عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فقال فی خبث الثوم: «هی شجرة3 خبیثة أکره ریحها»4 و لم یقل: أکرهها، فالعین لا تکره و إنّما تکره ما یظهر منها، و الکراهة لذلک) أی: لما یظهر منها.
(إمّا عرفا أو بعدم ملائمة طبع، أو غرض، أو شرع5، أو نقص) أی: بسبب شرع، أو بسبب نقص.
(عن کمال مطلوب، و ما ثّمّ غیر ما ذکرناه6).
________________________________________
(3) . أطلق الشجرة على الثوم کما أطلقت على البرّ، قال تعالى: لاٰ تَقْرَبٰا هٰذِهِ اَلشَّجَرَةَ‌ البقرة (2):35.
(4) . صحیح مسلم ج 1 ص 395، کتاب المساجد باب 17؛ المسند لأحمد بن حنبل ج 3 ص 12؛ کنز العمّال ج 15 ص 268، ح 40915.
(5) . و الظاهر من السیاق أن یکون «الشرع» منصوبا، و یکون عطفا على قوله: «عرفا» و لکن أنّما جعل کذلک لیدلّ على أنّ العرف أنّما یحکم على الأشیاء بما ظهر عنها کراهة و قبولا بمجرّد الاعتیاد، لیست له غایة صحیحة تکون مبدأ لذلک الحکم. و أمّا غیر ذلک فلا بدّ و أن یکون ذاغایة صحیحة راجعة إلى الحاکم، و هو الکاره هاهنا أو إلى المحکوم علیه و هو المکروه، أما الأوّل فمنحصر فی الصور الثلاث: أعنی الطبع و الغرض و الشرع، فغایة حکم الکراهة و مبدؤه فی هذه الثلاثة المذکورة تتعلّق بصاحب الکراهة و هو الکاره، و قد یتعلّق مبدأ الکراهة بالمکروه و هو الرابع، و إلیه أشار بقوله: أو نقص عن کمال مطلوب عطفا على عدم ملائمة (ص).
(6) . من الأسباب الحسیّة (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1364
و الاختلاف بحسب الطبائع و الأغراض و الشرائع، و قد یکون الشیء محمودا بالنسبة إلى البعض و مذموما بالنسبة إلى الآخر، حراما فی شرع حلالا فی آخر، کمالا بالنسبة إلى شیء نقصانا بالنسبة إلى الآخر.
(و لمّا انقسم الأمر إلى خبیث و طیّب کما قرّرناه حبّب إلیه الطیّب دون الخبیث، و وصف) النبیّ صلّى اللّه علیه و آله و سلم.
(الملائکة بأنّها تتنأذى بالروائح الخبیثة1 لما فی هذه النشأة العنصریّة من التعفین).
و لمّا کان الانسان مخلوقا من النشأة العنصریّة، و فیه شیء من التعفین، قال:
(فإنه) أی: فإنّ الانسان (مخلوق من صلصال2 من حمأ3 مسنون، أی: 
متغیّر الریح4، فتکرهه الملائکة بالذات)5.
فتکره الملائکة الانسان المتغیّر الریح الذی هو الخبیث بذواتهم، لطهارة نشأتهم عن العفونات و الفضلات المنتنة، و لذلک أمرنا بطهارة الثوب و البدن، و دوام الوضوء، و استحب استعمال الروائح الطیّبة؛ لتحصل المناسبة بیننا و بین الملائکة، فنلحق بالطیّبین.

________________________________________

(1) . و هذا مبدأ کراهتهم الإنسان (جامی).
(2) . هو الطین الجافّ المنتن.
(3) . و هو الطین الأسود المنتن.
(4) . تفسیر لقوله: مَسْنُونٍ‌.
(5) . لصفاء روحانیّها عن الأمور المذکورة (جامی).