شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
ثمّ إنّه لمّا وقع7 علیه8 الطلب9 خرج فارّا، خوفا10 فی الظاهر و کان فی المعنى حبّا11 فی النجاة، فإنّ الحرکة أبدا أنّما هی حبیّة، و یحجب
________________________________________
(7) . هذا شروع لبیان حکمة الفرار کما سیقول: فهذا حکمة قوله: فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ ص 459.
(8) . أی على موسى علیه السّلام (جامی).
(9) . لأجل قتل القبطی (جامی).
(10) . من القتل (جامی).
(11) . أی فارّا حبّا فی النجاة (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1280
الناظر فیها1 بأسباب أخر، و لیست2 تلک).
أی، و من جملة العنایة الإلهیّة أنّ موسى خرج فارا من خوف القتل، و کان ذلک الفرار فی الحقیقة حبّا فی الحیاة و النجاة من الهلاک، ثمّ بیّن أنّ الحرکة لا تحصل أبدا إلاّ عن محبّة، و إن کان فی الظاهر لها أسباب اخر کالخوف و الغضب و غیر ذلک، فیحجب من لا یعلم الحقائق بالأسباب3 الظاهرة و یسندها الیها، و لیست أسبابها فی الحقیقة تلک الأسباب الظاهرة، قوله: (و یحجب) مبنیّ للمفعول.
(و ذلک لأنّ الأصل4 حرکة العالم من العدم5 - الذی کان6 ساکنا7 فیه - إلى الوجود8، و لذلک یقال: إنّ الأمر9 حرکة عن سکون، فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة الحبّ، و قد نبّه رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلم على ذلک).
روایة من اللّه تعالى.
(بقوله: «کنت کنزا مخفیّا لم اعرف، فأحببت أن اعرف...10»، فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه).
أی: فی وجوده العینی.
(فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حبّ الموجد لذلک11).
أی، لوجود العالم؛ إذ به تظهر کمالات ذاته و أنوار أسمائه و صفاته.
________________________________________
(1) . أی فی الحرکة عن الأسباب الحقیقیّة بأسباب أخر غیر حقیقیّة (جامی).
(2) . هذه الأسباب الغیر الحقیقیّة تلک الأسباب الحقیقیّة (جامی).
(3) . متعلّق بقوله: «فیحجب».
(4) . فی الحرکات (جامی).
(5) . الإضافی الذی هو الوجود العلمی (جامی).
(6) . العالم (جامی).
(7) . أی ثابتا (جامی).
(8) . أی الوجود العینی، بل من مرتبة للوجود باطنة إلى مرتبة أخرى له ظاهرة (جامی).
(9) . أی أمر الوجود (جامی).
(10) . أسرار الشریعة و أطوار الطریقة و أنوار الحقیقة ص 45؛ جامع الأسرار و منبع الأنوار ص 102-159؛ اللؤلؤ المرصوع ص 61.
(11) . هذا بلسان الإجمال، و أمّا لسان التفصیل فأشار إلیه بقوله: «و لأنّ العالم» (ص).
جلد: 2، صفحه: 1281
(و لأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا1 کما شهدها ثبوتا2، فکانت بکلّ وجه حرکته من العدم الثبوتی3 إلى الوجود العینی حرکة حبّ من جانب الحقّ و جانبه) أی: من جانب العالم.
(فإنّ الکمال محبوب لذاته4) و هو لا یظهر إلاّ بالوجود العینی.
(و علمه تعالى بنفسه من حیث هو غنیّ عن العالمین هو5 و6 له، و ما بقی له إلاّ تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث، الذی یکون7 من هذه الأعیان أعیان العالم8 إذا وجدت، فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث و القدیم، فتکمل مرتبة العلم بالوجهین9).
هذا جواب عن سؤال مقدّر، و هو أن یقال: الحقّ سبحانه و تعالى عالم10 بذاته و بکمالاته کلّها، فهی حاصلة له قبل الظهور، و وجود العالم فی العین، فما فائدة الظهور؟
________________________________________
(1) . أی من حیث الوجود العینی (جامی).
(2) . أی من حیث الثبوت العلمی (جامی).
(3) . أی العدم الذی لیس للعالم فیه إلاّ الثبوت فی العلم (جامی).
(4) . و سائر ما ینسب إلیه المحبّة فلاشتماله على الکمال، کالحسن - مثلا - فإنّه کمال النسبة الاعتدالیّة التی هی ظلّ الوحدة، و کذلک کلّ ما یمیل إلیه القلب من المستلذّات الجسمانیّة، فإنّه کمال تلک القوة المدرکة لتلک اللذّة، فإنّ الکمال هو الظهور على نفسه بصورته الکلّیة العلمیّة أو الجزئیّة الحسیّة (ص).
(5) . هو حاصل له أزلا و أبدا (جامی).
(6) . الظهور الکمالی الذی له لذاته، و هو الذی یقال له: الکمال الذاتی، و بیّن أنّ الکمال الإلهی أعمّ من الذاتی و الأسمائی، إذ له الکمال على الإطلاق. فإلى الأسمائی منه أشار بقوله: «و ما بقی له» (ص).
(7) . أی یکون ظاهرا من هذه الأعیان (جامی).
(8) . الظاهرة بصورة الآثار من کلّ اسم کالعلم مثلا، فإنّه ظاهر بصورة الکلام الذی هو أثره، و الحیاة فإنّها ظاهرة بصورة الحسّ و الحرکة الإرادیّة التی هی أثرها، و کذا فی سائر الأسماء.
و کأنّک قد عرفت أنّه کما أنّ فی الأعیان آثارا من الأسماء - کما بیّن - کذلک فی الأسماء آثار من الأعیان، و هی اتّصافها بالحدوث؛ و ذلک لأنّ الأعیان إذا وجدت حکمت على علمها بالحدوث (ص).
(9) . و کذا غیره من الأسماء و الصفات کالإرادة و القدرة و غیرهما و فی الفتوحات المکیّة: وجود الممکنات لکمال مراتب الوجود الذاتی و الفرقانی (جامی).
(10) . خ ل: «قدیم».
جلد: 2، صفحه: 1282
فقال: علمه بذاته من حیث غناؤه عن العالمین حاصل له أزلا و أبدا، لکنّ تمام مرتبة العلم هو العلم فی صور المظاهر الذاتیة، و هو العلم الحادث الذی یظهر فی الأعیان عند وجودها، و هو المشار إلیه بقوله: لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ اَلرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلىٰ عَقِبَیْهِ1.
________________________________________
(1) . البقرة (2):143.