عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و حقّ الهوى3 إنّ الهوى سبب الهوى و لو لا الهوى فی القلب ما عبد الهوى) قال رض فی (فتوحاته): «شاهدت الهوى فی بعض المکاشفات ظاهرا بالالوهیّة قاعدا على عرشه، و جمیع عبدته حافّین علیه واقفین عنده، و ما شاهدت معبودا فی الصور الکونیّة أعظم منه».
(ألا ترى علم اللّه بالاشیاء ما أکمله، کیف تمّم4 فی حقّ من عبد هواه و اتخذه إلها5؟ فقال6: وَ أَضَلَّهُ اَللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ‌7 و الضلال الحیرة8، و ذلک أنّه).
أی، و ذلک القول و التتمیم هو أنّ الحقّ‌.
________________________________________
(3) . الواو للقسم. و معنى البیت کما أفاده العارف المولى عبد الرزاق فی الشرح: أنّه أقسم بحقّ العشق الأحدی - الذی هو حبّ الحقّ ذاته - أنّه سبب الهوى الجزئی الظاهری فی کلّ متعیّن بتنزّلاته فی صور التعیّنات، و لو لا الهوى الحبّ الباطن المعیّن فی القلب ما عبد الهوى الظاهر فی النفس؛ لأنّه عینه تنزل عن التعیّن القلبی إلى التعیّن النفسی مع أحدیّة عینه فی الکلّ‌. انتهى کلامه و للّه درّه ما إطیب فاه فی معنى البیت.
(4) . العلم أو تمّم الآیة الواردة فی حقّ مّن عبد هواه (جامی).
(5) . أعنی قوله: أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اِتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ (جامی).
(6) . تتمیما لها (جامی).
(7) . الجاثیة (45):23.
(8) . الضلال: الحیرة، فأضلّه اللّه بمعنى حیّره اللّه، کما یأتی تفسیره فى جواب لمّا حیث یقول: وَ أَضَلَّهُ اَللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ‌ أی حیّره على علم، و سیأتی فی الفصّ الموسوی: أنّ الهدى هو أن یهتدی الإنسان إلى الحیرة. و البحث عن أقسام الحیرة بالتفصیل فی مصباح الأنس ص 290 - ط 1.
جلد: 2، صفحه: 1238
(لمّا رأى1 هذا العابد ما عبد إلاّ هواه بانقیاده لطاعته) أی: بانقیاد العابد لطاعة هواه (فیما یأمر به2 من عبادة من عبده من الأشخاص3).
جواب «لمّا» قوله فیما بعد: وَ أَضَلَّهُ اَللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ‌.
و الضلالة هی الحیرة فما حیّر العابد لهواه إلاّ اللّه بظهوره و تجلّیه فی الصور الهوائیّة و مراتبها، و ذلک الاضلال مبنی على علم عظیم حاصل من اللّه بأسرار تجلّیاته فی تلک الصور و غایاتها.
أی، هذا الاضلال و الحیرة ما کان إلاّ من علم عظیم من اللّه بمجالی الهوى و أعیان عبدته، و طلب استعداداتهم ذلک، لیعبد بواسطة الهوى فی جمیع الصور الوجودیّة و المراتب الکونیّة، فیحیّر4 العارفین بکثرة التجلّیات و تنوّع الظهورات، و المحجوبین بالوقوف فیما عبدوا، لأنّهم یعرفون أنّ ما عبدوا لیس بإله موجد لهم، و هو ممکن مثلهم، و مع ذلک یجدون فی بواطنهم میلا عظیما، الیه بحیث لا یمکنهم الخلاص منه و التعدی عنه، فیحصل الضلال و الحیرة.
(حتّى أنّ عبادته للّه کانت عن هوى أیضا؛ لأنّه لو لم یقع له فی ذلک الجناب المقدّس5 هوى - و هو الارادة بمحبّته - ما6 عبد اللّه7، و لا آثره على غیره).
أی، الهوى سلّط على نفوس العابدین، حتّى من یعبد اللّه أیضا ما یعبده إلاّ عن هوى، لأنّه لو لم یقع فی ذلک الجناب هوى - من ارادة الجنّة و النجاة من النار و الفوز بالدرجات العالیة - ما کان یعبده، کما ذکرنا أبیاتا فی هذا المعنى:
________________________________________
(1) . الحقّ (جامی).
(2) . أی الهوى.
(3) . التی هی متعلّقات أهویة العباد، عینّیة ذلک أو عقلیّة، و همیّة أو خیّالیّة، فإنّه یشمل سائر العبادات من العبد (ص).
(4) . الحقّ‌.
(5) . أی المقدّس عن أن یتطرّق إلیه کلّ أحد (جامی).
(6) . نافیة.
(7) . من تلک المقاصد المتعالیة بحسب علوّ الهمم و لا آثره على غیره، هذا إذا کان المعبود له صورة اعتقادیّة ذهنیّة (ص).
جلد: 2، صفحه: 1239
عبدنا الهوى أیّام جهل و إنّنا لفی غمرة من سکرنا من شرابه 
و عشنا زمانا نعبد الحقّ للهوى من الجنّة الأعلى و حسن ثوابه 
فلمّا تجلّى نوره فی قلوبنا عبدنا رجاء فی اللّقاء و خطابه 
فمرجع أنواع العبودیّة الهوى سوى من یکن عبدا لعزّ جنابه 
و نعبده من غیر شىء من الهوى و لا للنوى من ناره و عقابه و قوله: (و هو الارادة بمحبّته) تفسیر للهوى، أی: الهوى هو الارادة النفسانیّة مع المحبّة الإلهیّة.
(و کذلک کلّ من عبد صورة ما من صور العالم1 و اتخذها إلها ما اتخذها إلاّ بالهوى، فالعابد لا یزال تحت سلطان هواه، 

________________________________________

(1) . و أصنامه - مالیّة کانت أو جاهیّة؛ و قوله ما اتخذها إلاّ بالهوى، أی ما اتخذها إلها إلاّ بالهوى (ص).