شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فجعل روایحهم)8 أی: روائح الطیبین یعنی لوازمهم من الصفات و الأقوال.
و إنّما قلنا (إنّه أطیب الطیبین و نساءه أطیب الطیبات) لأنّ الافراد الانسانیة من حیث
________________________________________
(8) . أی أقوالهم الدالّة على أحوالهم (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1362
أنّ کلا منها إنسان لیس فیها خبیث بل کلّها طیّب بالطیب الذاتی، لأنّ کلا منها مخلوق بیدیه و حامل لما عنده من الصفات الإلهیّة.
فکون بعضها طیّبا بالطیب الصفاتی و بعضها خبیثا أنّما هو باتصاف البعض بالکمالات و البعض الآخر بالنقائص، و لا شکّ أنّ أکمل الأفراد الانسانیّة من الرجال هو النبیّ صلّى اللّه علیه و آله و سلم، و أکملها من النساء أزواجه1.
(طیّبة2) و أقوالهم صادقة، و روائح الخبیثین خبیثة و أقوالهم کاذبة.
(لأنّ القول نفس، و هو عین الرائحة).
المراد بالرائحة هنا اللّوازم؛ إذ الرائحة کیفیّة من الکیفیّات الوجودیّة، لازمة للجوهر الذی عرضت فیه.
و إنّما جعل النفس عین الرائحة لأنّه لازم لوجود المتنفّس، کما أنّ الرائحة لازمة لمحلّها.
و لمّا استعار3 لفظة الرائحة، على لوازم وجوداتهم، و الرائحة لا تدرک إلاّ بواسطة الهواء شبّه اتصافها بالطیّب و الخبیث بمرور الرائحة، و اتصافها بأحکام ما مرّ علیه بواسطة الهواء ترشیحا4 للاستعارة فقال:
(فیخرج بالطیّب و الخبیث على حسب ما یظهر به5 فی صورة النطق)6.
أی، فیخرج النّفس من الطیّب بسبب7 أنّه طیّب فی صورة النطق طیّبا،
________________________________________
(1) . و الحقّ أنّ هذا غیر صحیح على مذهب الحقّ؛ لأنّ أکمل الأفراد الإنسانیّة من النساء سیّدة نساء العالمین، و بنت ختم المرسلین و زوجة سیّد الوصیّین فاطمة الزهرا علیها السّلام، راجع فصّ حکمة عصمیّة فی کلمة فاطمیّة سیّما الفصل السابع إلى الثالث عشر، ص 284-149.
(2) . أی مبرّأة عن النقص و الخبث (جامی).
(3) . الاستعارة ذکر أحد طرفی التشبیه و إرادة الآخر به مدّعیا دخول المشبّه فی جنس المشبّه به، کما تقول فی الحمام: أسد و أنت ترید الرجل الشجاع، مدعیا أنه من جنس الأسد.
(4) . الترشیح، ذکر ما یلائم المشبّه به.
(5) . من الدلالة على أعیان الموجودات و أحوالها (جامی).
(6) . صدقا کان أو کذبا (جامی).
(7) . هذا معنى قوله: «بحسب ما یظهر به».
جلد: 2، صفحه: 1363
و من الخبیث بواسطة أنّه خبیث فی صورة نطقه، خبیثا فقوله: (فی صورة النطق) متعلّق بقوله: (فیخرج).
(فمن حیث إنّه إلهیّ1) أی: فمن حیث إنّ النّفس منسوب إلى اللّه.
(بالأصالة کلّه طیّب، فهو2 طیّب) أی: فالقول کلّه طیّب، لأنّه صفة من الصفات الکمالیّة الإلهیّة.
(و من حیث ما یحمد و یذمّ فهو طیّب و خبیث).
أی: و من حیث إنّ القول بعضه محمود و بعضه مذموم ینقسم إلى إلطیّب و الخبیث و یوصف بهما.
________________________________________
(1) . منسوب إلى اللّه (جامی).
(2) . بهذا الاعتبار طیب (جامی).