شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(أنّ الوجود لمّا کان عن حرکة معقولة8 نقلت9 العالم من العدم10) الاضافی (إلى الوجود) الخارجیّ (عمّت الصلاة
________________________________________
(8) . لا محسوسة (جامی).
(9) . تلک الحرکة.
(10) . أی الثبوت العلمی مع عدم اتّصافه بالوجود العینى (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1375
جمیع الحرکات1، و هی ثلاث: حرکة مستقیمة، و هی حال قیام المصلّی2، و حرکة افقیّة و هی حال رکوع المصلّی، و حرکة منکوسة و هی حال سجوده، فحرکة الانسان مستقیمة و حرکة الحیوان افقیّة و حرکة النبات منکوسة، و لیس للجماد حرکة) محسوسة (من ذاته، فإذا تحرّک حجر فإنّما یتحرّک بغیره).
لمّا کان الانسان متحرّکا بحرکة طبیعیّة عند نموّه إلى جهة العلو، و حرکة الحیوان إلى الافق إلى جهة رأسه، و حرکة النبات إلى السفل، فإنّ رأسه هو الأصل الذی فی الأرض، جعل حرکة الانسان مستقیمة، و حرکة الحیوان افقیّة، و حرکة النبات منکوسة، و إن کانت حرکة النبات من وجه آخر إلى السماء مستقیمة، و حرکة الانسان و الحیوان عند الارادة قد تکون دوریّة.
(و أمّا قوله3 «و جعلت4 قرّة عینی فی الصلاة» و لم ینسب الجعل إلى نفسه، فإنّ5تجلّی الحقّ للمصلّی أنّما هو راجع إلیه تعالى، لا إلى المصلّی6).
لأنّه من عنایته الأزلیّة فی حقّ بعض عباده، و ما یرجع إلى العبد فیه هو الاستعداد، و ذلک أیضا راجع إلى اللّه تعالى و فیضه الأقدس، کما مرّ فی الفصّ الأوّل7.
(فإنّه8 لو لم یذکر هذه الصفة9 و10 عن نفسه لأمره بالصلاة على غیر تجلّ منه11 له).
________________________________________
(1) . أی الحرکات الطبیعیّة لا الوجودیّة، و الحرکة الأفقیّة حرکة موازیة للأفق الحقیقی أو الحسّی.
(2) . فإنّه لا یتحقّق القیام إلاّ بالحرکة من السفل إلى العلوّ على الاستقامة، فالمراد بالحرکة المستقیمة ما یکون من جهة السفل إلى العلوّ، و هو ما یضادّ المنکوسة لا المستدیرة کما هو مصطلح الحکیم (جامی).
(3) . أی و حکمة قوله: «و جعلت قرة عینى...» (جامی).
(4) . حیث أتى بصیغة الفعل المبنیّ للمفعول (جامی).
(5) . بفتح الهمزة جواب «أمّا» أی الحکمة فیه أن تجلّى الحقّ (جامی).
(6) . و لذلک قیل له: «المصلّی» إذا الحقّ فی ذلک المضمار هو السابق (ص).
(7) . من قوله: و ما بقی إلاّ القابل، و القابل لا یکون إلاّ من فیضه الأقدس. ص 64.
(8) . أی الحقّ (جامی).
(9) . الکاشفة له عن تجلّی الحقّ، و هو الذکر الذی من اللّه أکبر عن نفسه (ص).
(10) . و لم یظهر بها (جامی).
(11) . أی من اللّه (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1376
أی، فإنّ الحقّ سبحانه لو لم یخبر عن نفسه بلسان نبیّه بأنّه یقرّ عینه فی الصلاة بالمشاهدة و لم یکن له ذلک، لکان أمر اللّه بالصلاة واقعا مع عدم التجلّی من اللّه لنبیّه، لأنّ الصلاة ممّا فرضه اللّه على عباده، فهی واجبة على العبد، و التجلّی منه لیس بواجب بل موقوف على عنایته تعالى.