عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و لمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسمّاة فی جسده أخلاطا حدث عن نفخه) أی: عن نفخ الحقّ فیه.
(اشتعال بما5 فی جسده من الرطوبة).
إنّما جعل الأرکان العنصریّة أخلاطا لأنّها أوّلا تصیر أخلاطا، ثمّ أعضاء، و المراد بالاشتعال نار الحرارة الغریزیّة الحاصلة من سریان الروح الحیوانی فی أجزاء البدن 
________________________________________
(5) . أی بسبب ما فی جسده (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1339
المشتعلة بواسطة الرطوبة الغریزیّة، و هی له کالدهن للسراج.
(فکان روح الانسان1 نارا لأجل نشأته2).
أی، لمّا کانت نشأته الجسمانیّة عنصریّة کان روحه نارا، أی: ظهر روحه الحیوانیّة أو نفسه الناطقة بالصورة الناریّة، الموجبة للاشتعال بالحرارة الغریزیّة.
(و لهذا ما کلّم اللّه موسى إلاّ فی صورة النار، و جعل حاجته فیها).
أی، و لأجل أنّ الروح ظهر فی البدن بالصورة الناریّة، تجلّى الحقّ لموسى علیه السّلام فکلّمه فی صورة النار، و جعل مراده فیها.
(فلو کانت نشأته طبیعیّة3، لکان روحه نورا).
أی، لو کانت نشأته غیر عنصریّة کنشأة الملائکة التی فوق السماوات، و هی النشأة الطبیعیّة النوریّة، لکان روحه ظاهرا بالصورة النوریّة4.
(و کنّى عنه5 بالنفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرحمن6).
أی، و کنّى عن ذلک الظهور و الحدوث بالنفخ، مشیرا إلى أنّه حاصل من النفس الرحمانی.
(فإنّه بهذا النفس الذی هو النفخ ظهر عینه7) أی: بالوجود الخارجیّ حصل عین الروح فی الخارج، أو عین الانسان.
(و باستعداد المنفوخ فیه) و هو البدن (کان الاشتعال نارا لا نورا) لأنّ بدن الانسان 
________________________________________
(1) . الحاصل من نفخه (جامی).
(2) . العنصریّة (جامی).
(3) . و قد مرّ تحقیق هذا المطلب الأنیق فی الفصّ العیسوی، حیث قال: «فالعناصر صورة من صور الطبیعة» فراجع، و أیضا سیأتی فی هذا الفصّ‌.
(4) . لا الصورة الناریّة (جامی).
(5) . أی عن الروح و إفاضته على البدن الإنسانی (جامی).
(6) . فإنّ النفخ لا یکون إلاّ من النفس (جامی).
(7) . التی هی الکلمة الجامعة الوجودیّة، کما أنّ بذلک النفس الإنسانی ظهرت عیون الکلمات الکاملة الإظهاریّة (ص).
جلد: 2، صفحه: 1340
عنصریّ‌، لا طبیعیّ نوری.
(فبطن نفس1 لحق2 فیما کان به الانسان إنسانا3 و4).
أی، استتر نفس الحقّ - أی الروح الحاصل من النفس الرحمانی - فی جوهر کان الانسان به إنسانا، و هو الروح الحیوانی الذی به تظهر هذه الصورة الانسانیّة.
(ثمّ اشتقّ له شخصا5 على صورته سمّاه امرأة، فظهرت بصورته فحنّ إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنّت إلیه حنین الشیء إلى وطنه6) أی: أصله.

 ________________________________________

(1) . أی الجوهر النوری (ق).
(2) . الذی هو جهة نسبة النفخ إلى النافخ.
(3) . یعنی الصورة البدنیّة الإنسانیّة (جامی).
(4) . من الجهة التی هی أصل قابلیّته و استعداده، و هو جهة نسبة النفخ إلى المنفوخ فیه (ص).
(5) . هذا إفصاح عمّا هو المقصود من هذه المقدّمات، و هو سبب تحبّب الخاتم للنساء أوّلا، و ذلک أنّه قد بطن نفس الحقّ فی الإنسان - بما هو إنسان - و قد عرفت أنّ الغایة من هذه الحرکة الإیجادیّة أنّما هی الظهور و الإظهار، اشتقّ للإنسان من جهة ظهوره تحصیلا للغایة المطلوبة شخصا على صورته یظهر به نفسه ظهور الشیء فی المرآة؛ و لذلک سمّاه «امرأة» فظهرت بصورته (ص).
(6) . الذی کانت فیه قبل اشتقاقها و خروجها منه (جامی).