شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فاعتبر)1 أی: النبیّ صلّى اللّه علیه و آله و سلم (ضعیف العقل و النظر الذی غلب علیه الطمع و الطبع)2 بفتح الباء، أی: الرین إشارة إلى قوله: وَ طُبِعَ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ3 کما قال: کَلاّٰ بَلْ رٰانَ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ مٰا کٰانُوا یَکْسِبُونَ4.
(فکذا ما جاؤا به من العلوم) أی: فکذا حال ما جاء الانبیاء به من العلوم و الحقائق.
(جاؤا به) أی: جاؤا بما جاؤا به (و علیه خلعة أدنى الفهوم)5 أی: و علیه خلعة و لباس یفهمه من له أدنى فهم.
(لیقف من لا غوص له عند الخلعة) أی: الصورة الظاهرة، و لمّا استعار لها لفظ الخلعة رشّح بقوله:
(فیقول: ما أحسن هذه الخلعة، و یراها غایة الدرجة6 و7، و یقول8 صاحب الفهم الدقیق9 الغائص على درر الحکم10 بما استوجب11 هذا12) أی: المعطى له.
________________________________________
(1) . أی فاعتبر رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلم فی قسمة العطایا (جامی).
(2) . فی النسخة المقرؤءة على الشیخ، بسکون الباء (جامی).
(3) . التوبة (9):87.
(4) . المطفّفین (83):14.
(5) . أی خلعة یصل أدنى المفهوم إلى ما تحتها فی أوّل مرتبة (جامی).
(6) . حیث یقول صاحب علم الأدب: «إنّه حدّ الإعجاز» (ص).
(7) . هذا مثال علماء الظاهر (جامی).
(8) . و أشار إلى علماء الباطن بقوله: «و یقول صاحب الفهم الدقیق...» (جامی).
(9) . یعنى صاحب فهم دقیق که ادراک غوامض معانى کند و در بحر عبارات غوطه خورد و درر حکمتها حاصل کند گوید: به چه استعداد و به چه قابلیّت آن معنا مستوجب این خلعت از ملک شد و به قدر فهم معانى از آن عبارات و الفاظ قدر خلعت بداند و قدر ان کس که خلعت فرستاد و آنکه براى وى خلعت فرستاد (شرح).
(10) . عند الغوص فی بحور معانیه (جامی).
(11) . الظاهر أنّ الشارح (ره) جعل قول الشیخ: «بما استوجب» مقول القول.
(12) . أی بموجب استحقاقه هذا القول.
جلد: 2، صفحه: 1287
(هذه الخلعة من الملک1، فینظر2 فی قدر الخلعة3 و صنفها من الثیاب، فیعلم منها قدر من خلعت4 و5 علیه، فیعثر على علم لم یحصل لغیره ممّن لا علم له بمثل هذا6).
و هذا مثال العلماء الظاهر و الباطن، و الخلعة مثال لظاهر الآیات و الأخبار، فإنّ صاحب أدنى الفهوم یقف على ظواهرها و لا یغوص فی قعر بحرها، و صاحب الفهم الدقیق یستخرج منه لآلی المعانی و درر الحکم و المعارف.
(و لمّا علمت الأنبیاء و الرسل و الورثة أنّ فی العالم و فی أممهم من هو بهذه المثابة7، عمدوا فی العبارة8 إلى اللّسان الظاهر الذی یقع فیه اشتراک الخاصّ و العامّ، فیفهم منه الخاصّ ما فهم العامّة منه و زیادة ممّا صحّ له اسم أنّه خاصّ، فیتمیّز به عن العامّی، فاکتفى المبلّغون9 العلوم بهذا10).
أی بلسان الظاهر.
________________________________________
(1) . هذا مقول القول (جامی).
(2) . بعد هذا القول (جامی).
(3) . و مرتبتها بین الخلع فی الفصاحة و البلاغة و غیرهما (جامی).
(4) . أی قدر من خلعت هذه الخلعة علیه، و من إشارة إلى رجال العلم و الراسخین فیه.
(5) . من الحقائق و الدقائق (جامی).
(6) . الانتقال و الاستنباط (ص).
(7) . فی الفهم عن الکلام المنزّل إلیهم الظاهر عنهم (ص).
(8) . عن مقاصدهم (جامی).
(9) . القدر من الإیماء و الأشارة فی حقّ الخواصّ (جامی).
(10) . فی إبلاغهم العلوم بهذا القدر من الإیماء و الأشارة، ثمّ إنّه ممّا علم فی طیّ هذه المقدّمات من الحکم أنّ فهم أهل الخصوص یشارک فهم العامّة - عند الاختطاف من الکلام النبوی - و یوافقهونهم عند الاغتذاء من نوال کمالهم، غیر أنّ الخواصّ یفهمون مع ذلک غیره من اللطائف الذوقیّة، فلا منافاة بین المفهومین أصلا، و الذی تسمعه من المفردین من الصوفیّة «أنّ ما فی التفاسیر من المعانی غیر مراد من القرآن و أنّ المراد منه أمر آخر» فمّما لا أصل له فی التحقیق؛ فإنّ کلّ ما فهم منه عند الأذکیاء على أصل من أصول لابدّ و أن یکون من المراد.
نعم، الحصر فى معنى معیّن و مفهوم خاصّ من تلک المعانی ینافی التحقیق، کما علم أنّ غیر الأنبیاء من ورثتهم - الذین لهم استحقاق إبلاغ العلوم - لابدّ و أن یکون کلامهم أیضا جامعا بین الطرفین محیطا بالفهمین (ص).
جلد: 2، صفحه: 1288
(فهذا حکمة قوله: فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمّٰا خِفْتُکُمْ1,2 و لم یقل: ففررت منکم حبّا فی السلامة و العافیة) رعایة لجانب الظاهر و لسان العامّة.
________________________________________
(1) . حیث عبّر عن سبب فراره و حرکته بالخوف الذی هو السبب الأقرب المشاهد للعامّة (جامی).
(2) . الشعراء (26):21.