شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و سمّاهنّ بالنساء1، و هو جمع لا واحد له من لفظه، و لذلک2) أی: و لکونهنّ متأخّرة فی الوجود عن الرجل سمّاهنّ بالنساء حین (قال صلّى اللّه علیه و آله و سلم: «حبّب إلیّ من دنیاکم ثلاث النساء» و لم یقل: المرأة).
أی، قال: النساء الذی هو مأخوذ من النسأة و هی التأخیر إشارة إلى تأخّر مرتبتهنّ عن مرتبة الرجال، و تأخّر وجودهنّ.
(فراعى تأخّرهنّ فی الوجود عنه) أی: عن الرجل (فإنّ النسأة هی التأخیر) «النسأة» بالسین الغیر المنقوطة.
(قال تعالى: إِنَّمَا اَلنَّسِیءُ زِیٰادَةٌ فِی اَلْکُفْرِ3).
أی، التأخیر زیادة فی الکفر، و تفسیر الآیة أنّ الکفار ما کانوا یصبرون عن القتل و النهب و الفساد إلى أن تخرج الأشهر الحرم، و هی رجب و ذو القعدة و ذو الحجّة و محرّم، و کانوا یأخّرون الحرمة التی فیها إلى أشهر اخر، فیقاتلون فیها، فنزلت.
(و البیع بنسیئة یقول بتأخیر، فلذلک4 ذکر النساء).
أی، فلأجل تأخّرهنّ فی الوجود عن وجود الرجل، ذکر لفظ النساء و لم یقل المرأة.
(فما أحبّهنّ إلاّ بالمرتبة) أی: بمرتبتهنّ عند اللّه، و هی مرتبة الطبیعة الکلّیة.
(و انّهنّ محلّ الانفعال) أی: و بأنّهنّ قابلات للتأثیر و الانفعال عطفا على قوله:
(بالمرتبة).
(فهنّ له) أی: للرجل (کالطبیعة للحقّ التی فتح فیها صور العالم بالتوجّه الارادی و الأمر الإلهیّ، الذی5 هو نکاح فی عالم الصور العنصریّة، و همّة فی عالم الأرواح
________________________________________
(1) . ثمّ إنّه قد أشار إلى وجه خصوصیّة عبارة «حبّب إلیّ» ها هنا، فأراد أن یبیّن وجه خصوصیّة عبارة «النساء» قائلا: «و سمّاهنّ بالنساء» (ص).
(2) . أی و لکونهنّ المسمّیات بالنساء (جامی).
(3) . التوبة (9):37.
(4) . أی لکون النساء دالاّ على التأخّر (جامی).
(5) . فی هذه النشأة الجمعیّة له وجوه ثلاثة قد عبّر عنها فی الحدیث المذکور بالصور الثلاث، و ذلک هو نکاح فی عالم الصور العنصریّة، و قد عبّر عنه بالنساء و هو فی عالم الأرواح النوریّة (ص).
جلد: 2، صفحه: 1349
النوریّة1، و ترتیب مقدّمات فی المعانی للانتاج2، و کلّ ذلک نکاح الفردیّة الأولى3فی کلّ وجه من هذه الوجوه).
و اعلم، أنّ أوّل النکاحات هو الاجتماع الأسمائی4 لایجاد عالم الأرواح و صورها فی النفس الرحمانی المسمّاة بالطبیعة الکلیّة، ثمّ اجتماع الأرواح النوریّة لایجاد عالم الأجساد الطبیعیّة و العنصریّة، ثمّ الاجتماعات الاخر المنتجة للمولّدات الثلاث و لواحقها، و لکون الاجتماعات الاسمائیّة و اجتماعات الأرواح النوریّة و اجتماعات المعانی المنتجة للنتائج المعنویة فی البراهین غیر داخلة فی حکم الزمان، جعل کلّ ذلک نکاح الفردیّة الأولى، أی: النکاح الذی به حصلت الفردیّة الأولى التی هی الذات الأحدیّة و الاسماء الإلهیّة و الطبیعة الکلّیة فی المرتبة الوجودیّة، و الاجتماعات الاخر التی هی سبب الموالید هی من النکاحات الثانیة و الثالثة إلى أن ینتهی إلى النکاح الرابع الذی هو آخر النکاحات الکلّیة، و لیس هذا موضع بیانه.
و لمّا کان تأثیر الأرواح النورانیّة بالتوجّه و الهمّة، و تأثیر المقدّمات بالترتیب الخاصّ، قال (و همّة فی عالم الأرواح النورانیة و ترتیب مقدّمات فی المعانی)، و الکلّ تفاریع النکاح الأوّل و داخل فیه على أی وجه کان من هذه الوجوه، التی هی النکاح فی الصور العنصریّة و الهمّة فی عالم الأرواح و ترتیب المقدّمات فی عالم المعانی.
________________________________________
(1) . و قد عبّر عنه بالطیب، باعتبار نشر نفحات الاثار منه، و هو قوله تعالى: وَ اَلْبَلَدُ اَلطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَبٰاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ... الأعراف (7):58 (ص).
(2) . و هذا من صور الإظهار، و قد عبّر عنه بالصلاة، و الانقهار تحت حکم التعیّن فی المعانی لظهور سلطان الحضرات الإطلاقیّة فیها طوى عن ذکر العالم فی هذه الصورة (ص).
(3) . الفردیة الأولى هی الذات الأحدیّة و الأسماء الإلهیّة و الطبیعة الکلّیة، أی نکاح الفردیة الأولى.
(4) . فی العبارة سقط؛ لأنّ أوّل النکاحات هو التوجّه الإلهی الذتی. مصباح الأنس ص 159. و الأوّل فی هذا الشرح هو النکاح الثانی، و راجع إلى شرح العین العاشرة من کتابنا «سرح العیون فی شرح العیون