عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و لیست الحیّة سوى نفسک).
أی، الحیّة التی هی عدو لک و ینبغی قتلها لیست فی الحقیقة إلاّ نفسک، کما 
________________________________________
جلد: 2، صفحه: 1192
قال صلّى اللّه علیه و آله و سلم: «أعدى عدوّک نفسک التی بین جنبیک1».
(و الحیّة حیّة لنفسها بالصورة و الحقیقة2، و الشیء لا یقتل3 عن نفسه4 و إن أفسدت الصورة فی الحسّ‌5).
«لا یقتل» «و إن افسدت» هما على البناء للمفعول، أی: الذات الحیّة حیّة لنفسها و ذاتها، باقیة بصورتها النوعیّة و حقیقتها الکلّیة، و الشیء لا یفنى عن نفسه و لا یزال و إن دخل الفساد فیه، لا یدخل فی حقیقته و صورته النوعیّة، بل فی صورته الحسیّة.
و إنّما نقل الکلام فی هذه الحکمة الایناسیّة إلى بیان البقاء و کشف المعاد؛ لأنّ الیاس علیه السّلام کان إدریس فارتفع إلى السماء، و بقی فیها و فنى صورته الشخصیّة، ثمّ عاد إلى صورته الالیاسیّة، فنبّه رض المحجوبین عن العود، الجاهلین بالبقاء السرمدی، بحال إدریس علیه السّلام.
(فإنّ الحدّ6 یضبطها7، و الخیال8 لا یزیلها9).
تعلیل للبقاء، و المراد بالحدّ حقیقة المحدود، إذ الحدّ و المحدود لا یختلفان إلاّ بالاجمال و التفصیل فقط.
أی: فإنّ الحقیقة الثابتة فی العلم المعبّر عنها بالحدّ تضبط حقیقة ما أفسدت صورته 
________________________________________
(1) . بحار الأنوار ج 70، ص 64، ح 1؛ کنوز الحقائق ص 14. و إلیه أشار العارف الرومی بقوله:
نفس هر دم از درونم در کمین از همه مردم بتر در مکر و کین (مثنوى معنوى ج 1 ص 56).
(2) . أی الحیّة حیّة فی حدّ ذاتها بأمرین: أحدهما الصورة، و الأخرى الحقیقة (جامی).
(3) . أی لا یزال (جامی).
(4) . بأن تنعدم مطلقا (جامی).
(5) . فإنّ الحقیقة باقیة فی العالم العقلی و الصورة غیر منحصرة فی الحسیّة، فإذا زالت الصورة الحسیّة جاز أن یحصل له صورة أخرى. إلى ذلک إشار بقوله: «فإنّ الحیّة» (جامی).
(6) . یعنی الحقیقة المحدودة الموجودة فی العالم العقلی من حیث إنّها موجودة فی العلم یضبطها (جامی).
(7) . أی یضبط نفسها عن التفرّق و الشتات (جامی).
(8) . المنفصل (جامی).
(9) . عن الصورة المثالیّة و إن زالت عنها الصورة الحسیّة (قاسانی).
جلد: 2، صفحه: 1193
عن التفرّق و الفناء و الخیال الحافظ للمثال یحفظها عن الفناء و لا یزیلها.
و یجوز أن یکون المراد بالحدّ الصورة العقلیة، المثبتة فی ألواح الکتب السماویّة و اللّوح المحفوظ.
(و إذا کان الأمر على هذا فهذا هو الامان على الذوات و العزّة1 و المنعة، فإنّک لا تقدر على فساد الحدود، و أیّ عزّة أعظم من هذه العزّة2).
أی، و إذا کان الشأن الإلهیّ على هذا الطریق بحیث لا یفنى شیء و لا ینعدم ذات أصلا بحسب الحقیقة، فهذا هو الأمان من اللّه على الذوات و العزّة حین لا یقهرها بالافناء و الاعدام، و یجعل لها منعة - أی حرسة تحرسها و تمنعها - من طریان الهلاک و الفساد علیها، و هی حقائقها و صورها التی فی العوالم غیر الحسیّة.
و إذا قتلت نفسا فإنّک لا تقدر على افناء حقیقتها بل تقدر على افناء صورتها الحسیّة، و تلک الحقیقة باقیة مع صورها التی لها فی جمیع العوالم، و إن أراد الخالق یعطیها أیضا صورة أخرى حسیّة بحیث لا تشعر، فیجعلها موجودة مرّة اخرى.

________________________________________

(1) . حین لا یقهرها بالإعدام مطلقا (جامی).
(2) . التی لا یمکن أن یحوم حول حمى حدوده الذاتیّة تطرّق نقص و لا فساد (ص).