شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و أمّا قوله: إِنْ تَکُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ لمن هی له غذاء، و لیس إلاّ الذرّة المذکورة1 فی قوله: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ 2فهى أصغر متغذ و الحبّة من الخردل أصغر غذاء).
أی، و أما الحکمة فی قوله: إِنْ تَکُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فهی بیان «أصغر متغذ» و «أصغر غذاء»؛ لأنّه فی معرض المبالغة فی أنّ حبّة خردل من الغذاء لا یفوّتها اللّه عمّن هی له غذاء.
ثمّ قال: (و لیس إلاّ الذرّة) أی: و لیس ذلک المتغذی إلاّ الذرّة المذکورة فی قوله تعالى: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ الآیة، و هی النملة الصغیرة، فهی أصغر متغذ و الحبّة من الخردل أصغر غذاء.
(و لو کان ثمّ أصغر) أی: من الذرّة فی المتغذی، و أصغر من حبّة الخردل فى الغذاء.
(لجاء به، کما جاء بقوله: إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلاً مٰا بَعُوضَةً، ثمّ لمّا علم أنّه ثّمّ ما هو أصغر من البعوضة3 قال: فَمٰا فَوْقَهٰا4 یعنی فی الصغر، و هذا5قول اللّه، و التی فی الزلزلة6 قول اللّه أیضا، فاعلم ذلک، فنحن نعلم أنّ اللّه ما اقتصر على وزن الذرّة و ثمّ ما هو أصغر منها، فإنّه جاء بذلک على المبالغة، و اللّه أعلم).
أی، نحن نعلم أنّ اللّه ما اقتصر على الذّرة إلاّ لانّه [لانها - ظ] أصغر متغذ، و لو کان ثمّ أصغر متغذّ منها لجاء به للمبالغة، کما قال: فَمٰا فَوْقَهٰا یعنی فی الصغر.
________________________________________
(1) . أی لیس من هی غذاء له ممّا یسمّى بالاسم و یذکر به، حیث یکفى فی تغذیته حبّة واحدة إلاّ الذرّة (جامی).
(2) . الزلزلة (99):7-8.
(3) . ممّا یسمّى باسم و یذکر به و هی النملة الصغیرة (جامی).
(4) . البقرة (2):26.
(5) . أی قوله تعالى: إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلاً مٰا بَعُوضَةً فَمٰا فَوْقَهٰا.
(6) . أی سورة الزلزلة.