عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و روح هذه الحکمة4 و فصّها، أنّ الأمر5 منقسم إلى مؤثّر و مؤثّر فیه، و هما 
________________________________________
(4) . أی مسألة التأثیر و التأثّر. و فی بعض النسخ: «و روح هذه الحکمة» معناه أنّ ما ذکر روح هذه الحکمة باعتبار هذه المسألة، لکنّ المعوّل علیه المطابق للنسخة المقرؤءة علیه (رض) هو الأوّل.
(5) . أی أمر الوجود (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1183
عبارتان1، فالمؤثر بکلّ وجه2 و3 و على کلّ حال4 و فی کلّ حضرة5 هو اللّه، و المؤثّر فیه بکلّ وجه و على کلّ حال و فی کلّ حضرة هو العالم).
هذا کلام مستأنف، أی: روح هذه الحکمة الایناسیّة و خلاصتها أنّ الأمر الإلهیّ شأنه منقسم إلى مؤثّر و مؤثّر فیه، «و هما عبارتان» - أی لفظا المؤثّر و المؤثّر فیه عبارتان - بحسب الظهور فی مراتب الکثرة عن الحقیقة الواحدة الظاهرة فیها؛ إذ حقیقة المؤثّر و المؤثّر فیه واحدة.
فالمؤثّر بکلّ وجه و على کلّ حال هو اللّه، أی: سواء کان التأثیر حاصلا من مظهر من المظاهر الکونیّة، أو اسم من الأسماء الإلهیّة فإنّ المؤثّر هو الذات الإلهیّة بحسب أسمائها و صفاتها، لأنّها علّة العلل و مبدأ کلّ شیء فی الأزل، و المؤثّر فیه هو أعیان العالم لأنّها محلّ ولایات الأسماء و مظرها.
و إنّما جعل انقسام الأمر إلیهما روح هذه الحکمة، لأنّ بین العلّة و المعلول لا بدّ من مناسبة رابطة بینهما، و تلک المناسبة هی الموآنسة الثابتة بین الحقّ و العالم.
(فاذا ورد6) أى الوارد الإلهیّ (فألحق کلّ شیء بأصله الذی یناسبه7).
أی، إن کان الوارد عن الحضرة الإلهیّة کالوجود و العلم و القدرة و أمثال ذلک من الکمالات الإلهیّة فألحق إلیها، و إن کان عن حضرة أعیان العالم کالفقر و الاحتیاج و الامکان و غیر ذلک من النقائص الکونیّة، فأسند إلى العالم.
(فإنّ الوارد أبدا لا بدّ أن یکون فرعا عن أصل).
________________________________________
(1) . یعبّر عنهما بهما، فالعبارة المعبّر بها عن المؤثّر هو الاسم «اللّه» و العبارة المعبّر بها عن المؤثّر فیه هو «العالم» (جامی).
(2) . من الوجوه الأسمائیّة (جامی).
(3) . سواء کان بالتبعیّة أو الاستقلال تامّا فی التأثیر أو غیر تامّ (ص).
(4) . من أحوال الموثّر فیه (جامی).
(5) . من الحضرات الإلهیّة و الکونیّة (جامی).
(6) . علیک شیء من الآثار (جامی).
(7) . أی یناسب الأصل ذلک الشیء أو بالعکس، فإنّ المناسبة نسبة بین بین (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1184
و أصل کلّ شیء هو الکلّی الذی یناسب جزئیّة المتفرع علیه، لذلک قال: 
(کانت المحبّة1 الإلهیّة عن النوافل من العبد).
إذ النوافل من العبد هی الکمالات التی ظهر بها العبد و اقامها، فلا جرم استلزمت المحبّة الإلهیّة التی هی أیضا کمال و سبب لحصول باقی الکمالات، فهو کالمثال لقوله: 
(فإنّ الوارد لابدّ أن یکون فرعا عن أصل).
أی، کما کانت المحبة الإلهیّة متفرّعة عن النوافل الصادرة من العبد.
لا یقال2 إنّه مناقض لما ذکره، إذ جعل المؤثّر نوافل العبد و المتأثّر المحبّة الإلهیّة؛ لأنّ النوافل و إن کانت ظاهرة من العبد لکنّها فی الحقیقة کمالات صادرة من الهویّة الإلهیّة الظاهرة فی الصورة العبدانیّة، فلا یکون المؤثّر فى نفسه إلاّ اللّه.
(فهذا أثر) أی: فهذا الحبّ أثر (بین مؤثّر)3 و هو الحقّ (و مؤثّر فیه4) و هو العالم.
و فی بعض النسخ: (من مؤثّر و مؤثّر فیه) أی: فهذا أثر حاصل من مؤثّر و مؤثّر فیه، و على هذا الأثر و بواسطته.
(کان5 الحقّ سمعه و بصره و قواه عن هذه المحبة6) أی: الإلهیّة (فهذا أثر مقرّر لا تقدر على انکاره، لثبوته شرعا، إن کنت مؤمنا).
أی، هذا أثر من المؤثّر الذی هو اللّه؛ لأنّ المحبّة الإلهیّة هی التی أوجبت أن یکون الحقّ سمع عبده و بصره و یده و رجله و غیر ذلک، و لا یمکن أن ینکر المؤمن بالشریعة 
________________________________________
(1) . للعبد فرعا (جامی).
(2) . یمکن أن یقال: هذا المؤثّر لا یکون مؤثّرا حقیقیّا بل مؤثّرا قابلیّا و إلاّ یصح قول الشیخ (رض) فیما بعد: «فهذا أثر بین مؤثّر و مؤثّر فیه».
(3) . هو العبد بقوّة النوافل (ص).
(4) . هو الحقّ (ص).
(5) . لذلک کان الحقّ (ص).
(6) . إلحاقا بأصله؛ فإنّ قوى العبد هو المؤثّر بالتزام النوافل فی الحقّ‌، حتّى یخرج الأثر - و هی المحبّة - من القوّة إلى الفعل، فإذا ألحق کلّ شیء بأصله تکون قوى العبد هی الحقّ‌، و المحبّة الإلهیّة هنا أثر من العبد.
ثمّ إنّ هذا الکلام لبعده عن مدارک العامّة و أذواقهم مهّد مقدمة لبیانه، قد فصّل فیها مراتب الناس فی فهم ذلک الأصل؛ تنزّلا إلى مدارکهم و قال: «فهذا أثر محقّق» (ص).
جلد: 2، صفحه: 1185
لهذا الأثر، فالسامع لهذا المعنى لا یخلو إمّا أن یکون صاحب العقل السلیم أو صاحب العقل المشوب بالوهم، و الأوّل و هو قوله: