عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(و لمّا کانت الصلاة مناجاة1 فهی2 ذکر3 و من ذکر الحقّ‌، فقد جالس الحقّ‌، و جالسه الحقّ‌، فإنّه صحّ فی الخبر الإلهیّ أنّه تعالى قال: «أنا جلیس من ذکرنی4 و5» و من جالس من ذکره هو ذو بصر حدید).
کقوله: فَبَصَرُکَ اَلْیَوْمَ حَدِیدٌ6.
(رأى جلیسه7، فهذه) أی: الصلاة (مشاهدة8 و9 و رؤیة)10.
أی، یحصل للمصلّی الشهود الروحی و الرؤیة العینیّة فی موادّ الأعیان الموجودة الروحانیّة و الجسمانیّة.
(فإن لم یکن ذا بصر) و عرفان أنّه هو المتجلّی لکلّ شیء، و هو المتجلّی عن کلّ شیء.
(لم یره، فمن هنا یعلم المصلّی رتبته هل یرى الحقّ هذه الرؤیة) العیانیّة (فی هذه الصلاة أم لا؟ فإن لم یره فلیعبده بالایمان کأنّه یراه)11 کالمؤمنین المحجوبین.
(فیخیّله فی قلبه عند مناجاته، و یلقی السمع لما یرد به12 علیه من الحقّ‌) من الواردات الروحانیّة و المعانی الغیبیّة.
________________________________________
(1) . لما قال صلّى اللّه علیه و آله و سلم المصلّی یناجی ربّه (جامی).
(2) . أی الصلاة (جامی).
(3) . للحقّ سبحانه؛ لأنّه لا بدّ فی مناجاة الحقّ من ذکره و لو بمجرّد خطوره و حضوره فی القلب (جامی).
(4) . و هو الحضور فی مستقرّ التمکّن على مجلى السمع و البصر، أمّا الأوّل فظاهر لأنّ الذکر أنّما یتحقّق فی السمع، و أمّا الثانی فلأنّ من جالس من ذکره (ص).
(5) . الکافی، ج 2، ص 496؛ عیون أخبار الرضا علیه السّلام ج 2 ص 46 ح 175.
(6) . ق (50):22.
(7) . بالضرورة و إلاّ لم یکن جلیسه (ص).
(8) . عیانیّة روحانیّة فی المقام الجمعی (جامی).
(9) . و هو الحضور بجوامع الحواسّ‌؛ و لهذا یسمّى عالم المحسوسات، عالم الشهادة (ص).
(10) . عینیّة بصریّة فی المظاهر الفرقیّة (جامی).
(11) . و هو المسمّى بالإحسان و هو المشاهدة و أعلى من الإیمان الغیبى؛ لأنّه مشبه بالرؤیة و هی الصورة الخیالیّة (جامی).
(12) . الباء للتعدیة، أی لما أورده علیه الحقّ (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1371
(فإن کان إماما لعالمه الخاصّ به1) أی: الأناسی (و للملائکة المصلّین معه2، فإنّ کلّ مصلّ فهو إمام بلا شکّ‌3، فإنّ الملائکة تصلّی خلف العبد إذا صلّى وحده کما ورد فی الخبر4، فقد حصل له رتبة الرّسل فی الصلاة).
لأنّ إمامة الناس من مراتب الرسول، و قوله: (فقد حصل) جواب الشرط، أی: فإن کان اماما للناس فقد حصلت له رتبة الرسول، و لمّا کانت الامامة قیاما بحقوق العباد، و هی من شؤون الحقّ قال:
(و هی النیابة عن اللّه5، و إذا قال6: سمع اللّه لمن حمده، فیخبر نفسه و من خلفه بأنّ اللّه قد سمعه).
أی، یخبر الامام نفسه و لمن اقتداه بأنّ اللّه سمع حمد من حمده و مناجاة من ناجاه، و ذلک لأنّه یشاهد ربّه و عالم بأنّه سمع حمد الحامدین.
(فتقول الملائکة7 و الحاضرون8: ربّنا و لک الحمد9، فإنّ اللّه قال على لسان عبده: 
سمع اللّه لمن حمده10، 

________________________________________

(1) . من الأشخاص المشارکین له فی هذا العالم فی الصلاة (جامی).
(2) . إن لم یکن إماما لعالمه الخاصّ به (جامی).
(3) . أقول: و من هنا یعلم سرّ التعبیر فی الفاتحة على هیئة المتکلّم مع الغیر فی صیغتی «نعبد و نستعین» فتبصّر، و قد ذکر وجها آخر الفخر الرازی فی تفسیر فاتحة الکتاب من تفسیره و نقله الشیخ البهائی فی أوّل کشکوله، فراجع.
(4) . الکافی ج 3 ص 303، کتاب الصلاة، باب بدأ الأذان و الإقامة.
(5) . فی الإنباء عمّا علیه الحقّ من الصفات الثبوتیّة التی له عند ما حمده الحامدون (ص).
(6) . المصلّى نیابة عن اللّه سمع الله لمن حمده (جامی).
(7) . أی و مع الحاضرین (جامی).
(8) . عند ما بلغهم ذلک النبأ الکریم من المصلّی: ربّنا لک الحمد (ص).
(9) . تصدیقا للمبلّغ و إیمانا به (ص).
(10) . فلسان العبد فی هذا القرب آلة لقول الحقّ الذی به یفصل، و هو المسمّى بقرب الفرائض (ص).