شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و إنّما فعلت به3 أمّه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه ضیرا4 و هی تنظر إلیه5).
«ضیرا» بالضاد المعجمة و الیاء المنقوطة بنقطتین من تحت، أی: خوفا من أن یذبحه ذبحا مشتملا على الضرر العظیم لأمّه، لأنّ ذبح الولد على نظر أمّه أشدّ إیلاما للامّ من ذبحه على غیر نظرها.
________________________________________
(3) . أی بموسى علیه السّلام أمّه ذلک بأن ألقته فی التابوت فألقته فی الیمّ (النابلسی)،
(4) . صبره على القتل من باب ضرب: بازداشت کرد او را بر قتل، یقال: قتل فلان صبرا إذا حبس على القتل حتّى قتل (منتهى الإرب).
صبره عنه، یصبر، حبسه و حبس الإنسان و غیره على القتل، أن یحبس و یرمى حتّى یموت، و قد قتله صبرا و یصبره علیه و رجل صبورة مصبورة للقتل (قاموس اللغة).
(5) . فإنّ هذه الصورة التی هى أشدّ ما یکون تأثیرا فی الأمّ، فقوله: صبرا بالصاد المهملة و بالباء الموحّدة؛ لأنّه العبارة المتعارفة فی مثل هذا القتل لا بالضاد المعجمة و الیاء المنقوطة من تحتها بنقطتین، فإنّه تصحیف. و الذبح صبرا هو أن یحبس ذو روح لأن یرمى علیه لقتله (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1279
(مع الوحی) أی: و إنّما فعلت ما فعلت بالوحی.
(الذی ألهمها اللّه به من حیث لا تشعر، فوجدت فی نفسها أنّها ترضعه) أی: علمت بالوجدان بأنّها ترضعه و تربیه.
(فإذا خافت علیه ألقته فی الیمّ، فإنّ فی المثل «عین لا ترى1 قلب لا یفجع2»، فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، و لا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، و غلب على ظنّها أنّ اللّه ربّما ردّه إلیها لحسن ظنّها به) أی: باللّه.
(فعاشت بهذا الظنّ فی نفسها، و الرجاء یقابل الخوف و الیأس3، و قالت حین ألهمت لذلک: لعلّ هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون و القبط على یدیه، فعاشت و سرّت بهذا التوهم و الظنّ بالنظر إلیها)4.
أی، کون هذا المعنى توهّما و ظنّا أنّما هو بالنظر، أی: بالنسبة إلى امّ موسى لا بنفس الأمر، لذلک قال:
(و هو علم5) أی: ذلک التوهّم و الظنّ کان علما.
(فی نفس الأمر6،
________________________________________
(1) . قال بعض الشرّاح: «در مثل گویند، چشمى که نبیند، دلى است که نترسد».
(2) . أی لا یوجع من أفجعته المصیبة إذا أوجعته (جامی).
(3) . فحین جاء الرجل انکسرت سورة الخوف و الیأس (جامی).
(4) . إذا لم یکن عندها دلیل یفید العلم بذلک (جامی).
(5) . باعتبار أنّ متعلّقه مطابق للواقع متحقّق فی نفس الأمر (جامی).
(6) . محقّق عند الله (ق).