شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فما وقع الحبّ2) أی: حبّ الرجل (إلاّ لمن تکوّن عنه3) و هو المرأة.
(و قد کان حبّه) أی حبّ الرجل (لمن تکوّن الرجل منه و هو الحقّ4، فلهذا قال:
«حبّب» و لم یقل: «أحببت»5 من نفسه).
أی، فلأجل أنّه کان محبّا لربّه لا غیر، و ربّه جعله محبّا للنساء لظهور هویته فیهنّ، قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلم: «حبّب إلیّ»، و لم یقل: «أحببت» من نفسه.
(لتعلّق حبّه بربّه الذی هو على صورته6 و7 حتّى فی محبّته لامرأته8).
أی، حتّى أنّ محبّته لامرأته کانت بواسطة المحبّة الإلهیّة التی کانت مرکوزة فی جبلّته و ذاته، لأنّها مظهر من المظاهر الکلّیة التی یتفرّع منها جمیع المظاهر، و لمّا کانت هذه المحبّة ظاهرة فی رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلم بواسطة حبّ اللّه إیّاه، قال:
(فإنّه9 أحبّها بحبّ اللّه إیّاه10 تخلّقا إلهیّا11 و12) و لکمال تخلّقه صلّى اللّه علیه و آله و سلم بالأخلاق
________________________________________
(2) . أی من الرجل (جامی).
(3) . على ما هو مقتضى أصل المحبّة (ص).
(4) . الذی خلق الرجل على صورته (جامی).
(5) . حکایة من نفسه (جامی).
(6) . فی کلّ صفة (جامی).
(7) . و ذلک الحبّ منه هو الأصل الذی تنشعب منه سائر جزئیّات المحبّة (ص).
(8) . التی هی على صورته (جامی).
(9) . فیتخلّق بحبّ اللّه إیّاه فی حبّه لها (جامی).
(10) . حبّ الشخص و صورته و نفسه (ص).
(11) . یتفرّع على التحقیق الذاتی الذی هو محبّته لربّه، و هذا من خصائص العبارات الختمیّة و دقائق إشاراته اللطیفة، حیث نبّه بقوله: «حبّب إلیّ...» على ما هو أصل المحبّة، فلا تغفل (ص).
(12) . فإنّ کلاّ من الحبّبین حبّ من ذى الصورة إلى الصورة فیکون منشأ حبّه هو هذا التخلّق، فلا یکون مستندا إلى نفسه؛ فلذلک جاء بصیغة «حبّب» على البناء للمفعول و لم یسنده إلى نفسه (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1343
الإلهیّة قال تعالى: إِنَّکَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِیمٍ1.
(و لمّا أحبّ الرجل المرأة2 طلب الوصلة إلى غایة الوصلة التی تکون فی المحبّة، و لم یکن فی صورة النشأة العنصریّة أعظم وصلة من النکاح).
أی: الجماع.
(و لهذا تعمّ الشهوة أجزاءه کلّها، و لذلک3 أمر بالاغتسال منه4، فعمّت الطهارة5کما عمّ الفناء فیها6 عند حصول الشهوة).
أی، و لأجل أنّ الرجل أحبّ المرأة و المرأة الرجل، و طلب کلّ منهما الوصلة إلى الآخر غایة الوصلة، عمّت الشهوة جمیع أجزاء بدنهما، کما قال:
إذا ما تجلّى لی فکلّی نواظر و إن هو نادانی فکلّی مسامع و لأجل عموم الشهوة إلى ما هو له وجه الغیریة و الامتیاز من الحقّ، أمر کلّ منهما باغتسال جمیع اجزاء البدن، فعمّت الطهارة کما عمّت الشهوة و المحبّة الموجبة لفناء المحبّ فی المحبوب.
________________________________________
(1) . القلم (68):4.
(2) . راجع فی ذلک آخر الفصل العشرین من الموقف الثامن من إلهیّات الأسفار ج 3 ص 146، و رسائل بابا أفضل من کلام الخواجة زین الدین ج 2 ص 666 و الدرس السابع عشر من کتابنا فی دروس اتحاد عاقل به معقول.
(3) . أی لعموم الشهوة أجزائه (جامی).
(4) . أی من النکاح (جامی).
(5) . أجزاء کلّ منهما (جامی).
(6) . أی فی المرأة (جامی).