عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و العالم على صورة الحقّ‌).
و لا یتوهّم أنّ قول الشیخ رض: (فإنا ما وجدناه فی الأصل) ینافی ما ذکرناه1؛ لأنّ الحقّ یحبّ وجود کلّ شیء و یریده فیوجده، سواء کان طیّبا أو خبیثا2، و لو کان یکره شیئا ما مطلقا لما أوجده و ما تتعلّق إرادته به.
و قوله: (فوجدناه یکره و یحبّ‌) محمول على أنّه صلّى اللّه علیه و آله و سلم فی المظاهر یحبّ الشیء و یکرهه لا فی مقام جمعه، فإنّ الکراهة من الصفات المنسوبة إلى العالم کالضحک و الاستهزاء و غیرهما، فما هو منسوب إلى اللّه فی القرآن و الحدیث کقوله: اَللّٰهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ‌3«و ضحک اللّه البارحة ممّا فعلتما4».
(و الانسان على الصورتین5) أی: مخلوق على صورتی الحقّ و العالم.
(فلا یکون ثمّ مزاج6 لا یدرک إلاّ الأمر الواحد من کلّ شیء) إمّا الطیّب، و إمّا الخبیث.
(بل ثمّ مزاج یدرک الطیّب من الخبیث) إذ لا خبیث إلاّ و له نصیب من الطیّب و لو بالنسبة إلى بعض الامزجة.
(مع علمه بأنّه خبیث بالذوق طیّب بغیر الذوق، فیشغله إدراک الطیّب منه عن الاحساس بخبثه).
کما روی عن بعض المشایخ أنّه مرّ مع جمع من المریدین فرأى جیفة ملقاة، فقال: ما أشدّ7 بیاض أسنانه8.
________________________________________
(1) . من قوله: «لیس فی نفس الأمر إلاّ الطیب» و لو لم یکن کذلک لما وجد الطیب الحقیقی.
(2) . أی إضافیّان.
(3) . البقرة (2):15.
(4) . بحار الأنوار، ج 41، ص 28 ح 1.
(5) . أی صورة الحقّ و صورة الخلق (جامی).
(6) . فی الإنسان و عالمه الجمعی (ص).
(7) . خ ل: «أحسن».
(8) . بحار الأنوار ج 14 ص 327 ح 47، روى عن عیسى علیه السّلام أنّه مرّ مع الحواریّین على جیفة... (محیطی).
جلد: 2، صفحه: 1367
(هذا قد یکون، و أمّا رفع الخبیث من العالم - أی: من الکون1 - فإنّه لا یصحّ‌2).
لأنّ الطبائع مختلفة، فما لا یلائم طبیعة هو عندها خبیث و ما یلائمها فهو عندها طیّب، و الخبیث عند طبیعة اخرى یلائمها طیّب، فإنّ لعاب فم الانسان3 طیّب عنده سمّ بالنسبة إلى الحیّة، و کذا سمّ الحیّة سبب الحیاة عندها قاتل بالنسبة إلى الانسان، و العسل نافع بالنسبة إلى مزاج المبرودین کالمشایخ، ضارّ بالنسبة إلى مزاج المحرورین کالشبان، فلا یمکن رفعه من الکون.
و أمّا أعیان الاشیاء و ذواتها - لکونها راجعة إلى عین الذات الإلهیّة - فلیس شیء منها خبیثا.
(و رحمة اللّه4 فی الخبیث و الطیّب5 و6).
أی، و رحمة اللّه حاصلة فیهما، و لو لا تلک الرحمة لما وجد شیء منهما، إذ الوجود عین الرحمة (و الخبیث عند نفسه طیّب و الطیّب عنده خبیث7)، لأنّ الشیء لا یحبّ إلاّ نفسه و ما یناسبه، لا ما یضادّه.
(فما ثمّ شیء طیّب إلاّ و هو من وجه فی حقّ مزاج مّا خبیث، و کذلک بالعکس8) کما مرّ.
________________________________________
(1) . الذی هو منشأ حدث الحدوث و خبث الخبیث (ص).
(2) . یشیر (رض) إلى ارتفاع الخبیث عن الإدراک، و إلاّ فمن حیث أعیان الأشیاء و ما به هی هی، و من حیث الوجود الحقّ المتعیّن بکلّ شیء فلیس شیء من العالم خبیثا، و أمّا کون بعض الأمور طیبا أو خبثا عند الحقّ‌، فذلک من حیث تعیّنه فی مرتبة مّا (جندی).
(3) . فی آخر المقالة السابعة من الفنّ الثامن من طبیعیات الشفاء: «إنّ ریق الإنسان الصائم قتّالة للهوامّ‌، ص 417، ج 1 من الرحلی). و الهامّة ما کان له سمّ کالحیّة و الجمع هوامّ‌.
(4) . أی و رحمة اللّه حاصلة فی الخبیث و الطیّب على سواء (جامی).
(5) . یعنی بالنسبة و الإضافة (جندی).
(6) . على السواء من حیث الوجود (ص).
(7) . ضرورة أنّ أحد المتقابلین بالقیاس إلى مقابله فی نقص و خبث عند منعه ظهور أحکامه الخاصّة به (ص).
(8) . ثمّ إنّ هاتین المرتبتین - المشار بهما إلى القابل و الفاعل - قد احتویا على سائر مراتب الظهور، و أمّا الثالث الخ. (ص)