عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و هنا سرّ1 کبیر، فإنّه2 أجاب بالفعل3 لمن سأله عن الحدّ الذاتی فجعل الحدّ الذاتی عین اضافته4 إلى ما ظهر به من صور العالم، أو ما ظهر فیه من صور العالم).
أی، أجاب لمن سأل عن الحدّ الجامع لجمیع ذاتیات الربّ بفعله و ربوبیته للسماوات و الأرض، أو المراد بالفعل المفعول و هو السماوات و الأرض، فجعل إضافة الربّ إلى ما ظهر الربّ بواسطته5 أو إلى6 ما ظهر فیه من صور العالم عین الحدّ الذاتی.
(فکأنّه قال له فی جواب قوله: وَ مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِینَ‌، قال7: الذی یظهر فیه8صور العالمین9 من العلوّ و هو السماء، و السفل و هو الأرض إن کنتم موقنین).
و قوله (أو یظهر هو بها10 و11) عطف على قوله: (الذی یظهر فیه) أی: کأنّه قال فی جواب مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِینَ‌: هو الذی یظهر فیه صور العالمین، أو الذی یظهر هو بصور العالمین فضمیر «بها» للصور.
________________________________________
(1) . مستور عن نظر العقل (جامی).
(2) . أی موسى علیه السّلام (جامی).
(3) . أی بفعل الربوبیّة التی لیست إلاّ ظهور الربّ بصورة المربوب (جامی).
(4) . أی إضافة الحقّ معبّرا عنه بالربّ‌، یعنی جعله عین الربّ المضاف (جامی).
(5) . هذا إشارة إلى المعنى الأوّل.
(6) . هذا إشارة إلى المعنى الثانی على أن یکون المراد بالفعل المفعول.
(7) . تأکید لقال الأول (جامی).
(8) . یظهر فیه حقّ الترکیب أن یقال: یظهر فیه من غیر لفظة «قال» لیکون مقولا ل‍ «قال له» لکنّ لما وسّط بین «قال» و مقوله فی جواب قوله: وَ مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِینَ‌ کرّر «قال» لطول الکلام (ق).
(9) . و «القال» لغة هو المنتشر من «القول» فهو نصب على المصدر، أو فعل هو بجملته مقول القول.
و على التقدیرین هو الفعل الذی أجاب به لمن سأل عن حدّه الذاتی، فإنّ القول هذا هو الذی أومی به إلى منتهى مراتب الفعل و الإضافة، و آخر تنزّلاته التی فیه تظهر صور العالمین بتفاصیلها، إیماء خفیّا على ما هو مقتضى صورة السرّ، فإنّه إذا ظهر أنّما یتصوّر بما لا یطّلع علیه إلاّ أهله و هم أولوا الأیدی و الأبصار من ذوی الإیقان (ص).
(10) . یعنی بالربوبیّة (جندی).
(11) . على أنّ الظاهر إنّما هو الحقّ‌، و العالم آلة لظهوره، و هو الغالب على ذوق أرباب العقول و الحکم (ص).
جلد: 2، صفحه: 1296
(فلما قال فرعون لأصحابه: إنّه لَمَجْنُونٌ‌ کما قلنا فی معنى کونه مجنونا1).
و هو أنّه غیر عالم بما سألته.
(زاد موسى فی البیان لیعلم فرعون مرتبته) أی: مرتبة موسى (فی العلم الإلهی لعلمه بأنّ فرعون یعلم ذلک2) أی ذلک المعنى (فقال: رَبُّ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ‌ فجاء) (بما یظهر و یستر3 و هو الظاهر و الباطن وَ مٰا بَیْنَهُمٰا4 و هو قوله: بِکُلِّ شَیْ‌ءٍ عَلِیمٌ‌5إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ‌ أی: إن کنتم أصحاب تقیید، فإنّ العقل تقیید).
لمّا کان المشرق موضع ظهور الشمس، و المغرب موضع استتارها و بطونها، قال: 
(فجاء بما یظهر و یستر)، أی: جاء به تنبیها على کلّ ما ظهر من عالم الشهادة، و على کلّ ما بطن من عالم الغیب، و الحقّ هو الظاهر و الباطن کما أخبر عن نفسه بقوله: 
هُوَ اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ وَ اَلظّٰاهِرُ وَ اَلْبٰاطِنُ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْ‌ءٍ عَلِیمٌ‌6 فیکون علیما بما بین المشرق و المغرب، و ما بین الظاهر و الباطن من لوازمهما و عوارضهما، کالتأثیر و التأثر و الفیض و الاستفاضة فی العلوم و غیرها.
و إنّما جاء بقوله: إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ‌ لأنّ العقل یعطی التقیید، و التقیید إمّا فی الظاهر و هو الأجسام و لواحقها، و إمّا فی الباطن و هو المجرّدات و توابعها، أی: إن کنتم تعقلون فاعلموا أنّ الحقّ هو الذی ظهر بالظاهر و الباطن و جمیع الصور المقیّدة.

________________________________________

(1) . أی مستورا عنه علم ما سئل عنه (جامی).
(2) . أی العلم الإلهی (جامی).
(3) . و فی النسخة المقرؤءة علیه (رض) و ما یستر - من الثلاثی - على صیغة المجهول (جامی).
(4) . أی بین المشرق و المغرب و هو - أی ما یدلّ على ما بین الظاهر و الباطن فی الآیة المذکورة (جامی).
(5) . فإنّ الشیء متناول لما بین الظاهر و الباطن أیضا، کما هو متناول لهما (جامی).
(6) . الحدید (57):3.