شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و کذلک تکمل مراتب الوجود2، فإنّ الوجود منه أزلی3 و منه غیر أزلی و هو الحادث، فالأزلی وجود الحقّ لنفسه4 و5، و غیر الأزلی وجود الحقّ6 بصور العالم الثابت7، فیسمّى حدوثا لأنّه یظهر بعضه8 لبعضه9، و ظهر لنفسه10 بصور العالم11 و12 فکمل الوجود13 و14، فکانت حرکة العالم15 حبیّة16 للکمال17 فافهم18).
________________________________________
(2) . و إذا کان الوجود أصل الکلّ فمرتبة کلّ اسم هی مرتبة الوجود، نبّه إلى تلک الدقیقة بصیغة الجمع (ص).
(3) . یعنی إذا أضیف إلى الازلی کان أزلیّا، و منه غیر أزلی کذلک بحسب الإضافة؛ لأنّه بدون الإضافة حقیقة واحدة فی الأزلی و غیر الأزلی (جندی).
(4) . و علیه یطلق الکمال الذاتی، و یلزمه الغنى المطلق من حیث علمه بنفسه، فإنّه به مستغن عن العالم (ص).
(5) . یعنی حقیقة الوجود من حیث هو وجود؛ لأنّ الحقّ له حقیقة غیر الوجود یضاف الوجود إلیها کسائر الماهیات (ق).
(6) . و ظهوره بصور العالم (جامی).
(7) . أی الوجود الذی هو الحقّ الظاهر بصور العالم الثابت عینه فی العلم الأزلی، و یسمّى بالوجود الإضافی (ق).
(8) . أی بعض العالم (جامی).
(9) . بعد ما لم یکن ظاهرا (جامی).
(10) . من حیث تلک الأعیان (جامی).
(11) . کما ظهر لها بصورته (ص).
(12) . بعد ما لم یکن ظاهرا بها (جامی).
(13) . بصورتیه و ظهوریه (ص).
(14) . بانضمام الوجود الحادث إلى الوجود القدیم (جامی).
(15) . من العلم إلى العین (جامی).
(16) . منبعثة من الحقّ أو العالم للکمال (جامی).
(17) . أی لظهور الکمال الإلهی أو الکونی (جامی).
(18) . یشیر رض إلى حرکة موسى و فراره، و إن کانت على ما عللّ ذلک عند فرعون بقوله: فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمّٰا - خِفْتُکُمْ الشعراء (26):20 بسبب الخوف. و کذلک حرکة کلّ ذی خوف و فرار من أمر مخوف و إن کان بالنظر الظاهر معلّلا بالسبب القریب و هو الخوف، و لکن التحقیق یقتضی أن لا تکون الحرکة عن خوف؛ فإنّ الخوف یقتضی السکون و الخمود و لا یقتضی الحرکة، و إنّما السبب الموجب للحرکة فیمن یفرّ عن مکروه هو حبّ الحیاة و النجاة، فلمّا رأى أمرا یوجب فوت محبوبه و هو النجاة و الحیاة خاف ذلک فتحرّک و فّرّ طلبا للحیاة، فموجب الحرکة فی الحقیقة لم یکن الخوف، بل الحبّ للنجاة أو الحیاة أو غیر ذلک ممّا یحبّ وجوده و یخاف عدمه (جندی).
جلد: 2، صفحه: 1283
أی، کما قلنا فی العلم کذلک نقول فی الوجود و جمیع مراتبه و لوازمه، لأنّ الوجود أزلی، و غیر أزلی، و الأزلی هو الوجود عینه مع کمالاته، و غیر الأزلی هو الوجود المتعیّن بتعیّنات خاصّة ظاهرة على صور الأعیان الثابتة، و الأوّل قدیم و الثانی حادث، فکمل الوجود و مراتبه بالعالم، فظهر أنّ حرکة العالم حبیّة.
(ألا تراه کیف نفّس1 عن الأسماء الإلهیّة ما کانت تجده2 من عدم ظهور آثارها فی عین3 مسمّى العالم4؟!).
أی: ألا ترى الحقّ کیف نفّس عن أسمائه الإلهیّة ما کانت تجد الأسماء الإلهیّة من الکرب حین عدم الظهور بکمالاته فی أعیان العالم.
(فکانت الراحة محبوبة له).
أی: للحقّ.
(و لم یوصل إلیها إلاّ بالوجود الصوری) أی: الظاهر الشهادی (الأعلى و الأسفل5 و6، فثبت أنّ الحرکة7 کانت للحبّ).
________________________________________
خِفْتُکُمْ الشعراء (26):20 بسبب الخوف. و کذلک حرکة کلّ ذی خوف و فرار من أمر مخوف و إن کان بالنظر الظاهر معلّلا بالسبب القریب و هو الخوف، و لکن التحقیق یقتضی أن لا تکون الحرکة عن خوف؛ فإنّ الخوف یقتضی السکون و الخمود و لا یقتضی الحرکة، و إنّما السبب الموجب للحرکة فیمن یفرّ عن مکروه هو حبّ الحیاة و النجاة، فلمّا رأى أمرا یوجب فوت محبوبه و هو النجاة و الحیاة خاف ذلک فتحرّک و فّرّ طلبا للحیاة، فموجب الحرکة فی الحقیقة لم یکن الخوف، بل الحبّ للنجاة أو الحیاة أو غیر ذلک ممّا یحبّ وجوده و یخاف عدمه (جندی).
(1) . أی أزال عنها (جامی).
(2) . تلک الأسماء من الکرب (جامی).
(3) . متعلّق بقوله: «نفّس».
(4) . فإنّه نفّس فی عین العالم عن الأسماء الإلهیّة - المعبّر عنها جملة بالرحمن - ما لها من الکرب الذی لها فی عینه؛ و لهذا یقال له: النفس الرحمانی (ص).
(5) . یعنی الحضرات و العوالم (ص).
(6) . یشیر رض إلى الوجود الظاهر بعین الحقّ و الخلق، فالأعلى وجود الحقّ المطلق بأسمائه و صفاته، و الأسفل وجود العالم المقیّد بأجناسه و أنواعه و أشخاصه (جندی).
(7) . مطلقا (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1284
أی، ثبت أنّ أصل الحرکة و حقیقتها حصلت من الحبّ.
(فما ثمّ حرکة فی الکون إلاّ و هی حبیّة) لأنّ الجزئی مشتمل على کلّیه.
(فمن العلماء من یعلم ذلک1) و هو العالم بالحقائق.
(و منهم من یحجبه السبب الأقرب2) و هو العالم بالأحکام لا بالحقائق، الناظر3فی الأسباب الظاهرة.
(لحکمه4 فی الحال و استیلائه على النفس5 و6) أی: لغلبة حکم ذلک السبب القریب، و استیلائه على نفس المحجوب.
________________________________________
((1) . فینسب سائر ما یظهر فی المراتب الکونیّة من الآثار إلى الحبّ، باعتبار المحبّیة و المحبوبیّة، کبعض المتأخّرین من الصوفیّة، الذین یجعلون موضوع کلامهم العاشق و المعشوق، و یثبتون سائر الأحکام بهما (ص).
(2) . کأکثر أهل النظر من الحکماء و المتکلّمین.
(3) . صفة لقوله: «العالم».
(4) . أی حکم السبب الأقرب و استیلاؤه فی الحال (جامی).
(5) . أی نفس المحجوب (جامی).
(6) . فإنّ أعیان المراتب المحسوسة منها الآثار و الأحکام - لظهور حکمها على مدارک العامّة - هی أقرب ما تنسب إلیه تلک الآثار، و ممّا یتفرّع على ذلک الأصل الاختلاف بین أهل النظر فی أنّ اللذّة و الراحة من دفع المنافی أو إدراک الملائم (ص).