عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

ثمّ رأى المعبودات2 تتنوّع فی العابدین)3.
«ثمّ‌» عطف على قوله: (إنّه لمّا رأى هذا العابد) أی: لمّا رأى الحقّ هذا العابد ما عبد إلاّ هواه، ثمّ رأى المعبودات الکونیّة و الاعتقادیّة متنوّعة عند العابدین إیّاها، أضلّه اللّه.
(فکلّ عابد أمرا ما4 یکفّر من یعبد سواه، و الذی عنده أدنى تنبّه5 یحار لاتحاد الهوى، بل لأحدیّة الهوى6، فإنّه عین واحدة فی کلّ عابد).
لمّا کان الاتحاد مشعرا بالاثنینیّة السابقة على الاتحاد، أضرب عنه فقال: 
(بل لأحدیّة الهوى) لیفید أنّه حقیقة واحدة لا تکثّر فیها، و هی عین الأحدیّة الإلهیّة، ثمّ صرّح بقوله: (فإنّه عین واحدة) ظاهرة (فی کلّ عابد).
________________________________________
(2) . التی هی متعلّقات الهوى (ص).
(3) . بحسب تخالف حقائقها و تدافع بعضها البعض (ص).
(4) . فی بعض النسخ: کل عابد امر ما.
(5) . و هو الذی ینخرط فی جملة من یدخل فی التخاطب بالکلام المنزّل السماوی، فإنّ من دونه لیس بداخل فی ذلک التخاطب أصلا، فهو الذی یقصد بقوله تعالى: أَضَلَّهُ اَللّٰهُ‌ و لذلک یحار لاتّحاد الهوى عند اعتبار نسبة الهوى إلى متعلّقاتها؛ فإنّ الکلّ فیه متّحد، فأمّا عند قطع النظر من تلک المتعلّقات فله الأحدیّة الذاتیّة؛ و لذلک قال مضربا عنه بقوله: «بل لأحدیة الهوى» (ص).
(6) . عند اعتبار نسبة الهوى إلى متعلّقاته فإنّ الکلّ فیه متّحد (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1240
(وَ أَضَلَّهُ اَللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ‌1 أی: حیّره على علم، بانّ کلّ عابد ما عبد إلاّ هواه، و لا استعبده إلاّ هواه، سواء صادف) هواه (الأمر المشروع2 و3) کالنکاح بأربع، و الاستمتاع بالجواری (أو لم یصادفه4 و5).
کتعلّق الهوى فیمن یملکه غیره، قیل6: إنّ قوله: وَ أَضَلَّهُ اَللّٰهُ‌ جواب «لمّا»، ادخلت فیه الفاء لطول الکلام کما مرّ فی أوّل الکتاب7 فی قوله: (فاقتضى الأمر جلاء ذلک).
(و العارف المکمّل من رأى کلّ معبود8 مجلى للحقّ یعبد فیه)9.
أی، یعبد الحقّ فی ذلک المجلى، فالحقّ هو المعبود مطلقا سواء کان فی صورة الجمع أو فی صور التفاصیل.
(و لذلک) أی: و لأجل أنّ الحقّ هو الذی ظهر فی ذلک المجلی و عبد (سمّوه کلّهم إلها مع اسمه الخاصّ بحجر).
أی، أطلقوا اسم الإله علیه مع أنّه مسمّى بحجر.
(أو شجر أو حیوان أو انسان أو کوکب أو ملک أو فلک، هذا اسم الشخصیّة10 فیه11).
________________________________________
(1) . من حیث تلک المتعلّقات عند تخالف جهات التوجّه ممّا یوجب تحیّر المتوجّهین؛ و لذلک قال: «أیّ حیرة». ثمّ إنّ هذا إذا اعتبر الهوى من حیث المتعلّقات التی هی مبدأ الاتّحاد، و هو الموجب للضلال و الحیرة. و أمّا عند قطع النظر عنها و ظهور الهوى بأحدیّة عینه فهو على علم، فلکلّ عابد باعتبار هذین الوجهین من معبوده علم فی حیرة و حیرة على علم، فهذا وجه تتمیم العلم و تعمیمه [خ ل: تقسیمه] فلا تغفل (ص).
(2) . یعنی الإله الذی شرع عبادته (جامی).
(3) . من الصور الاعتقادیّة و الشعائر الشرعیّة (ص).
(4) . کالمقتضیات الطبیعیّة و الرسوم العادیّة (ص).
(5) . و هو الإله الباطل الذی نهى عن عبادته (جامی).
(6) . القائل هو الملاّ عبد الرزاق ص 390 ط 1 مصر.
(7) . حیث قال فی أوّل الفصّ الآدمی: «لمّا شاء الحقّ سبحانه من حیث أسمائه - إلى أن قال: فاقتضى الأمر جلاء مرآة العالم، و الفاء فی جواب «لمّا» لبعد العهد و إلاّ إذا وقع الماضی جواب «لمّا» لا یلزم الفاء.
(8) . مشروعا کان أو غیر مشروع (ص).
(9) . فالحقّ هو المعبود مطلقا جمعا و فرقا (جامی).
(10) . أی التعیّن (جامی).
(11) . بالنظر إلى نفسه (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1241
و هذا الاسم أنّما هو باعتبار تعیّن تلک الحقیقة الکلّیة بالتعیّنات الجنسیّة، ثمّ النوعیّة، ثمّ الشخصیّة.