شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و أمّا العارفون1 بالأمر على ما هو علیه) و هم الذین یعرفون وحدة الحقّ و ظهوره فی مجالى متعدّدة.
(فیظهرون بصورة الانکار لما عبد من الصور).
أی: ینکرون المعبودات المتعیّنة مع علمهم بأنّها مجالی الحقّ.
(لأنّ مرتبتهم فی العلم تعطیهم أن یکونوا بحکم الوقت، لحکم الرسول الذی آمنوا به علیهم، الذی به سمّوا مؤمنین).
أی، و لأنّ العلم اللّدنی الحاصل لهم یعطیهم أن یکونوا بحکم رسولهم و نبیّهم لوجوب متابعة النبیّ و النبوّة، ما تقتضی الاّ الانکار علیهم فأنکروا ذلک، و بذلک الانکار و بالاتباع للأنبیاء سمّوا مؤمنین.
(فهم عباد الوقت).
أی، فالعارفون عباد اللّه بحسب الوقت، و ما یعطیه الحقّ بتجلّی اسم «الدهر» فی کلّ حین فی صور أنبیائهم، أو العابدون للأصنام هم عباد اللّه بحکم أوقاتهم التی تجلّى لهم الحقّ فیها2.
(مع علمهم بأنّهم3 ما عبدوا من تلک الصور أعیانها).
أی، مع أنّ العارفین یعلمون أنّ العابدین للمجالی ما عبدوا الأصنام لأجل أعیانها المتکثّرة المسمّاة بالاسماء الکونیة، هذا على الأوّل4.
و على الثانی: أی مع علم العابدین بأنّهم ما عبدوها لأجل أعیانها، بل لأجل أنّها
________________________________________
(1) . و هم المکمّلون الذین یرون الکلّ مجالی الواحد الحقّ، و لکن لا یظهرون إلاّ ما یقتضی الوقت الظاهر بصور الأنبیاء و الرسل إظهاره؛ لأنّهم عرفوا الأمر على ما هو علیه.
(2) . أی فی الأصنام و المجالی.
(3) . أی العابدین للمجالی (جامی).
(4) . قوله: «الأوّل» و «الثانی» ناظر إلى ما فسّر قوله: «فهم عبّاد الوقت» بأنّهم هم العارفون أو العابدون، فالأوّل العارفون و الثانی العابدون.
جلد: 2، صفحه: 1244
آلهة، و الثانی1 أنسب.
(و إنّما عبدوا اللّه فیها بحکم سلطان التجلّی الذی عرفوه منهم).
أی، عبّاد الأصنام أنّما عبدوا اللّه فی تلک المجالی بسبب تسلّط سلطان التجلّی الذی أدرکه العابدون من المعبودین.
فقوله: (بحکم) متعلّق ب «عبدوا للّه»، و إن جعلنا فاعل «عرفوه» عائدا إلى العارفین، و ضمیر «منهم» إلى «العابدین»، فمعناه: مع علمهم بحکم سلطان التجلّی الذی عرفوه من العابدین أنّهم ما عبدوا تلک الصور أعیانها، فالباء تتعلّق بالعلم.
(و جهله المنکر الذی لا علم له بما تجلّى).
أی، و جهله المؤمن المنکر الذی لا علم له بأنّ الحقّ یتجلّی بالصور الکونیّة.
(و ستره العارف المکمّل من2 نبیّ و رسول و وارث عنهم) عطف على قوله:
(و جهله)، و فی بعض النسخ: (و یستره)، أی: العارف یعرفه و یستره.
________________________________________
(1) . خ ل: «الأوّل».
(2) . بیان العارف المکمّل.