شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):
و أمّا حکمة التجلّی4 و الکلام5 فی صورة النار6، فلأنّها کانت بغیة موسى7، فتجلّی له فی مطلوبه لیقبل علیه و لا یعرض عنه8، فإنّه لو تجلّى له فی غیر صورة مطلوبه أعرض عنه لاجتماع همّته على مطلوب خاصّ9).
أی، و أمّا حکمة تجلّی الحقّ و کلامه مع موسى علیه السّلام فی الصورة الناریة، فلأنّه علیه السّلام کان یطلب النار لحاجته إلیها، فتجلّى له الحقّ فی صورتها لیقبل موسى علیه السّلام على الحقّ المتجلّی الظاهر على صورة مطلوبه و لا یعرض عنه، إذ لو تجلّى له فی صورة غیر الصورة الناریّة لکان یعرض عنه، و کان یشتغل على مطلوبه؛ لاجتماع همّته على المطلوب الخاصّ.
(و لو أعرض لعاد10 عمله علیه فأعرض عنه الحقّ)11 و12.
أی، و لو أعرض لعاد حکم عمله الذی هو الاعراض علیه، فکان یعرض عنه الحقّ
________________________________________
(4) . الظهوریّ علیه (ص).
(5) . و هو الإظهاریّ منه (ص).
(6) . التی لها العلوّ فی الأسطقسات (ص).
(7) . بحسب المناسبة الأصلیّة و بما ساق إلیه حکم الوقت (ص).
(8) . لغلبة حکم الصورة علیه (ص).
(9) . غیر ما تجلّى فیه (جامی).
(10) . بناء على تحقّق مجازاة العمل على وفق معادلته و طبق موازاته، کما هو مؤدّى قوله تعالى: فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ البقرة (2):152 (ص).
(11) . أی جازاه بالإعراض عنه جزاء وفاقا (جامی).
(12) . و بالا لعمله (ص).
جلد: 2، صفحه: 1313
أیضا مجازاة له.
(و هو مصطفى1 مقرّب2، فمن قربه أنّه تجلّى له فی مطلوبه و هو لا یعلم3).
أی، فمن قربه و کونه محبوبا عند اللّه تعالى تجلّى له الحقّ و هو طالب للنار غیر طالب للتجلّی، و هذا مخصوص بالمحبوبین المعتنى بهم.
(کنار4 موسى علیه السّلام یراها5 عین حاجته و هو الاله و لکن لیس یدریه6) ظاهر، و تذکیر الضمیر فی قوله: (و هو الإله) و فی قوله: (و لکن لیس یدریه) لتغلیب الخبر و اعتباره و اللّه الهادی.
________________________________________
(1) . إشارة إلى قوله سبحانه له علیه السّلام: إِنِّی اِصْطَفَیْتُکَ عَلَى اَلنّٰاسِ بِرِسٰالاٰتِی وَ بِکَلاٰمِی الأعراف (7):144.
(2) . لقوله: قَرَّبْنٰاهُ نَجِیًّا مریم (19):52.
(3) . أو لأنّه هو المحبوب الحقیقی فی صورة المحبوب المجازی (جامی).
(4) . فإنّها تناسب حضرة الحقّ بالصفتین اللتین هما أجلّ الصفات الذاتیّة و أقدمها هما القهر و المحبّة، فالإحراق فی النار أثر القهر، و النوریة أثر المحبّة، فإنّ النور لذاته محبوب (ق).
(5) . خ ل: «رآها».
(6) . و فیه إشارة إلى أنّ المطلوب و المحتاج إلیه عینه هو الحقّ، إذا توجّه إلیه بجمعیّته من الهمّة و إن لم یکن یعلم المتوجّه کما وقع لموسى علیه السّلام مع کما له فی العلم (ص).