شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و کما نزلت المرأة عن درجة الرجل بقوله: وَ لِلرِّجٰالِ عَلَیْهِنَّ دَرَجَةٌ2 نزل المخلوق على الصورة عن درجة من أنشأه على صورته مع کونه على صورته).
أی، کما أنّ المرأة نازلة فی الدرجة عن الرجل، کذلک الرجل نازل عن درجة الحقّ مع أنّه مخلوق على صورته.
(فبتلک الدرجة3 التی تمیّز الحقّ بها4 منه5) أی: عن الرجل (بها)6 أی:
بتلک الدرجة (کان) الحقّ (غنیّا عن العالمین، و فاعلا أوّلا، فإنّ الصورة).
أی، الصورة النوعیّة التی هی الحقیقة الانسانیّة المخلوقة على صورة الحقّ.
(فاعل ثان7) أمّا کونه فاعلا فلأنّه خلیفة فی العالم متصرّف فی أعیانها کلّها، و أمّا وقوع فعله فی ثانی المرتبة فلأنّ فعله على سبیل التبعیّة و الخلافة، لا الأولیّة و الأصالة.
(فما له8 الأوّلیّة للحقّ).
أی، فلیس للانسان الأوّلیّة الحقیقیّة التی للحقّ؛ إذ أوّلیّته غیر أوّلیّة الأعیان کما مرّ
________________________________________
(2) . البقرة (2):228.
(3) . الرفیعة (جامی).
(4) . فقوله: «بها» بدل عن قوله: «فبتلک الدرجة» أی بتلک الدرجة الرفیعة کان الحق تعالى غنیّا.
(5) . أی عن المخلوق على الصورة.
(6) . بدل من تلک، أی بتلک الدرجة الرفیعة (جامی).
(7) . أی فی المرتبة الثانیة باعتبار مظهریّته لفعل الحقّ (جامی).
(8) . أی للمخلوق على الصورة (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1352
فی أوّل الکتاب.
(فتمیّزت الأعیان1 بالمراتب).
أی، تمیّزت الأعیان الکونیّة عن الحقّ تعالى بمراتبها التی اتصفت بها فی الأزل، و تمیّز بعضها عن بعض بحصّة من عین تلک المراتب، إذ لکلّ منها مرتبة معیّنة و حدّ مخصوص و استعداد مناسب أفاض الحقّ لها بالفیض الأقدس، کما قال تعالى: أَعْطىٰ کُلَّ شَیْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ2.
(فأعطى کلّ ذی حقّ3 حقّه کلّ عارف).
أی، کلّ من عرف الحقائق و المراتب أعطى کلّ عین حقّها، و ما نقص عنه و لا زاد علیه.
(فلهذا4 کان حبّ النساء لمحمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلم عن تحبّب إلهیّ5، و إنّ اللّه أعطى کلّ شیء خلقه).
أی، و لأجل أنّ العارف المحقّق یعطی حقّ کلّ ذی حقّ، کان حبّ النساء فی القلب المحمّدی عن تحبّب إلهیّ، أی: جعل6 قلبه محبّا للنساء لاقتضاء أعیانهنّ أن یکنّ محبوبات للرجال، و اقتضاء أعیانهم حبّهنّ.
(و هو7 عین حقّه8).
أی، ذلک العطاء عین حقّ ذلک الشیء، فحبّ محمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلم للنساء عین حقّ محمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلم؛ لأنّ أعیان الرجال تقتضی حبّ النساء، و إن کان من وجه آخر الرجل
________________________________________
(1) . الوجودیّة بعضها عن بعض حقّا کان أو خلقا (جامی).
(2) . طه (20):50.
(3) . من أصحاب المراتب (جامی).
(4) . أی لإعطاء کلّ ذی حقّ حقّه (جامی).
(5) . لا عن محبّة نفسانیّة شهوانیّة؛ لأنّ حقّه الذی یستحقّه کان ذلک التحبّب لا هذه المحبّة (جامی).
(6) . هذا معنى قوله: «عن تحبّب إلهى».
(7) . أی ما أعطاه کلّ شیء (جامی).
(8) . أی حقّ ذلک الشیء (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1353
محبوبا للمرأة و معشوقا لها، و المرأة محبّة و عاشقة له، و باجتماع صفتی العاشقیّة و المعشوقیّة فی کلّ منهما حصل الارتباط بینهما و سرت المحبّة فی جمیع المظاهر، فصار کلّ منها عاشقا من وجه و معشوقا من وجه، کما أنّ الحقّ محبّ من وجه و محبوب من وجه، فصارت المحبّة رابطة بین الحقّ و الخلق أیضا.
(فما أعطاه) أی، فما أعطى الحبّ لمحمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلم (إلاّ بالاستحقاق و استحقّه1 بمسمّاه، أی: بذات ذلک2 المستحقّ).
أی، عین المستحق طلب ذلک الحبّ من اللّه فأعطاه إیّاه.
________________________________________
(1) . بالاستحقاق استحقّه (عدّة نسخ).
(2) . یعنی بذات ذلک الشیء المستحقّ (جامی).