أنّه12 لا شکّ الحقّ عینه13) أی: و أنّ المرئی هو الحقّ عینه بلا شکّ.
________________________________________
(1) . إنّما یکون بحکم الاستعداد (جامی).
(2) . أی إلى المتجلّى (ص).
(3) . أی إلى المتجلّی (جامی).
(4) . أی إلى المتجلّی (ص).
(5) . الضمیر المنصوب إمّا عائد إلى المتجلّی أو إلى «ما» الموصولة (جامی).
(6) . تلک الصورة (ص).
(7) . أی حقیقة تلک الصورة (جامی).
(8) . أی ینسب المجلى إلى المتجلّی ما یعطیه عین ذلک المجلى من التنزیه و التشبیه و لوازمه، من الظهور و الستر و المعرفة و الفکر و غیر ذلک (ص).
(9) . فی بعض النسخ بالواو، و فى بعضها بدونها.
(10) . حتّى ینسب إلى التجلّی ما ینسب إلى تلک الصورة من الحجاب و الکشف و التجلّی و الستر و العرفان و الفکر (جندی).
(11) . لسعة عالم المثال و ظهور کلّ ما یمکن أن یتخیّل فیه عند کلّ أحد (ص).
(12) . إنّه بکسر الهمزة عطفا على جملة «لا ینکر» أو بفتحها عطفا على «هذا» أی و أنّه، أی المرئیّ فی النوم (جامی).
(13) . فالحقّ عینه خبر «إنّ» و «لا شکّ» معترضة بین اسمه و خبره (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1181
(فتتبعه لوازم تلک الصورة1 و2 و حقائقها3 و4 التی5 تجلّى فیها فی النوم، ثمّ بعد ذلک6 یعبر - أی یجاز عنها - إلى أمر آخر یقتضی التنزیه7 عقلا، فإن کان الذی یعبّرها ذا کشف أو ایمان فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقّها من التنزیه و ممّا ظهرت) أی: الهویّة الإلهیّة (فیه).
لمّا ذکر أنّ المتجلّی أنّما یتجلّى بحسب استعداد المتجلّى له، و جعل منسوبا إلیه ما تعطیه حقیقة المتجلّى له من الصور و لوازمها، ذکر له مثالا و هو أنّ الانسان یرى الحقّ فی نومه على صورة من الصور، و لا شکّ أنّ الحقّ هو المتجلّی فی تلک الصورة لروح النائم، فلوازم تلک الصورة من الشکل و الوضع و الکون کلّها تلحق الحقّ بتبعیة الصورة8، و هذا عین التشبیه.
ثمّ المعبّر إن کان من أصحاب النظر و العقل یعبر عنها و یقول: إنّ الحقّ منزّه عن الصورة، فالمراد بهذه الصورة کذا و کذا من المعانی المناسبة للتنزیه المجرّد عن الصورة، و یلزمه التحدید بل التشبیه بما لا صورة له کالعقول و المعانی المجرّدة، و هو لا یشعر به.
و إن کان ذا کشف و عیان أو تقلید و ایمان، لا ینزّه و لا ینفی الصورة عنه مطلقا، بل یعطی الصورة حقّها بأن یجعلها من جملة الصور التی یتجلّى الحقّ فیها عند ظهوره
________________________________________
(1) . أی أعراضها الخارجة عن ذاتها کالوضع و المقدار و اللون (جامی).
(2) . أی أعراضها الخارجة عن ذاتها کالوضع و المقدار و اللون المعیّن ممّا یلزم تلک الصورة (ص).
(3) . أی ذاتیّاتها المقوّمة لها (جامی).
(4) . أی ذاتیّاتها التی تتقوّم بها الصورة التی تجلّی فیها الحقّ (ص).
(5) . الموصول إمّا صفة للصورة أو للوازمها و حقائقها (جامی).
(6) . أی عند التیقّظ و الانتباه (جامی).
(7) . عن الصورة و أحکامها (جامی).
(8) . فاضل میبدی در شرح دیوان منسوب به أمیر علیه السّلام در فاتحه ثانیه ص 25 گوید:
عاشقى دید از دل پرتاب حضرت حق تعالى اندر خواب
دامنش را گرفت آن غمخور که ندارم من از تو دست دگر
چون در آمد ز خواب خوش درویش دید محکم گرفته دامن خویش
جلد: 2، صفحه: 1182
بالمظاهر، لکن لا یقیّده بها حتّى یلزم حصره فیها، و یعطی التنزیه أیضا حقّه، بأن یقول:
الحقّ بحسب ذاته منزّه عن الصور العقلیّة و المثالیّة و الحسیّة کلّها لعجز العقول و الأوهام عن إدراکها، و إن کان بحسب أسمائه و صفاته و ظهوره فی مراتب العوالم غیر منزّه عنها، فیکون قائلا بالتنزیه و التشبیه، و معطیا حقّ المقامین فی تعبیره1.
و ما ذکره بعض العارفین2 فی هذا الموضع من أنّ الوهم یحکم فی المتخیّلات، و یدرک المعانی الجزئیّة فی المحسوسات، و أحکامه فی المعانی الجزئیة أکثرها صحیحة، و یحکم فی المعقولات و المعانی الکلیّة بأحکام کلّها فاسدة إلاّ ما شاء اللّه، غیر مناسب لما ذکره الشیخ رض.
لأنّه ذکر أنّ الوهم هو السلطان الأعظم فی هذه الصورة الانسانیّة، و به جاءت الشرائع المنزلة، فهو فی صدد تصویب أحکام الوهم، لا تخطئته.
(فاللّه على التحقیق عبارة لمن فهم الاشارة).
لمّا نقل کلامه رض إلى قوله تعالى: اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ3، و ذکر أنّ لها وجها إلى الخبریّة و وجها إلى الابتدائیّة، و بیّن التنزیه و التشبیه فی المثال قال منتجا عمّا ذکره.
«فاللّه على التحقیق عبارة» أی: فلفظ «اللّه» فی اَللّٰهُ أَعْلَمُ فی الحقیقة عبارة عن حقیقة ظهرت فی صور الرسل، لمن فهم ما أشرنا إلیه فی جعلنا اللّه خبرا للرسل.
________________________________________
(1) . و اعلم أنّ تمثّل الحقّ و تمثّل جبرائیل و غیره من الملائکة للرائی فی الحکم سواء، و الکلام فی الأوّل کالکلام فی الثانی، و لا بدّ لک من کامل ینحلّ هذا العقد و یکشف هذا السرّ. و لعلّ الرجوع إلى شرح الفصّ 57 من کتابنا «نصوص الحکم على فصوص الحکم» یریک بعض الخبایا، و اللّه سبحانه ولیّ التوفیق.
(2) . و هو المولى عبد الرزاق.
(3) . الأنعام (6):124.