شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فکان الخوف لموسى علیه السّلام مشهودا له بما وقع من قتله القبطی7، و تضمّن الخوف حبّ النجاة من القتل، ففرّ8 لمّا خاف) فی الظاهر و (فی المعنى ففرّ لمّا أحبّ النجاة من فرعون و عمله9).
لأنه10 ما کان على طریق الحقّ به، أی: حصل النجاة من فرعون و عمله به، أی:
بالفرار، لذلک قال له شعیب (صلوات اللّه علیه): لاٰ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِینَ11تنبیها لسبب حرکته.
________________________________________
(7) . فهو صورته الکونیّة.
(8) . عند ما هو الظاهر عند العامّة (ص).
(9) . دلیل لخوفه.
(10) . أی موسى.
(11) . القصص (28):25.
جلد: 2، صفحه: 1285
(فذکر موسى السبب الأقرب المشهود له فی الوقت) أی: فی وقت الملاقاة معه.
(الذی هو کصورة الجسم للبشر1 و2، و حبّ النجاة مضمّن فیه3 تضمین الجسد للروح المدّبر له).
«الذی» صفة للسبب الأقرب، أی: هو کالصورة و حبّ النجاة مدرج فیه کالروح، کما أنّ الصورة الجسمیّة متضمّنة لروحها.
(و الأنبیاء4 (صلوات اللّه علیهم) لهم لسان الظاهر، به یتکلّمون لعموم أهل الخطاب5 و اعتمادهم6 على فهم السامع العالم7، فلا یعتبر الرسل8 علیهم السّلام إلاّ العامّة لعلمهم بمرتبة أهل الفهم، کما نبّه علیه السّلام على هذه الرتبة فی العطایا9 فقال:
«إنّی لأعطی الرجل و غیره أحبّ إلیّ منه، مخافة أن یکبّه10 اللّه فی النار»11 و12 و13).
تقدیره: إنّی لأعطی الرجل مخافة أن یکبّه اللّه فی النار، و الحال أنّ غیره أحبّ إلیّ منه، و معنى «یکبّه» یدخله فیها، و قال أیضا: «لو کان العلم فی الثریا لنا له
________________________________________
(1) . من حیث إنّه هو المشهود أوّلا (جامی).
(2) . فإنّها الصورة الکونیّة للشخص (ص).
(3) . أی فی السبب الأقرب، أعنی الخوف (جامی).
(4) . ثمّ إنّه یمکن أن یقال: لو کان الأمر کذلک کان منطوق التنزیل على طبقه و الواقع على خلاف ذلک؛ فإنّ منطوق التنزیل فی هذا الأمر أنّ سبب الفرار، أنّما هو الخوف، بقوله: فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمّٰا خِفْتُکُمْ الشعراء (26):21 فأشار إلى دفع ذلک بقوله: «و الأنبیاء...» (ص).
(5) . فإنّ بعث الأنبیاء للعامّة أوّلا و کلامهم فی ظاهر ما فهم منه معهم، و الخواصّ أنّما یفهمون الحقائق منه بضرب من الأشارات الخفیّة و الدلالات الطبیعیّة دون الجعلیّة الوضعیّة (ص).
(6) . فی إخفاء الحقائق (ص).
(7) . الذی یفهم بمجرّد ما سمع الکلام الملقى إلى العامّة الحقائق بضرب من الإشارات الخفیّة التی لا یفهمها العامّة (جامی).
(8) . عند إظهار الأحکام فی الصور الکلامیّة (ص).
(9) . و قسمتها (جامی).
(10) . أی یلقى اللّه (جامی).
(11) . فعلم أنّه فی إحکام رقیقة الأ بعدین مخافة أن یبعدوا عنه کلّ البعد فیکبّوا فی النار (ص).
(12) . لو لم أعطه (جامی).
(13) . صحیح مسلم ج 1 ص 132 کتاب الإیمان باب 68.
جلد: 2، صفحه: 1286
رجال من فارس».